الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام الإيطالي ينتفض بعد الاعتداء على المصريين .. والصحف المصرية تتجاهل الواقعة

صدى البلد

فى الوقت الذي انتفض فيه الإعلام الإيطالي منذ أمس الأحد سواء عبر التليفزيون والمواقع والصحف الإيطالية لرصد واقعة الاعتداء على 3 مصريين قصر بوحشية فى مدينة كاتانيا جنوب إيطاليا ووصف المعتدين الإيطاليين الخمسة بالبلطجية ونشر صور الجناة وفيديو للحادث، فإن الإعلام والصحف المصرية تجاهلت الواقعة تماما وكأن شيئا لم يحدث وكأن من تم الإعتداء عليهم أمس بالضرب المبرح والتهديد بالسلاح ويرقد أحدهم داخل المستشفي فى حالة حرجة بعد إصابته فى الرأس ليسوا مصريين، ولا ينتمون إلى هذا الوطن، ولا يجب علينا الدفاع عن حقوقهم وحمايتهم ضد أي اعتداء حتي لو كان خارج بر مصر، أو أنهم مواطنون من الدرجة الثانية لا يستحقون عناء الاهتمام وتبني قضيتهم.

فلم يتحرك الإعلام أو الصحف المصرية ليس فقط للتنديد بالواقعة ولكن حتي رصدها ونشرها على صفحاتهم فى الوقت الذي سيتغير الموقف بالتأكيد إذا كان الأمر يتعلق بقضية الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، كنا سنجد عشرات الصحف والمواقع تتهافت على النشر وكأن من تم الاعتداء عليهم من المصريين ليسوا بني آدمين مثلهم مثل ريجيني، ولا ينتمون إلى بلدنا.

الصحافة مهنة ورسالة لا تعرف الكيل بميكالين خصوصا عندما يتعلق الأمر بالوطن والدفاع عن حقوق المصريين الغلابة، القصر الذين خروجوا من هذا البلد عبر قارب للهجرة غير الشرعية ويرقدون داخل دور للرعاية فى بلد غريب.

الأمر يدعو للدهشة ففي الوقت الذي ينتفض فيه الإعلام والصحافة والرأي العام الإيطالي لكشف حقيقة ريجيني وتقف الدولة فى ظهرهم ليصل الأمر إلى سحب السفير، يقف فيه الإعلام المصري صامتا متجاهلا مغمض العينين أمام الاعتداء بوحشية على مصريين فى إيطاليا وكأننا نتعامل مع المصري على أنه لا يستحق الاهتمام أو العيش أو الدفاع عن حقوقه، للأسف الكثيرون لا يدركون جيدا قيمة مهنة الصحافة فالكلمة رسالة حق والوطن أمانة والناس سواسية.

وما يثير الدهشة أيضا حتي تلك اللحظة أنه لم يخرج بيان من الخارجية أو السفارة المصرية فى روما تنديدا بالاعتداء على المصريين هناك أو دفاعا عن حقوقهم أو كشفا لملابسات الواقعة وأسباب الاعتداء .

وكان موقع «صدى البلد» قد انفرد أمس بخبر الاعتداء بوحشية على 3 مصريين قصر يقيمون داخل دور للرعاية فى مدينة كاتانيا جنوب إيطاليا بعد الاعتداء عليهم من قبل 5 أشخاص إيطاليين .

وقررت التحقيقات الإيطالية فى مدينة كاتانيا حبس الـ 3 متهمين الإيطاليين المتهمين بالاعتداء على 3 مصريين قُصّر فى المدينة، بتهمة الشروع فى القتل والتهديد بسلاح ناري والضرب المبرح والبحث عن 2 آخرين متهمين فى الحادث.

وكان 3 إيطاليين قاموا أمس الأحد بالاعتداء الوحشي على 3 مصريين قصر تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما فى مدينة كاتانيا الإيطالية، فيما بقي آخران هاربين حتي الآن بينما يرقد أحد المصريين بالمستشفي فى حالة خطرة بعد اصابة قوية بالرأس واجرائه لجراحة، حيث تم الاعتداء على المصريين بقضبان حديدية وسلاح ناري للتهديد ومضرب بيسبول.

وطبقا للصحف الإيطالية التي نشرت صور 3 من المتهمين بينهما شقيقان هما ديفيد وجيمس سيفيرو 32 و 23 عاما والثالث يدعي أنطونيو 18 عاما و2 آخران هاربان فإن الاعتداء الذي تم على القصر المصريين كان مدبرا وأعد لهم كمين من قبل 5 شباب إيطاليين كانوا ينتظرونهم بأحد الشوارع حيث نزل الثلاثة السابق ذكر أسمائهم من سيارة شحن كانوا يستقلونها بينما بقي 2 آخران بالسيارة، وقاموا بعمل حلقة على المصريين وحاصروهم واعتدوا عليهم بوحشية بواسطة قضبان حديدية ومضارب للبيسبول وسلاح ناري تم تهديدهم بها وقاموا بضربهم بوحشية .

وقع الاعتداء الوحشي على الأطفال المصريين بأحد الشوارع بالقرب من مركز الرعاية الذي يقيمون به بينما كانوا عائدين من سوق كونو بالمدينة، وقد تم تحديد المتهمين الثلاثة من خلال فيديو لن يتعدي دقيقتين للحظة الاعتداء وإصابة المصريين التقطه احد الضحايا المصريين بواسطة هاتفه المحمول .

ويقيم الأطفال القصر المصريون بدار للرعاية بمنطقة سان ميكيلي دي غانزاريا، وأشارت التحقيقات الى أن الشباب الإيطاليين من مدينة صقلية جنوب إيطاليا وكانوا ينتظرون فى سيارة للهروب بعد الاعتداء على المصريين .

وأكدت التحقيقات أن مشاجرة قد نشبت بين الجانبين فى مدينة سان كونو البلدة القريبة من مركز رعاية القصر المصريين جنوب محافظة كاتانيا، وقد تم ضبط المتهمين الثلاثة فى أحد الأكمنة بينما بقي آخران هاربين، فيما تم نقل المصريين إلى مستشفي جاريبالدي فى كاتانيا حيث أصيب أحدهم إصابة خطيرة بالرأس نتج عنها ورم دموي كبير فى الدماغ وخضع لجراحة دقيقة فى الدماغ ومازالت حالته حرجة بالرعاية المركزة بالمستشفي .

وأشارت الصحف الإيطالية الى أن المصريين الآخرين كانا محظوظين حيث أصيبا بعدة جروح ستلتئم خلال أيام فيما عثرت الشرطة فى منزل أحد المتهمين على السلاح الذي تم الاعتداء به على الضحايا الثلاثة، وأكدت الصحف الإيطالية وجود مناخ صعب وعنصري فى التعايش بين السكان المحليين فى مدينة كاتانيا وضيوف مركز الرعاية بالمدينة.