المخرج الراحل محمد خان في آخر حوار لـ"صدى البلد": والدتي كانت ترتدي المايوه ولم تتعرض لنظرة سيئة.. أتمنى أن نتخلص من النظرة الضيقة التي تخلط الدين بالأخلاق

الجوائز لا تشغلني والمشاركة في مهرجانات تهمني
أداء هنا شيحا في "موجة حارة" جذبني واخترت أحمد داوود بعد متابعة "سجن النساء"
فيلمي يخلو من السياسة لأسباب منطقية

رحل محمد خان تاركًا خلفه رصيدا فنيا قويا، ساهم من خلاله بالنهوض بالسينما المصرية، وجعلت أفلامه حديثا للوطن العربي والكثير من الدول الأوروبية، صدى البلد يعيد نشر آخر حوار للمخرج الراحل، الذي كشف لصدى البلد الكثير من التفاصيل والكواليس الخاصة بفيلمه الأخير "قبل زحمة الصيف" وكشف عن رأيه بالانتقادات التي تلاحق المرأة المصرية ومدى أاهمية الجوائز بالنسبة له.

هل سرقة الحب هي الفكرة الرئيسية التي كنت تحاول طرحها من خلال فيلم "قبل زحمة الصيف"؟
بصراحة أنا لا أطرح أفكارا أو قضايا من خلال هذا الفيلم، ولكنها وجهة نظر من ضمن العديد من وجهات النظر والآراء الجيدة حول الفيلم وحول طريقة استيعاب المشاهد له، لكن قصدت من خلال فيلم "قبل زحمة الصيف" تقديم حالة والابتعاد عن الحبكة الدرامية والقصص المعقدة فأنا قدمت نماذج إنسانية بلا عقد وجعلت المشاهد يتأمل حياة هالة وجمعة وباقي شخصيات الفيلم لكى نرى حياتهم.

ولكن جاءت جملة "قبل زحمة الصيف تشتعل الرغبات الممنوعة".. فما الذي كنت تقصده من هذه العبارة؟
لا أقصد شيء ولكنها مجرد نوع من أنواع الدعاية والجملة ليست لها علاقة بمضمون الفيلم على الإطلاق.

تركز في أفلامك الأخيرة على المرأة.. فما السبب؟
هذا صحيح، فخلال الفترة الأخيرة قدمت "شقة مصر الجديدة" و"بنات وسط البلد" و"فتاة المصنع" وأعترف انني أحب المرأة كثيرًا وأحب تواجدها بشكل رئيسي بأعمالي، ولكن تركيز أفلامي مؤخرًا على النماذج النسائية ليس أمرا مخطط له ولكن أنا أفكر في الحالات الإنسانية المثيرة للتفكير بغض النظر كان امرأة أو رجل.

الفيلم تعرض لانتقادات بسبب مشاهد القبلات وظهور هنا شيحة بالمايوه.. فما تعليقك؟
لم يشغلني هذا الكلام ولكن البعض يعاني من الفكر الضيق المحدود والنظرة، التي لا يمكنها أن تفصل الدين بالأخلاق، أتمنى أن يأتي اليوم أن نتحرر به من هذه الطريقة في التفكير وأفلام الستينات كانت تظهر الفنانات بالمايوه ولم ينتقدهن أحد، والدتي كانت تذهب إلى الشاطئ مرتدية المايوه ولم ينظر إليها أحد لأنه ببساطة كانت جميع النساء يرتدون مايوهات ولم يكن هناك أي نقد لهذه الملابس الملائمة للشواطئ وطبيعي جدًا أن يتم ارتدائها.

ما تعليقك على تأكيد البعض أن الفيلم يسيء للمطلقات؟
الفيلم لا يتحدث عن المطلقات من الأساس حتى يتم اتهامه بالإساءة لهن، الفيلم يتحدث عن هالة المرأة التي تبحث عن الحرية والحب في حياتها بغض النظر كانت مطلقة أو أرملة.

كيف جاء اختيارك لهنا شيحة وأحمد داوود؟
شاهدت أكثر من عمل لهما، فهنا جذبت انتباهي من خلال أدائها المختلف بمسلسل موجة حارة كذلك أعجبني أحمد داوود من خلال شخصية صابر التي قدمها بمسلسل "سجن النساء".

البعض توقع أن يحتوي الفيلم على خط سياسي.. هل هذا صحيح؟
ابتعدت تمامًا عن السياسة في الفيلم لأن الشخصيات التي أتحدث عنها بفيلم "قبل زحمة الصيف" لا تشغلها الأحداث السياسية ولا يفرق معها شيء.

لم يحصد الفيلم أي جائزة رغم مشاركته بأكثر من مهرجان.. فما تعليقك؟
مشاركة فيلمي بأي مهرجان لا يعني أنه من الضروري أن يحصل على جائزة، ولكن المشاركة في حد ذاتها إضافة كبيرة لي وللعمل لأنها تفتح شباكا جديدا ومختلفا لكي يشاهده الجمهور فالجوائز لا تشغلني ولكن المشاركة في المهرجانات تضيف لأفلامي.