الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعتراف وتكذيب تعذيب المتهمين وهلاوس وعفاريت.. أبرز مشاهد جلسة محاكمة المتهمين باغتيال النائب العام

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

  • قلق بين أعضاء هيئة الدفاع لنفى الطب الشرعى تعرض المتهمين للتعذيب
  • اعترافات للمتهمين تؤكد استهداف قيادات الدولة وفشل بعضها
  • استجابة من المحكمة لاستجواب المتهمين.. وسعادة بين المحامين لنفى التهم الموجهة لهم

مشاهد صاخبة شهدتها جلسة محاكمة المتهمين باغتيال النائب العام الشهيد "هشام بركات"، كان الأبرز فيها تلك الفيديوهات التى حوت اعترافات تفصيلية للمتهمين باستهداف الشهيد وغيره من قيادات الدولة ومؤسساتها، وصراخ الدفاع متشبثا بأى ثغرة تنفى عن المتهمين تلك الاعترافات، مطالبا تارة بعرضهم على الطب الشرعى مدعيًا تعرضهم للتعذيب، وتارة أخرى يطالب بتشكيل لجنة لفض الأحراز.

  • الزيارة
نعود قليلا لتلك اللحظة التى اعتلى فيها القضاة منصة المحكمة، ليحذر رئيسها أهالى المتهمين الذين سمح لهم بحضور الجلسة ورؤية أبنائهم "لو عملتوا دوشة مش هسمحلكم بالزيارة".

تلك العبارة التى جعلت الأهالى يهدأون قليلا تاركين للدفاع الفرصة حتى يبث شكواهم بشكل قانونى أمام المحكمة، وبالفعل التقط الدفاع طرف الحديث، ليتزعم منتصر الزيات دفاع المتهمين، عرض طلباتهم على المحكمة ، مطالبا بالسماح للأهالى والدفاع بزيارة المتهمين فى محبسهم.

يتعجب القاضى من طلب الدفاع وهو الذى يفعل ذلك من تلقاء نفسه رأفة بالأهالى، يفطن الدفاع لذلك فيعود ليؤكد أنه يطلب ذلك، ليس اتهاما للمحكمة بالقصير، وإنما يشكوا لها تعنت مصلحة السجون الى ترفض زيارتهم وتتحجج بأنه لم يصلها قرار رسمى بذلك، مناشدًا المحكمة أن تكلف النيابة بناء على قرار واضح وحاسم بذلك ، فتطمئنه المحكمة أنها فعلت وستفعل.

  • اعترافات
ثم تلت المحكمة تقرير الطب الشرعى لبعض المتهمين الذى كان قد طالب الدفاع بعرضهم عليه لبيان مدى اصابتهم نتيجة تعرضهم التعذيب، أنصت الجميع واستمع الدفاع على أمل أن يؤكد التقرير زعمهم ، فتكون تلك الثغرة الأهم فى بناء دفوعهم ، لكن أتت الرياح بما لاتشتهى السفن، فتؤكد المحكمة أنه لاإصابات فى المتهمين .

يطرق المتهمون على القفص غضبا، وتنهار ثغرة الدفاع الا أنه سرعان مايطالب المحكمة بمناظرة المتهمين فهذا هو الحل الوحيد، يصمم الدفاع فيفطن المتهمين لذلك ، فيثورون أكثر أملا فى أن تستجيب المحكمة، وها قد نجحت الخطة ، ولكن بعد عدة دقائق ، وبطريقة أخرى.

وخلال فض الأحراز، عرضت المحكمة مقطع فيديو يظهر فيه المتهم أحمد جمال الدين أثناء إدلائه باعترافات تفصيلية عن كيفية انضمامه للإخوان، واستهداف بعض قيادات الدولة، فقد أقر برصده لموكب وزير الدفاع وموكب النائب العام ،شارحا كيف نفذ استهداف وزير الدفاع فى عملية اغتيال فاشلة، وكيف نفذ عملية اغتيال الشهيد بركات، اعترافات لو أعادها المتهم اليوم أمام المحكمة فلاداعى لمحاولات الدفاع، فالاعتراف سيد الأدلة ،وجاء متهم آخر يدعى حمدى عبد العزيز طالب بكلية العلوم، يعترف بانضمامه لجماعة تهدف لاغتيال كبار رجال الدولة موضحا تفاصيل عملية اغتيال فاشلة للسفير الإسرائيلى.

