الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. مواطنو دمياط يستغيثون من إهمال المستشفيات.. القمامة والحيوانات تحيط بالمرضى.. والمحافظ يطيح بـ200 طبيب

صدى البلد

  • مستشفيات الأمراض المتوطنة بدمياط تصدر الأمراض والفيروسات للمرضى
  • الفئران والقطط تسكن العنابر.. والمرضى يتضررون من الإهمال
  • المحافظ يطيح بـ200 طبيب بسبب التقصير والإهمال
  • وكيل "الصحة": حال المستشفيات بمصر واحد.. وتم تطوير حميات دمياط

حالة من الاستياء تجتاح الشارع الدمياطى، والذى قارب على مقاطعة مستشفيات القطاع العام، بسبب ما يلقاه المريض بداخلها، حيث تفشى الإهمال ليصل إلى كافة الأركان بداخل المنشآت الصحية بالمحافظة، وأصبحت العيادات الخاصة هي الملجأ الوحيد لهم.

وكشفت لجان المتابعة، التابعة لديوان محافظة دمياط فوضى المستشفيات بدمياط ولايمر يوم إلا ويتم إحالة عشرات الاطباء للتحقيق لتغيبهم عن عملهم بمختلف مستشفيات المحافظة، ولا يوجد أى لجان متابعه تابعه لمديرية الصحة تقوم بالمرور على المستشفيات للوقوف على حقيقة حال المستشفيات,اضافة الى المعاملة السيئة من جانب بعض طاقم الاطباء والتمريض حيث ان عددا من الممرضين يفرضون إتاوات على اهالى المرضي انفسهم مقابل تقديم اى خدمة طبية للمريض او الاهتمام به.

وأصبحت معاناة المريض منقسمة على شقين، الأول: مرضه، والثاني، ثمن تذكرة العيادة الخاصة التي سيذهب إليها. ويرجع ذلك إلى تزايد أعداد ضحايا إهمال المستشفيات العامة، حيث لايمر يوم إلا ونسمع عن ان الاهمال كان سببا في وفاة مريض وبعدها تنتهى التحقيقات دون إثبات ذلك الاهمال وهكذا تتكرر المأساة باستمرار.حيث تعاني مستشفيات دمياط من الإهمال الشديد منذ عام 2011 وحتى الآن، وبرغم أن المستشفيات يتم تطوير إنشاءاتها إلا أن الخدمة الطبية لم تتغير، ولم تتطور مع المنشآت.

وقام الدكتور إسماعيل طه محافظ دمياط، بسلسلة من الزيارات المفاجئة لعدد من مستشفيات المحافظة، أطاح فيها بأكثر من مائتي طبيب، حيث قام بتحويل 55 طبيبا إلى التحقيق بمستشفى "فارسكور المركزى" لتغيبهم عن العمل، بينما أحال 47 طبيبًا بمستشفى "ميت أبو غالب" إلى التحقيق للسبب نفسه،اضافة للتحقيق مع العشرات بمختلف مستشفيات المحافظة، لتغيبهم عن عملهم وأداء واجبهم الوظيفي تجاه المرضي, هذا بالإضافة إلى عقده اجتماعات مطولة مع مسئولى القطاع لوضع خطة العمل المناسبة للارتقاء بمستوى الخدمه خلال فترة وجيزة.

ويرصد "صدى البلد" معاناة المرضي داخل مستشفيات الحميات والامراض المتوطنة بفارسكور ودمياط ، وظهرت عنابر المرضي في أسوأ حالاتها كما أن أسرّة المرضي متهالكة والقطط تتقافز بين المرضي وتلتهم مخلفات طعامهم، وتحاصر القمامة المريض سواء داخل العنبر أو في ساحة المستشفي حيث ترتع الكلاب الضالة والفئران وكافة أنواع الحشرات التي تهدد صحة هؤلاء المرضي الذين يصابون غالبا بفيروسات A , C وهم بالأخص يحتاجون مكانا أكثر نظافة وهدوءا، ومواسير المياه داخل المبني متهالكة ومعرضة للكسر لتختلط مياهها بمياه الصرف وبأكوام المخلفات الطبية التي تلقيها الممرضات والعمال بدلا من وضعها داخل المحارق المخصصة لذلك.

