الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد «سلسال الدم» بوادى النطرون.. بدأ بمقتل رئيس فرع البحث الجنائى ومذبحة الوادى الفارغ وانتهى بمصرع رجل أعمال شهير

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

  • لجنة استرداد الأراضى بوادى النطرون تسترد 40 ألف فدان من المستثمرين غير الجادين
  • محافظ البحيرة: تشكيل لجنة للحفاظ على أراضى الدولة والقضاء على ظاهرة  "التسقيع"
  • سحب الأراضى  من 59 مستثمرا غير جادين بالتنسيق مع الوحدة المحلية بوادى النطرون
  • مسئول حماية أملاك الدولة: حصر63 مستثمرا لم يقوموا بسداد الأقساط ولم يثبتوا جديتهم فى الزراعة
  •  نواب البرلمان وشباب وادى النطرون يطالبون بمبادرة تسليم الأسلحة النارية مقابل الترخيص
شهدت محافظة البحيرة منذ قديم الأزل جميع أنواع الصراع الدموى للاستيلاء على الأراضى ملك الدولة، خاصة بمنطقة الوادى الفارغ بالظهير الصحراوى بوادى النطرون، الذى نتج عنه ظاهرة "سلسال الدم" كما أطلق عليها أهالى وادى النطرون، التى راح ضحيتها رجل أعمال مشهور فى مجال استيراد خامات صناعة الحديد يوم وقفة عيد الفطر المبارك وإحدى الراهبات، بالإضافة إلى مقتل رئيس فرع البحث الجنائى بالنوبارية ووادى النطرون عام 2006 وحدوث "مذبحة وادى النطرون" الشهيرة عام 2008 والتى راح ضحيتها 13 قتيلا بسبب الصراع على ملكية أراضى الدولة بين جمعيتى القضاة والطيارين.
 
موقع "صدى البلد" الإخبارى يرصد الواقع المرير لظاهرة الاستيلاء على أراضى الدولة وضحاياها وآراء المسئولين وإجراءاتهم للحد من سلسال الدم والحفاظ على ـأراضى الدولة.
 
 فى البداية، أكد النائب عطية مسعود، عضو مجلس النواب الحالى عن دائرة وادى النطرون، أنه عرض على اللواء محمد عماد الدين سامى، مدير أمن البحيرة الأسبق، عمل مبادرة لتسليم السلاح مقابل الترخيص للحفاظ على شبابنا وعلى الأراضى ملك الدولة، مطالبا اللواء مجدى عبد الغفار بتفعيل مبادرة تسليم السلاح وتكثيف التواجد الأمنى على مدار 24 ساعة فى المناطق الملتهبة بالظهير الصحراوى وإنشاء إدارة خاصة بالوزارة لحماية أراضى الدولة مع تجهيزها ودعمها بأحدث الأسلحة النارية والأجهزة الاستكشافية "مثل طائرات الاستطلاع"، بالإضافة إلى زيادة التوعية الدينية فى البرامج الفضائية والتليفزيون المصرى.
 
وقا مسعود إنه لو تم تحقيق ذلك سوف تحد من ظاهرة البلطجة وفرض السيطرة على أراضى الدولة وتوقف نزيف الدم الذى راح ضحيته زينة الشباب الأبرياء سواء من رجال الشرطة أو المواطنين.
 
فى سياق متصل، أوضح المهندس أحمد كاتوبة، عضو مجلس الشعب الأسبق بدائرة وادى النطرون ومركز بدر، أن صراع الدم بدأ منذ الأزل على أحوزة الأراضى وضع اليد وملك الدولة، مطالبا بحصرها ومعرفة تبعيتها وسحبها من المستثمرين غير الجادين لوقف سلسال الدم الذى راح ضحيته المهندس عبد الحليم النايض، رجال الأعمال، الذى له صقله عند الدولة ولدى الشارع البحراوى.
 
وأشار كاتوبة إلى ظهور انتكاسة بعد ثورة 25 يناير لدى بعض  الشباب "اللى لا عندهم دم ولا دين" وأصبحوا يمتلكون سلاحا غير مرخص ويأخذون بطن الجبل فى الظهير الصحراوى مأوى لهم.
 
