الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالفيديو والصور.. أول ممثل للاتحاد الدولى للحلويات فى مصر: المطبخ المصرى ليس له وجود عالمى.. ووزير البحوث الإيطالى وقع اتفاقية لتعليم الطهى

صدى البلد

رغم أن المصريين يعشقون "الأكل" ويرغبون فى تناول أصناف شهية، إلا أن معظمنا ينظر لهذا المجال نظرة سطحية، وكأنه مجرد وصفات فى حين أن الدول الغربية تعطيه مكانة كبيرة ويمثل جزءا أساسيا من تراثها ودخلها القومى.

وحول أوضاع الطهى والطهاة فى مصر والعالم كان لـ«صدى البلد» هذا الحوار مع الصحفى مدحت عاكف، أول ممثل لاتحاد الحلويات والشيكولاتة والآيس كريم فى مصر والذى فجر عددا من القضايا.

*أنت الممثل الوحيد للاتحاد الدولى للحلويات فى مصر، فكيف فزت باللقب؟
لم أخطط للانضمام لهذا الاتحاد بل كان اختيارى من قبل القائمين عليه فى إيطاليا وتحديدا الشيف تامر زين أحد أعضاء الاتحاد ومنسق بطولة العالم للطهى التى تقام كل عامين فى ميلانو.

*ما سبب اختيارهم لك؟
لم يتم اختيارى الممثل الوحيد للاتحاد فى مصر بصفتى الشخصية ولكن لأننى أحد المسئولين عن «فوكس» الذى ربط الاقتصاد والسياحة والصناعة والتجارة بالطهى بشكل أكثر عمقا.

*ما فائدة انضمام مصر لهذا الاتحاد؟
انضمام مصر للاتحاد ووجودها سيعود بالنفع على بلدنا فى مجالات عديدة وسيفتح المجال أمام زيادة الاستثمارات، ورفع كفاءة الطهاة للمستوى العالمى، وزيادة إقبال الأجانب على المطاعم الحاصلة على شهادة معتمدة من الاتحاد الدولى المعروف فى الغرب وبالتالى يزيد ثقة الأجانب فى الأكلات المقدمة لهم، وزيارات الوفود الأجنبية مما يدعم تنشيط السياحة.

*ما سر اهتمامك بمجال الطهى تحديدا، رغم أنك لست طاهى؟
لأنه مجال مهم جدا وله أبعاد اقتصادية وثقافية لا ندركها فى بلدنا، ففى الغرب علم الطهى ليس مجرد وصفات بل هو جزء مهم من تراثها ودخلها القومى وصحة مواطنيها لأن التركيب الخاطئ للطعام أو تعرضه لمعاملات غير مناسبة يضر بصحة الشعب مما يقلل كفائتهم الإنتاجية ويحد من قدراتهم الإبداعية، لذا فكرت فى اختراق هذا المجال الحيوى ولفت انتباه المجتمع المصرى لأهميته وبلورة النماذج الناجحة.

*هل تعتقد أن المجتمع المصرى سيرحب بهذه الفكرة؟
فى الفترة الأخيرة بدأ يحدث بعض الاهتمام بالشيفات، وخصصت برامج لهم على الفضائيات وأصبحوا نجوما وهذه خطوة مبشرة، ونأمل فى الفترة القادمة أن يزداد وعى المجتمع بأهمية الطهى وأبعاده وتتمكن الدولة من الاستفادة منه اقتصاديا.

*ينجرف بعض الطهاة وراء حلم الشهرة ويقعوا فريسة للاستغلال والنصب.. فما نصيحتك لهم.. وما أشكال النصب التى يتعرض لها الطهاة المبتدئين؟
بعض الطهاة يمتلكون مهارات كبيرة ولكنهم غير معروفين فيلجأون للعمل فى أى مؤسسة أو قناة ليصلوا لحلم الشهرة، ويلعب بعض المستغلين على هذا الوتر بأشكال مختلفة مثل إعطائهم أجور ضئيلة أوعدم إعطائهم مستحقاتهم كاملة أو العمل فى أماكن مغمورة ونسبة مشاهدتها ضئيلة، لذا أنصحهم بالتحرى والتروى قبل التعاون مع أى فرد أو مؤسسة لأن الاختيار الخاطئ سيكلفك الكثير ولن يحقق لك الشهرة التى تحلم بها.

*ما الطريق الصحيح ليصبح هواة الطهى "شيفات" محترفين؟
لا بد من دراسة فن الطهى وأبعاده والأدوات والمنتجات الحديثة، ليصبحوا محترفين ولكن عليهم الانتباه إلى أنه ليس كل من يقوم التدريب مؤهل لذلك.

*ما أفضل مكان لتدريب الطهاة فى مصر؟

توجد أماكن كثيرة تتاجر بمحبى الطهى ولا تؤهلهم بالشكل الصحيح وأفضل مكان لاحتراف مهنة الطهى هو جمعية الطهاة وأكاديمية فنون الطهى التابعة لوزارة السياحة وتوجد 86 أكاديمية مشابهة لها فى العالم ولكنها الأقل سعرا وبنفس الجودة.