فيما يقول محمد السنباطى، موظف، إن مستشفى حميات فارسكور يستقبل يوميا العشرات من المرضي ممن يتم احتجازهم بالمستشفي نظرا لاصابتهم بأمراض وبائية إلا أن المستشفى غير مجهز لاستقبال المرضي وكذا الحال في مستشفى الصدر.

ويضيف أن الحميات يفتقد لأدنى مستويات الأجهزة الطبية المطلوبه للمرضي، ناهيك عما يعانيه المريض من سوء معاملة سواء من ناحية التمريض أو عدم وجود العدد الكافي من الأطباء اللازمين لتأدية الخدمة الطبية للمريض ومتابعة حالته بما يحافظ علي حياته .

وقال : الممرضة تعطي الحقنة ثم تلقي بالسرنجة تحت السرير الذي تظهر عليه بعض بقع دماء من مرضى سابقين ولا يوجد متابعة من جانب إدارة المستشفي.

ويلتقط أطراف الحديث محمد رخا من قرية السنانية بمركز دمياط ليؤكد أنه توجه لمستشفي الحميات دمياط ليجد نموذجا صارخا للإهمال فحال النظافة بالمستشفي يرثي له، والحيوانات والحشرات تحاصر المرضى وسط مياه الصرف ذات الرائحة الكريهة.

وأشار الى أنه توجه مع زوجته لمرافقة أحد المرضي فوجد معاملة سيئة من الممرضات اللاتي رفضن مساعدة المريض على الوقوف أو الصعود على سريره، لافتا الى أن الأدوية أغلبها غير موجودة ويضطر المريض ومرافقوه لتحمل تكاليف شراء علاجه.

ويشير السيد جاد، موظف، إلى أن قيادات الصحة تقبع في مكاتبها وتكتفي بالتوقيع على التقارير الورقية فقط متسائلا عن لجان المتابعة المفترض قيامها بزيارات مفاجئة للمستشفيات والإطلاع على أحوال المرضي والتعرف على أداء الأطباء والممرضات وأوضح أن هناك داخل المستشفي بعض الأطباء المهرة الذين لا يجدون أية إمكانيات للقيام بدورهم بالمستوي المطلوب.

ومن جانبه صرح الدكتور جمال عبدالناصر وكيل وزارة الصحة بدمياط، بأن حال مستشفيات دمياط كحال باقي مستشفيات الجمهورية، وأن حال مستشفيات دمياط أفضل بكثير من باقي المستشفيات وانه يعمل وفق منظومة وزارة الصحة وحسب تعليماتها.

وأشار إلى أن هناك الكثير من اعمال التطوير تمت بمستشفي المتوطنة بميدان الحرس بدمياط وامدادها بالقوة البشرية من الاطباء وطاقم التمريض.

ومن جانبه شدد الدكتور اسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط على لجان المتابعة التابعة للمحافظة على مدار العام الماضي بالمرور بشكل يومى على كافة المستشفيات والوحدات الصحية لمتابعة مدى التزام طاقم الأطباء والتمريض بالتواجد في عملهم وتقديم الخدمة للمرضي وكشفت لجان المتابعة عن غياب عشرات الأطباء عن عملهم وتم تحويلهم للتحقيق ومنهم من تم تحويلهم للنيابة الإدارية.

وأضاف أن حياة المرضي خط أحمر لا يجب التهاون مع أى مقصر والمرور اليومى على المستشفيات سيساعد على الانضباط من قبل الاطباء والمرضي والاداريين أيضا.

وأشار الى إعداد خطة طموحة للارتقاء بالقطاع، لافتا الى أنه تم عقد العديد من اللقاءات لطرح مشكلات الصحه بدمياط، وبدأوا بالفعل فى التصدى لعدد كبير منها.