الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«التقارب المصري- الروسي» نقطة حاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة..والجمهوريون يكيلون الاتهامات للإدارة الديمقراطية بفشل ملف السياسة الخارجية

الرئيس السيسي والرئيس
الرئيس السيسي والرئيس بوتين

"بيتنجير" عضو الكونجرس الأمريكي يحذر من منع المساعدات العسكرية عن مصر واللجوء لروسيا
إدارة أوباما دفعت الرئيس المصري للتقارب مع روسيا"
وموسكو ترد:
القاهرة أهم شريك إقليمي لتحقيق السلام والاستقرار
التعاون العسكري لا يمثل إلا جانبا واحدا من جوانب العلاقات بين البلدين

والضبعة أول محطة نووية في الشمال الإفريقي
روسيا لها دور فعال في قضايا الشرق الأوسط والمجتمع الدولي


تحدث روبرت بيتنجير -رئيس فريق العمل في الكونجرس الأمريكي- المعني بــــــــ "الإرهاب والحروب غير التقليدية"، ،عن العلاقات المصرية الروسية، وعن التقارب المصري الروسي بعد ثورة 30 يونيو في جلسة حول مصر منتصف هذا الشهر عقب زيارته لــ مصر.

وأشارت تصريحاته المنشورة على موقع "بريبارت نيوز" الأمريكي، إلى حالة من عدم فهم وإدراك حقيقة التعاون بين القاهرة وموسكو، ومحاولة للالتفاف على موقف الإدارة الأمريكية من الثورة المصرية واستغلاله لأغراض انتخابية باعتبار أن الديمقراطيين قد أضاعوا مصر من أيديهم والجمهوريون يكيلون الاتهامات بفشل إدارة أوباما في ملفات السياسة الخارجية.

وقال عضو الكونجرس الأمريكي الذي زار القاهرة والتقى الرئيس السيسي، نهاية يونيو الماضي، ضمن وفد برئاسة، دانا روراباكر، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون أوروبا وأوراسيا والتهديدات الناشئة بمجلس النواب الأمريكي:"إن مصر تتحول إلى روسيا للحصول على المساعدات العسكرية…إدارة أوباما دفعت الرئيس المصري للتقارب مع روسيا". وأضاف "استمرار منع المساعدات عن مصر يعني استمرار لجوء القاهرة إلى روسيا"، وتابع "لقد طلب السيسي الإمدادات العسكرية من الولايات المتحدة ولم يحصل عليها، ولم تقدم إدارة أوباما نفس الدعم الذي كانت تقدمه في الماضي".

وعكست هذه التصريحات مخاوف حقيقية لدى صانعي القرار الأمريكي من التقارب المصري ـ الروسي،إضافة أن ملف العلاقات المصرية الأمريكية ،سيكون أحد أهم الملفات التي سيتم اللعب عليها في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وعلى الرغم من أن العلاقات المصرية الروسية تاريخية وليست وليدة اللحظة وتقوم على أسس تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، ووقف التفرد بقضايا المجتمع الدولي، وضرورة أن تكون إدارة الشؤون الدولية من خلال مشاركة كافة الأطراف، في إطار الأسس المتفق عليها في القانون الدولي المعاصر حول العلاقات الدولية وسبل مواجهة التهديدات التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

وطبقا لتصريحات دبلوماسيين روس في القاهرة فقد أكدوا أن السياسي الأمريكي لديه جهلا تاما بحقيقة الروابط التاريخية بين القاهرة وموسكو، والتي بدأت قبل أن يكون لواشنطن أي ظهور على جغرافيا السياسة الدولية، وأنها قامت على أساس من الروابط الثقافية المشتركة بين الشعبين، وما يجمع البلدين أقوى وأكبر مما يفرقهما.

وقالت المصادر الروسية إن العقيدة التي تحكم سياسة الولايات المتحدة، لا تعترف سوى بمبدأ "لا صديق دائم ولا عدو دائم"، وبالتالي فلا اعتبار غير المصلحة في إدارة العلاقات الخارجية، فضلا عن أن السياسة الأمريكية تتجاهل وعن عمد ثقافة وحضارات الشعوب، بل تعمل منذ عقود على محاربة الشعوب صاحبة القوميات الموحدة باعتبارها خطرا يهدد مصالحها.

وتابعت المصادر أن تقرير "روبرت" يتجاهل ، أنه ورغم أهمية التعاون العسكري بين موسكو والقاهرة، فهو يمثل جانبا واحدا من الجوانب المتعددة للعلاقات بين البلدين، وما يعتبره عضو الكونجرس أنه اندفاع القاهرة إلى موسكو، إنما يعكس شكلا جديدا من العلاقات الممتدة منذ عقود، واستراتيجية أخرى تقوم على تنسيق المواقف والمشاورات المتبادلة، في ظل إدراك مصري بأن روسيا دولة عظمى لها دور فعال في قضايا الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، بينما ترى موسكو في القاهرة أهم شريك إقليمي لتحقيق السلام والاستقرار، في ظل ما تشهده الساحة الدولية من تتابع الموجات الإرهابية والتطرف العنيف، ومحاولات تغيير موازين القوى الإقليمية، ونشر الفوضى وزعزعة دور الدولة الوطنية.

أبعاد المشروع النووي المصري

وأشارت المصادر أن التعاون العسكري بين القاهرة وموسكو، لم ينقطع على مدار السنوات السابقة، وهناك اعتماد كبير وواضح في الجيش المصري على السلاح الروسي الذي تربطه والجندي المصري علاقة وثيقة في كثير من الأزمات، تلك العلاقة التي ساهمت في تحرير شبه جزيرة سيناء، ولا يزال يرافقه في الحرب على الإرهاب والتطرف على ذات الأرض التي شهدت تضحيات لا يدركها كثير من السياسيين على الجانب الغربي من الأطلسي، وأن جلسات الحوار الاستراتيجي تشمل كافة مجالات التعاون الأخرى السياسية والثقافية والاقتصادية.

وأوضحت المصادر أن مشروع الضبعة لبناء أول محطة نووية في منطقة شمال أفريقيا، يقطع الشك باليقين، أن العلاقات بين البلدين تقوم على أسس راسخة في ضوء سياسة واضحة المعالم، فضلا عن التعاون في بناء أول محطة نووية في شمال أفريقيا، الأمر الذي يشكل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية وقدرتها على مواجهة كل التحديات.

وقالت المصادر إن تحرر القرار المصري خلق مساحة كبيرة أمام صانع القرار في بلد الأهرامات الذي تبني سياسة مختلفة عن تلك التي كانت خلال العقود السابقة، وجعل من الشراكة الاستراتيجية مع موسكو ذات أولوية نتيجة توافق التوجهات السياسية والارتباط التاريخي بين البلدين، والتنسيق والتشاور المستمر تجاه القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وتحقيق التوازن في إدارة أزمات المجتمع الدولي، والتي تتمثل في أهمية محاربة الإرهاب، وإنهاء حالة التوتر في الشرق الأوسط، بمشاركة كافة الأطراف المعنية في المنطقة بلا استثناء.

-