الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هجوم على «الجامعة العربية» داخل البرلمان.. النواب ينتقدون غياب الرؤى الاستراتيجية.. والجمال: الرئيس المعزول أضعف المقاومة الفلسطينية

صدى البلد

  • الجمال:
  • الجامعة فى اتجاه وطموحات الشعب فى اتجاه آخر
  • لابد من تفعيل دعوات السيسي بإنشاء التعاون العربى
  • مجلس الأمن أصدر أكثر من قرار لصالح القضية الفلسطينية
  • الأعضاء: غياب الرؤى والاستراتيجيات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية
عقدت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب اجتماعا اليوم، الأحد، لمناقشة القرارات الأخيرة للقمة الأخيرة لجامعة الدول العربية، وذلك بحضور عدد من مساعدي وزير الخارجية.

ووجه عدد من النواب انتقادات واسعة لجامعة الدول العربية، مؤكدين أنها لم تحقق مصالح الشعوب، وقال اللواء سعد الجمال، رئيس اللجنة، إن الواقع يؤكد أن الجامعة العربية فى اتجاه، وطموحات الشعوب فى اتجاه آخر، مؤكدا أن إرادة الشعوب ستنتصر وستعمل على تحقيق التعاون العربى، كما أن الشباب سيكون له دور مؤثر بتوجيه الكبار لهم.

وتوجه أحد النواب بسؤال لمسئولى وزارة الخارجية عن مدى رضاهم عن النتائج التى أصدرتها القمة العربية الأخيرة، فعقب عليه المستشار محمد صابر، مدير وحدة جامعة الدول العربية بوزارة الخارجية، قائلا إن القرارات التى صدرت عن الجامعة وفقا للظروف التى عقدت فيها تعبر مرضية، خاصة أنه كان هناك حرص كبير على عدم الدخول فى النقاط الخلافية بين الدول، خاصة أن الجميع يعلم أن الفترة الحالية هناك عدم توافق فى العديد من القضايا بينهم، مؤكدا أنه تم التوصل للحد الأدنى من التوافق بين الدول العربية.

ما دفع اللواء سعد الجمال، رئيس اللجنة، للتأكيد على أن الجامعة تعمل فى واد آخر بعيدا عن طموحات الشعوب، مؤكدا أنه لابد من تفعيل دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسى للدول العربية بإنشاء التعاون العربى المشترك ليس فى مجال الدفاع فقط ولكن فى المجال الاقتصادى وإنشاء سوق عربية مشتركة بين الدول العربية.

وقال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية، إن هناك عدة عوامل أدت إلى إضعاف القضية الفلسطينية خلال الفترة الحالية، أولها وجود انقسام فلسطينى إلى جانب انشغال الدول العربية بهموم أخرى، وأصبحت كل دولة منشغلة بأحداثها، ما جعل القضية الفلسطينية تتراجع فى الاهتمام.

وأكد الجمال، خلال اجتماع لجنة الشئون العربية اليوم، الأحد، أن المقاومة بشكل عام فى الدول المحتلة لها شرعية فى مواثيق الأمم المتحدة التى تعطى الدول الحق فى الدفاع المسلح عن أرضها فى حالة وجود أى اعتداءات عليها، لافتا إلى أن موقف المفاومة الفلسطينية انحرف عن مساره وأخذ منحى سياسيا ودينيا وهذا ما فعلته حركة حماس.

وأضاف أن الرئيس المعزول محمد مرسى تسبب فى إضعاف المقاومة الفلسطيينة بعد أن توسط لدى حماس وإسرائيل بإجراء مصالحة بينه تعهدت فيها حماس بعدم التعرض للدول الإسرائيلية، وأنها تلتزم بعدم العدوان عليها، ما جعل الاتفاقية تؤثر سلبيا على المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الدعم الأوروبى المستمر لإسرائيل ومحاولتهم المستميتة للتكفير عن ذنوب ما فعله هتلر كل ذلك ساعد إسرائيل فى تحقيق أهدافها.

وأشار الجمال إلى أن مجلس الأمن أصدر أكثر من قرار لصالح القضية الفلسطينية، إلا أن إسرائيل ضربت بها عرض الحائط، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلق ضوءا كبيرا فى ظلام دامس عندما دعا لتفعيل الدعوة الفرنسية لتحقيق السلام بين فلسطين، كما قام بإرسال وزير الخارجية ليس من أجل التواصل والمصافحة فقط، ولكن بهدف أساسى هو تفعيل القضية الفلسطينة والعمل على العودة إلى ما بعد حدود 67 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين.

وأوضح أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى ليس لها حدود، ما يعد تعديا صارخا على الشرعية الدولية، وهى تهدف بذلك لابتلاع الدول العربية، مشددا على ضرورة العمل بدعوة الرئيس السيسى لإنشاء القوى العربية المشتركة وتفعيل التعاون الاقتصاد، قائلا: "إذا استمرت الدول العربية على ما هى فيه الآن فلن يكون لها وجود".