وثالث يدعى عبد الله محمد السيد يعترف للنيابة عن قيامه بزرع عبوة بدائية بجوار قسم الأزبكية أسفل سيارة شرطة، هنا تصرخ قريبة المتهم باكية، مشككة فى اعترافات المتهم ، فيقف الدفاع يؤازر السيدة ، مصمما على إثبات أن اعترافات المتهم جاءت تحت الإكراه وفى غيبة دفاعه.

  • محاولات
كل المتهمين يعترفون بالجريمة وبجرائم أخرى أشد، يتوتر الدفاع ويصمم على عدم استكمال مشاهد الأحراز ، لكن المحكمة تواصل فض الاحراز رغم محاولات الدفاع المستميتة ، لدرجة جعل القاضى يقول "هتفرج عليهم فى البيت لوحدى " وتعنى بذلك أنه لامناص من مشاهدتها وأخذها فى الاعتبار ، يرضخ الدفاع قليلا ويبحث عن ثغرة أخرى تبطل ذلك التحقيق من الأساس فيعلن أن الدفاع الموجود مع المتهم والواضح فى الفيديو ، ليس محاميه ولايعرفون إن كان محاميا فى الأساس ، يسجل القاضى اعتراضه ويستمر فى عرض الأحراز ، فتظهر صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو لشقتين إحداها فى الإسكندرية والأخرى بالتجمع الخامس ، لم يظهر بها سوى اثاث مبعثر، ذكر القاضى أنهما المقرات التنظيمية للمتهمين.

وتعرض المحكمة فيديو آخر لاستجواب المتهم محمد الأحمدى ، يقول فيه انتميت لجماعة الاخوان منذ صغرى، وانضممت للجان العمليات النوعية فى الجامعة بعد 30 يونيو، لمواجهة رجال الشرطة والتصدى لهم والانتقام مما حدث بفض رابعة.

وفى 2104 اشتركت مع المجموعة التى كانت مهمتها قطع الكهرباء وتفجير الأبراج تحت قيادة شخص يدعى " مصعب"، ثم تلقيت تكليفا من شخص يدعى "سيد " للسفر الى غزة، وقابلت أناسا تابعين لحماس كنيتهم "أبو عمر، وأبو ياسر"، استمريت هناك ثلاثة أشهر تدربت فيها على استخدام جيمع أنواع الاسلحة وحرب العصابات وتصنيع المواد المتفجرة.

وعقب عودتى بفترة تم تكليفى بتدريب الشباب وتطبيق ماتعلمته بغزة"، وكنا نستخدم برامج لتشفير الرسائل بيننا علمنى اياها "أبو عمر " .

أفاض المتهم فى الاعتراف ذاكرا أنه تم تكليفه من قبل يحيى موسى، المشرف على اغتيال النائب العام بالعملية ، وكان معه 6 أشخاص آخرين أحضروا المواد المتفجرة وحددوا سيارة النائب العام بعد مراقبة موكبه ووضع خططهم ، وفى اللحظة المحددة تم تفجير السيارة ، كل هذا كان يتم تصويره بالفيديو ، الذى تم ارساله للمشرف على العملية. 

هنا لم يستطع الدفاع أن يتمالك نفسه ، طالب من المحكمة وقف عرض الأحراز مصمما على اخراج المتهمين من القفص واعادة استجوابهم ، فهذه الاعترافات ليست دليلا على اى شئ متهما النيابة بأنها أملت على المتهمين اعترافاتهم، فاحتدت المحكمة على الدفاع قائلا: "هو علشان مش على مزاجكم"، مطالبا الدفاع بالجلوس واستمرار عرض الأحراز.

لكن الدفاع أبى أن يستجيب هذه المرة ، وفهم المتمون أن الامر خطير والا ماوقف الدفاع محتدا ومصرا على اخراج كل متهم من القفص واعادة استجوابه ، هاج المتهمون عل هذا يكون سندا للدفاع أمام المحكمة .

  • مناظرة
وأخيرا يتنفس الدفاع الصعداء ، بعد أن استجابت المحكمة وأمرت باخراج المتهم محمود الأحمدى من القفص للتعليق على ماشاهدته المحكمة ومواجهته به، خرج من القفص ليكذب كل تلك الاعترافات التى أدلى بها فى الفيديو بتحقيقات النيابة ، ويؤكد أنه تعرض للتعذيب ، تحاول المحكمة تهدئة الوضع ، فتؤكد للمتهم أنها ستقرر عرضه على الطب لشرعى ، فيرد المتهم بأن الطب الشرعى كاذب، ويطالب المحكمة بالكشف عليه الآن فى حضرة الجميع وكاميرات المصورين لتكون أقوى دليل.

