الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«أردوغان» يغير القانون لوضع الانقلابيين تحت المقصلة.. وتحذيرات دولية من انتهاكات غير دستورية

إردوغان
إردوغان

  • الرئيس التركي يحذر:
  • لا تستغلوا محاولة الانقلاب لتجاوز مبادئ الديمقراطية
  • رئيس الوزراء التركي:
  • ندعو أنصار الدولة للبقاء في الشوارع لدعم الحكومة
  • وزير الخارجية الفرنسي لـ«أردوغان»:
  • الانقلاب ليس "شيك على بياض" للقضاء على معارضيك

تحذير شديد اللهجة، أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خشية محاولات استغلال واقعة الانقلاب في تركيا لتجاوز مبادئ الديمقراطية في الدولة، ويتزامن ذلك مع حملة شنتها قوات الشرطة بإلقاء القبض على ستة آلاف شخص وسط مخاوف لدى الجمهور التركي ودول الاتحاد الأوروبي من تزايد استغلال حكومة أنقرة لمحاولة اشقاق العسكريين كغطاء لتضييق الخناق على المعارضة المشروعة، وفق تقرير نشره موقع «إندبندنت» البريطاني.

ضباط برتب عالية ونحو 2700 قاضٍ، وقعوا رهن الاعتقال عقب الاشتباكات التي أسفرت عنها محاولة الانقلاب الفاشلة وأسفرت عن مقتل 265 شخصا، وبالإضافة لذلك، أعلن الرئيس التركي عن أن البرلمان سوف ينظر إدخال عقوبة الإعدام كجزاء لأولئك الذين يعتقد أنهم ارتكبوا جرائم خيانة ضد الدولة، وجاء هذا التصريح عندما كان أردوغان يتحدث إلى أنصاره أمام مقر إقامته في أسطنبول مساء أمس الأحد.

تخلل كلمة أردوغان دعوات متكررة مثل «نريد عقوبة الإعدام» لكسب تأييد الحشد الكبير، وأضاف: « في أي نظام ديمقراطي، أيا ما كان يريده الشعب فسوف يحصلون عليه».

وأضاف أنه سوف يكون على اتصال مع أحزاب المعارضة في تركيا؛ للتوصل إلى قرار بشأن عقوبة الإعدام، قائلا: «نحن لن نتأخر حيال هذا القرار لفترة طويلة؛ لأن أولئك الذين حاولوا الانقلاب في هذا البلد، يجب أن يدفعوا الثمن».

تركيا لم تعدم أحدا منذ عام 1984 وكانت عقوبة الإعدام قد ألغيت قانونيا عام 2004 كجزء من مساعي الدولة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي، بينالي يلدريم، إن «الحياة بدأت تعود إلى أنصار الدولة العاديين الطبيعيين الذين نحثهم على البقاء في الشوارع؛ لإظهار دعمهم للحكومة».

كما أصدر تحذيرا شديد اللهجة الى المعارضين، قائلا «لقد تم إحباط مصيبة أخرى. ومع ذلك، واجبنا لم ينته بعد، إذ يجب علينا القيام بعملية تطهير سريعة بحيث لا تظهر مرة أخرى أي جرأة ضد إرادة الشعب".

واستجابة لمطالب عشرات الآلاف من الأتراك ممن تظاهروا في الشوارع يرددون «نريد عقوبة الإعدام» قال «يلدريم» للمتظاهرين: «فهمنا رسالتكم وسوف يلتزم بالأمر».

ومن فرنسا، حث وزير الخارجية، جان مارك أيرولت، في حديث له على قناة «فرنسا 3» القادة الأتراك للاحتكام إلى القانون، قائلا «الانقلاب ليس شيك على بياض للسيد أردوغان، ولا يمكن أن يكون هناك عمليات تطهير مطلقة، فسيادة القانون يجب أن تسود».

ويجتمع الوزراء الأوروبيون، اليوم الاثنين في بروكسل، لتأكيد أن الأوضاع في تركيا لا تتوافق مع مبادئ الديمقراطية في أوروبا.

وكانت محاولة الانقلاب، التي انطلقت ليلة الجمعة على أيدي عدد من أفراد الجيش، قد زادت أيضا التوترات بين الولايات المتحدة، وزعيم تركيا الذي طالب بتسليم رجل دين يقيم في أمريكا على خلفية اتهامات ضده بالتخطيط للانقلاب.

وكان الرئيس أردوغان قد تعهد لأنصاره بـ«تطهير مؤسسات الدولة كافة من مؤيدي المفكر والداعية التركي «سيستاني فتح الله كولن».

وقال الرئيس التركي إن بلاده، تطلب من خلال وزارة العدل ووزارة الخارجية، تسليم «كولن» الذي يوجد مقره في ولاية بنسلفانيا وأنصاره.

وحذر «يلدريم» في وقت سابق الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا "أي دولة أن تقف وراء "جولن" ليست صديقة لتركيا، وتشارك في حرب خطيرة ضدها".

فيما ذهب وزير العمل التركي، سليمان سويالو، في تصريحاته إلى أبعد من «أردوغان» حيث يشير إلى أن الولايات المتحدة هي من دبرت للانقلاب، قائلا «واشنطن تقف وراء محاولة الانقلاب، وقد قام عدد قليل من المجلات التي يتم نشرها هناك بنشاطات في هذا الشأن لعدة أشهر» لافتا إلى إرسال تركيا طلبات إلى الولايات المتحدة بشأن «غولن»، مشددا على الولايات المتحدة بضرورة تسليمه.

وفي مؤتمر صحفي عقد معه يوم السبت في منزله بـ«سيليزبورج»، في ولاية بنسلفانيا، نفى «غولن» بشدة أي دور له أو مجرد معرفة بمحاولة الانقلاب في تركيا.

وقال «يجب أن تفوز الحكومة من خلال عملية انتخابات حرة ونزيهة، وليس بالقوة».

وأضاف أنه شخص عانى ضمن من عانوا كثيرا في ظل الانقلابات العسكرية المتعددة خلال العقود الخمسة الماضية في تركيا، ومن المهين أن يتهم بوجود صلة له بهذه المحاولة الفاشلة، نافيا بشكل قاطع اتهامات حكومة بلاده ضده.

وقال وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، إن الولايات المتحدة تتفهم طلب تركيا بشأن تسليم «جولن» إلا أن تركيا يجب أن تقدم الأدلة الشرعية على إدانته.

وحذر وزير العدل التركي، بكير بوزداج أيضا أن عدد الذين من المرجح أن يتم القبض عليهم سوف يرتفع باستمرار عملية التطهير.

وقال مسؤول في الحكومة التركية، إنه تم اعتقال قائد قاعدة «إنجرليك» الجوية في جنوب تركيا، أن يستخدم من قبل شركاء التحالف الآخرين الولايات المتحدة وبتهمة التواطؤ في محاولة الانقلاب.

وتستخدم قاعدة «انجرليك» من قبل الولايات المتحدة وشركاء التحالف الآخرين في الحرب ضد المتشددين المنتمين لتنظيم «داعش» في سوريا.

وأغلقت تلك العمليات الجوية، على الأقل مؤقتا، من قبل الحكومة التركية في أعقاب الانقلاب، لكن وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري قال إنها لم تعطل.