EN 
أكد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن كل ما ورد في كتب التفسير بأن هاروت وماروت ملكين، تعجبا من معصية ابن آدم، فجعل الله بهما شهوة فنزلوا إلى الأرض وارتكبوا جريمة زنا، إنما هو ضلال وخرافة.
وأوضح «عبد الجليل» خلال برنامج «المسلمون يتساءلون»، أن كل هذا الكلام إنما هو ضلال وخرافة لا صحة فيه، لأنهما ملكين كريمين نزلا بمكان يُسمى بابل، مشيرًا إلى أن قوم بابل جاءوا بعد سليمان -عليه السلام-.
وأضاف أن الجن الذي سخره سليمان -عليه السلام- لما عرفوا بموته، حين سقط بسقوط العصى التي كان يتكئ عليها، وقد لبثوا في العذاب سنين دون أن يدركوا موته -عليه السلام- قد دفنوا كتابًا للسحر تحت كرسيه، وأوحوا للناس أن سليمان كان يُسخر الجن بهذا الكتاب -بالسحر-، فأخذه الناس وبدأوا يتعلموه ويُعلموه وكان أخطر ما في هذه القصة الكفر.
واستشهد بما نزل في هذا من قوله تعالى: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) » من سورة البقرة.
وتابع: فهاروت وماروت ملكين كريمين نزلا في صورة بشرية، كنبيين لهؤلاء القوم، يعلموا الناس السحر، ويقولون لهم نحن فتنة، أتينا باختبار نعلمكم السحر لتتقوا به السحر، ومن يستعمله لأكثر من هذا يرسب في الاختبار، أي من باب تعلم الشر لا للشر وإنما لتوقيه، فمن لم يعرف الشر من الناس وقع فيه.