جاء ذلك فى اجتماع أمس، السبت، حيث أسفرت المناقشات والحوارات عن إبراز والتأكيد على عدد من المحاور والنقاط، وكذا التوصل إلى عدد من التوصيات، مؤكدين أن انعقاد مؤتمر القمة العربية هذا العام جاء في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، تمثلت في انتشار العنف والطائفية وتغلغل الإرهاب، وانتشار الحروب الأهلية والمذهبية والعرقية داخل الدول العربية ذاتها، والتهديدات المباشرة التي يواجهها الأمن القومي العربي والناجمة عن الأزمة السورية المستفحلة وتطورات الأوضاع بشكل سلبي وخطير في العراق واليمن وليبيا والأزمة اللبنانية، فضلًا عن الجمود الذي يحيط بمسار القضية الفلسطينية، والتراجع الواضح في عملية إحلال السلام بالشرق الأوسط.

واتفق الأعضاء حول غياب الرؤى والاستراتيجيات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية المتمثلة في الأطماع والتدخلات نتيجة التنافسية بين المشروع الإسرائيلي والمشروع الإيراني والمشروع التركي، مؤكدين أن هذه المشاريع المتصارعة والمهددة للأمن القومي العربي، وإن بدت إقليمية إلا أنها مدعومة ومخططة من قوى دولية غربية تسعى لفرض هيمنتها وسيطرتها بما يحقق مصالحها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

ولفت الأعضاء إلى أن المقررات الصادرة عن القمة والواردة فى بيانها الختامى أكدت على العديد من الأمور الإيجابية باعتبار عام 2017 عامًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، ورفض التدخلات الإيرانية - تطوير آليات مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم العربيين - نشر قيم السلام والوسطية والحوار، كما أكدت أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للعرب، وضرورة دعم جهود الشعب الفلسطينى وضرورة وضع إطار زمنى لإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف مع إنهاء احتلال الأراضى العربية المحتلة فى الجولان وجنوب لبنان ودعوة الأطراف الليبية لاستكمال بناء الدولة واعتماد حكومة الوفاق الوطنى من جانب البرلمان.

فى السياق ذاته، توافق الأعضاء حول دعم الحكومة الشرعية فى اليمن ورئيسها عبد الله منصور هادى مع دعم قرارات الشرعية الدولية بشأن سوريا والأمل فى توصل الأشقاء إلى حل سياسي للحفاظ على وحدة الكيان والدولة السورية، كذلك دعم العراق فى الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه ومواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهاب، وكذلك الترحيب ودعم المصالحة الصومالية والتضامن مع السودان لتقرير السلام بين ربوعها، ورفض التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية.

وطالب الأعضاء بضرورة وضع الآليات والخطط التفصيلية لضمان تنفيذ كل المقررات وتوضيح الأساليب والسبل التى تحققها، ولابد من التضافر والاصطفاف لجميع الدول العربية وإعلاء قيم القومية العربية وإذكاء روح الانتماء العروبي بين شعوبها وقياداتها، والتنسيق ووضع خطط موحدة بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ووضع التشريعات والقوانين اللازمة لمحاربته، وإعادة النظر والبحث والدراسة فى موضوع إنشاء القوة العربية المشتركة بكل جدية وتصميم، فالقوة العسكرية تظل دائمًا الحصن الرادع ضد كل التحديات، والسعى بكل قوة نحو التكامل الاقتصادى بين العرب وتعزيز الاستثمارات والتجارة البينية ووضع اللبنة الأولى لتحقيق حلم السوق العربية المشتركة، فالقوة الاقتصادية العظمى تظل أيضًا مع القوة العسكرية ضمانًا للتقدم والرفاهية وتحقيق آمال الشعوب.

كما طالب بضرورة التنسيق بين الدول العربية التي تشترك في حدود جغرافية واحدة لتجفيف منابع الإرهاب والتصدي له، وليكن عن طريق جهاز حدودي ينسق بين الأجهزة الوطنية المتعاونة لكل دولة، ولابد من ضرورة تكاتف جميع الدول العربية، لا من أجل الحفاظ على مصالحها فقط، بل الحفاظ على تماسك مجتمعاتها ووحدة شعوبها، ومطالبة الجامعة العربية بوضع الآليات والأطر التى تمكنها من تنفيذ هذه التوصيات فى توقيتات محددة حتى لا يكون مصيرها طى النسيان، ومطالبة الجامعة العربية بالبدء في تطوير وتفعيل آليات عمل الجامعة حتى تتمكن من مسايرة العصر، وتتمكن من تنفيذ التوصيات المشار إليها فى قرارات القمة.