وطالب بتطهير الظهير الصحراوى من البؤر الإجرامية التى تقطنه للحفاظ على أمن وأمان البلاد وانتهاء مشكلة أراضى وضع اليد وسحبها من غير الجادين، بالإضافة إلى تقنين عمليات تشهير الجمعيات التى تحصل على أراضى ملك الدولة بزعم الاستثمار ولكنها بهدف التسقيع والاتجار.
 
وقالر كاتوبة إن أجهزة الأمن بتقوم  بعملياتها بالظهير الصحراوى بأسلحة بدائية خفيفة وأقل كفاءة عن حائزى الأسلحة فى بطن الجبل،   بالإضافة إلى أن رجال الأمن ينزلون للقضاء على البلطجة وليس لديهم أوامر بضرب النار، مطالبا بتواجد جهاز مكون من "الزراعة والثقافة والآثار والشرطة" للحفاظ على أراضى الدولة.
 
فى السياق ذاته، دعا شباب مدينة وادي النطرون لتنفيذ مبادرة لتسليم الأسلحة النارية والذخائر من أجل  الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، عقب الحادث المؤلم الذي راح ضحيته رجل الأعمال عبد الحليم النايض.
 
ونشر الشباب المبادرة على الصفحات الخاصة لهم على "فيس بوك" لمدينة ومركز وادي النطرون، لحث المواطنين، على تسليم السلاح، ومنع نزيف الدم بين أبناء وادي النطرون، وذلك بعد تعدد الحوادث في الفترة الأخيرة.
 
وقال سعد عرفة، المحامي وأحد الداعين لمبادرة تسليم السلاح والذخائر بوادي النطرون، إن المبادرة هي الحل الوحيد لإنقاذ مركز وادي النطرون من الدخول في مسلسل نزيف الدماء والثأر بين أبناء الوادي، مضيفا أنه يجب على كل شخص في وادي النطرون "بيحب البلد دي بجد إننا نجتمع لتسليم الأسلحة والذخائر من أجل استقرار وأمن المواطنين".
 
وأضاف عرفة أن تسليم السلاح لابد أن يعقبه تكثيف أمني مقابل تسليم السلاح من أهالي وادي النطرون، مطالبا كبار القبائل والعائلات بدعم المبادرة واتخاذ خطوات سريعة لتفعيل المبادرة حفاظًا على استقرار وأمن وسلامة المواطن.
 
من جانب آخر، أكد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، أن مساحة الأراضى ملك الدولة بوادى النطرون مساحتها 207 آلاف فدان تبعيتها للمحافظة، مشيرا إلى سحب الأراضى  من 59 مستثمرا غير جادين بالتنسيق مع الوحدة المحلية، مشيرا إلى قيام لجنة استرداد أراضى الدولة برئاسته وبمشاركة اللواء محمد عماد الدين سامى، مدير الأمن الأسبق، واللواء أشرف يوسف، مدير فرع الرقابة الإدارية، وبالتنسيق مع وزارتى التنمية المحلية والزراعة باسترداد 40 ألف فدان من المستثمرين غير الجادين والمتقاعسين فى سداد الديون بالظهير الصحراوى للقضاء على ظاهرة تسقيع الاراضى والاتجار بها.
 
وأعلنت المهندسة سلوى زكى رجب، مدير عام حماية أملاك الدولة بديوان محافظة البحيرة، عن إعداد وتجهيز كارتة بيانات عن المستثمرين غير الجادين فى سداد مستحقات الدولة عن تغيير النشاط أو أراضى واضعى اليد بوادى النطرون وإرسالها لوزارة التنمية المحلية ولجنة استرداد أراضى الدولة، موضحة أن المستثمرين المتقاعسين تم فسخ التعاقد معهم لعدم التزامهم بتنفيذ شروط التعاقد وسداد ما عليها من أقساط. 
 