 ما مميزات الدراسة فى هذه الأكاديمية؟
تعلم الطلبة أصول الطهي وعلاقته بالصحة والاقتصاد وتطلعهم على أبرز الدراسات العلمية وتدريبهم عمليا على كافة مهارات وقواعد الطهى على أيدى مدربين وأكاديمين محترفين، لكن هناك مشكلة واحدة بهذه الأكاديمية وهى أن الهيكل الإدارى مكون من موظفين ليس لهم علاقة وطيدة بمجال الطهى ولم يدرسونه، لذا أقترح السماح لبعض الشيفات الأكاديميين بالمشاركة فى المنظومة، لأنهم أكثر دراية بالاحتياجات المطلوبة ومارسوا المهنة ويعرفوا متطلباتها.

*ما رأيك فى مهرجانات الطهي المصرية؟
مهرجانات الطهى المقامة فى مصر عجيبة جدًا وغير مجدية فمعظمها يندرج تحت بند "سبوبة" ليس أكثر بل العكس قد تسيء لسمعة بلدنا لأن بعضها يحمل اسم مصر.

*لماذا؟
تخصص وزارة السياحة جزءا من ميزانيتها لإقامة المهرجانات فى كافة المجالات من بينها الطهي والطعام، ولكن تذهب معظم هذه الأموال هباء ولاتستفاد منها الدولة لأن هيئة تنشيط السياحة تعطى الأموال للأشخاص أو الشركات القائمة على المهرجان دون النظر لمدى فاعليته والنتائج التي حققها وبالتالى لا تحقق أى تأثير على أرض الواقع.

*ما مقترحاتك لمواجهة هذه المشكلة؟

أن يدرس المسئولون بالهيئة مدى جدوى المهرجان قبل منح التمويل المطلوب لأى جهة، وللاستفادة من المهرجانات بشكل أكبر يمكن أن يكون المهرجان بمشاركة أو إشراف جهة دولية أو الاستعانة بمحكمين أكاديمين، وتضع خطة تستهدف جذب أكبر عدد من السياح.

كيف ينظر الغرب للطهى؟
الطهى فى الدول الغربية له مكانة مختلفة فهو من أهم مصادر الدخل بالإضافة إلى أهميته الثقافية فمثلا بالنسبة للإيطاليين فى نفس أهمية الدين، أكبر دليل على إيمان الغربيين بفن الطهى وأهميته توقيع رئيس الاتحاد الدولى للحلويات اتفاقية مع وزير التعليم والبحوث العلمية الإيطالى لتدريب الطلاب منذ الطفولة وحتى سن الجامعة على فنون الطهى.

لماذا وقع وزير بحوث إيطاليا برتوكول لتعليم الطهى؟
أن سبب توقيع هذا البرتوكول هو رغبة الدولة فى تعريف الأطفال بطرق الطهى غير الصحى والتفاعلات التى تحدث بين الأطعمة وتأثيرها على صحتهم، وهناك هدف آخر وهو تربيتهم على حب تراث بلدهم للحفاظ عليه واستكمال المسيرة خاصة أن المطبخ الإيطالى يحتل مرتبة عالمية.

* فى مصر تنتشر الأكلات الأجنبية بصورة كبيرة، فلماذا لا تنتشر أكلاتنا فى الدول الغربية؟
الدول الغربية تمسكت بتراثها من وصفات الأكلات وعملت على نشرها فى كافة دول العالم وبالفعل تمكنت من غزو السوق المصرى وأقامت بها عدة مطاعم خاصة ببيع هذا النوع من الطعام، أما المصريون لم يفكروا فى نشر ثقافتهم سوى بعض النماذج النادرة جدا مثل فكرة الفاست فود المصرى للشيف مصطفى الرفاعى.

بالإضافة إلى أن هناك مجموعة كبيرة من الأكلات والعادات الغذائية الغربية معروفة فى العالم وهو مايسمى بامتلاك مطبخ عالمى، فنحن لا نمتلك مطبخ مصرى فكل ما نمتكله هى أكلات مصرية.

لماذا لا تمتلك مصر مطبخ عالمى؟
بداية كل دولة لها مطبخ مرتبط بجذورها الثقافية مثل أكلات الجدة فى إيطاليا وهو ما يجعلها مصنفة عالميا، أما نحن فلم نتمسك بتراثنا وتركنا أكلنا المصرى الأصيل وهرولنا وراء الأكلات الغربية حتى أن بعض الوصفات كادت أن تختفى ونادرا ما نسمع عنها ولا نعرف طريقة عملها أو مكوناتها.

رغم أن تراثنا به ثراء مهول فى هذا المجال فعلى سبيل المثال مصر أول دولة العالم استخدمت الأسماك المملحة واستخدام الكحوليا فى الطهى والدليل على ذلك جداريات فرعونية كثيرة جدا تسجل الأكلات والزراعة والقمح.

ما الحل للنهوض بالأوضاع الطهوية؟
توعية المجتمع المصرى من خلال وسائل الإعلام والمدارس والمؤسسات الثقافية واهتمام المسئولون بمجال الطهى وبحث سبل الاستفادة منه اقتصاديا.

للتواصل معنا
[email protected]