ويتابع المتهم قائلا :"ضابط أمن الدولة قال لى خلى كل حاجة تمشى بمزاجك أحسن" فى اشارة لاملاء اعترافاته ، وفجأة يلمح المتهم شخص فى القاعة يقول أنه أمين شرطة قام بتعذيبه فى أمن الدولة وعلى استعداد للتعرف عليه الآن ، فقام المتهمون والأهالى بالتصفيق للمتهم.

  • هياج
فجأة تحدث حالة من الهرج والمرج بالقاعة ، باستيضاح الامر يتبين أن الأهالى شاهدوا أمين الشرطة الذى زعم المتهم وجوده يخرج من القاعة خوفا من ان تطلبه المحكمة ، شارك المتهمين والدفاع كذلك الاهالى فى حالة الهرج التى حدثت بالقاعة.

يطالب الأهالى بالقبض علي امين الشرطة المزعوم ، فيغضب رئيس المحكمة من عدم احترام الجلسة ، ليؤكد أن الجلسة علانية ولا يمنع أحدا من الخروج.

ويتمادى أحد أعضاء هيئة الدفاع مع الأهالى فى الصراخ وتوجيه اللوم للمحكمة ، فتحذره من ان عدم التزامه سيجعلها تحيله للتاديب .

تهدأ القاعة قليلا فمازالت النار تحت الرمضاء ، تأمر المحكمة بإخراج المتهم أبو القاسم ليشاهد الفيديو الخاص به والذى احتوى على اعترافه بشراء السيارة المستخدمة فى التفجير، فقام المتهم بالصراخ معترضا على الحرز، فاحتد القاضى عليه قائلا: "اتكلم بأدب وإلا هحبسك 3 سنين، إنت قدام محكمة الجنايات".

وجاء بالفيديو اعتراف المتهم بأنه استهدف موكب النائب العام لأنه كان المسئول عن فض رابعة، فسألته المحكمة عن اعترافاته، فأكد أنه تعرض للتعذيب حتى يدلى بها.

ويجاريه الدفاع فى اثبات أن النيابة العامة كانت على علم بتعذيب المتهمين، هنا تقف النيابة لاول مرة خلال جلسة اليوم محتدة على اتهام الدفاع له ومطالبة باتخاذ اجراءات قانونية ضده، مشيرة الى أن المتهمين يعاملون معاملة حسنة، ولم تملى عليهم أقوالهم فى التحقيقات.

  • عفاريت
وأخيرا تستمع المحكمة للمتهم أبو بكر السيد الذى كان دفاعه قد طالب فى بداية الجلسة بعرضه على طبيب نفسى لبيان حالته النفسية والعصبية ، فقال المتهم أنه تم القى القبض عليه فى 25 فبراير من منزله فى الخامسة فجرا وكان قد اجرى عملية رباط صليبى، واخبر الضباط بالعملية فحملوه على اكتافهم وذهبوا به الى المدرعة وقاموا بتهديده وصعقه بالكهرباء. 

هنا تلاحظ المحكمة أن المتهم يسرد ما تعرض له بهدوء ووضوح دون أن تظهر عليه سمة أعراض مرضية، فيرد المتهم أن تلك الأعراض تظهر عليه على فترات قائلا:"أنا بيجيلى تهيؤات وبشوف هلاوس"، فيعقب القاضى مداعبا المتهم " يمكن راكبك عفريت"، لتكون تلك المداعبة نهاية جلسة مليئة بالأحداث والشد والجذب بين الجميع ، وتقرر المحكمة إرجاء الجولة القادمة لجلسة 30 أغسطس ،

  • كتاكيت
وعقب انتهاء الجلسة تبكى والدة أحد المتهمين وهى تشكو من ان ابنها لاعلاقة له بأى تنظيم ارهابى فهو طالب فى كلية العلوم ،قائلة :"انا ابنى غلبان بيربى كتاكيت عشان يصرف على نفسه فى الجامعة ، واحنا ناس فلاحين غلابة مالناش دعوة بأى حاجة".