وأشارت مدير عام حماية أملاك الدولة الى قيام المحافظة بتشكيل لجنة بالقرار رقم 1681\2015 لمعاينة جميع الحالات التى فسخ التعاقد معها وبيان من قام بإثبات جديته فى الزراعة وسداد قيمة حق الانتفاع تمهيدا لاتخاذ القرار اللازم بشأنها بتكليف من الوحدة المحلية بوادى النطرون باتخاذ جميع الإجراءات ضد التعدى عليها للتحفظ على المساحات الفضاء ملك الدولة للحفاظ عليها من التعدى.
 
ولفتت إلى حصر 63 مستثمرا لم يقوموا بسداد الأقساط الخاصة بهم ولم يثبتوا جديتهم فى الزراعة، حيث حصلوا على 1162 فدانا من أراضى الدولة بهدف الاستثمار منذ عام 1991 وحتى 1998 بمبلغ 421649 جنيها قاموا بسداد 109995 جنيها وتعثروا فى سداد 311654 جنيها.
 
 
من جانب آخر، أكد عطية بريك، المحامى وأحد أبناء مركز ومدينة وادى النطرون، أن الصرع على أراضى وادى النطرون تسبب فى قتل العديد من الرجال من أهالى الوادى ورجال الشرطة والخفراء الخصوصين والعاملين بحراسة الأراضى.
 
وقا بريك إن مدينة وادي النطرون اتشحت بالسواد  يوم وقفة عيد الفطر المبارك وسيطر الحزن على ربوعها عقب مقتل رجل الأعمال المهندس عبد الحليم حمدية النايض، لاعب نادى الهلال الليبى سابقا وأهم المستوردين لبالت الخام الخاص لمصانع الحديد والصلب في مصر وأمين حزب الوفد والمرشح البرلماني السابق عن دائرة وادي النطرون وبدر والنوبارية، أثناء عودته عقب أداء العمرة بالمملكة العربية السعودية جراء إطلاق أعيرة نارية على سيارته بالطريق الصحراوى، ما تسبب أيضا فى إصابة نجله بطلقات نارية ومصرع الراهبة "أثناسيا" بدير "مار جرجس" بمصر القديمة بطلقات نارية عند الكيلو 40 الطريق الصحراوى "القاهرة – الإسكندرية" دائرة مديرية أمن الجيزة، وذلك  لخلافات ثأرية سببها الصراع على  شراء 200 فدان أرض صحراوية.
 
وأضاف أن الظهير الصحراوى شهد أيضا يوم 10 ديسمبر عام 2006 مواجهة مع مافيا الأراضي بوادي النطرون راح ضحيته العقيد أحمد مصطفى مسلم، 45 سنة، رئيس فرع البحث الجنائي بغرب النوبارية، وأصيب الشرطي السري فايز عبد المولى حسانين، 37 سنة، من قوة إدارة البحث الجنائي بالبحيرة، بجروح بقدميه في مواجهة مأساوية وتبادل إطلاق النيران بينهم ومجموعة من الأعراب بأحد النجوع بوادي النطرون أثناء محاولة لضبط مجموعة من الأعراب بمنطقة الوادي الفارغ بوادي النطرون، والمشهور عنهم فرض السيطرة وبسط النفوذ والاستيلاء على أراضي أملاك الدولة وفرض الإتاوات على أصحاب المزارع بالمناطق الصحراوية، وأثناء محاولة الضبط حدث تبادل لإطلاق النيران لقي على أثره المقدم مصرعه متأثرًا بإصابته بعدة أعيرة نارية
 
كما شهدت منطقة الوادى الفارغ بوادى النطرون الواقعة الشهيرة" بـ"مذبحة وادى النطرون" يوم 4 مارس عام2008، عندما حدث خلاف على قطعة أرض مساحتها 1500 فدان بمحافظة البحيرة، فنشبت معركة بالأسلحة النارية بين خفراء شركة الأمل للتنمية الزراعية التي يملكها طيار بالمعاش وخفراء جمعية العدال، الذين يقول أحدهم إنه اشترى جزءا من الأرض، وأسفرت عن مقتل 11 شخصا وإصابة 3.