الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد.. خبير تفاوض بـ«FBI»: أوباما وافق على دفع فدية لإنقاذ «كايلا مولر».. إرهابيو «داعش» خطفوا عاملة الإغاثة ليستغلوا جسدها في حلب كـ«خادمة جنس»..الرهينة قتلت بعد محاولات لتغيير دينها

«كايلا مولر»
«كايلا مولر»

«كايلا مولر» قتلت العام الماضي بعد رفضها فرصة سانحة للهرب
هاربات من جحيم داعش:
«مولر» أجبرت على كتابة مذكرة بخط يدها
«فوس»:
المال كان من الممكن استخدامه كجزء من خطة لتعقب الخاطفين


أكد خبير تفاوض متخصص سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن الحكومة الأمريكية كان بإمكانها التفاوض مع داعش لإنقاذ عاملة الإغاثة الأمريكية، كايلا مولر، قبل مقتلها.

وكانت «مولر» قد اختطفت من عيادة طبيب وتم اقتيادها بدون سيارة حتى حدود مدينة حلب في عام 2013 قبل تعرضها للتعذيب، وقد تم فدائها، ثم أخذت كخادمة جنس لدى زعيم تنظيم«داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي قبل أن يتم قتله في غارة جوية في وقت مبكر من العام 2015.

حاول والدا كايلا، «مارشا» و«كارل» بيأس ايجاد وسيلة لدفع الفدية التي طلبها الخاطفون، إلا أنهم زعما أنهما منعا من القيام بذلك من قبل مفاوضين في مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وفي ذلك الوقت، واجهت العائلة التي كانت تسعى من خلال عمل سري لدفع فدية لجماعة إرهابية من أجل سلامة أحبائهم
، من المحتمل أن يواجهوا محاكمة جنائية.

وقال خبير المفاوضين في مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريس فوس، لشبكة «ايه بي سي نيوز» أنه كانت هناك طريقة ممكنة لدفع الفدية وضمان سلامة «مولر» و توصيلها لمنزلها في ولاية إريزونا بأمان.

وأضاف «فوس» إن المال كان من الممكن استخدامه كجزء من خطة لتعقب الخاطفين من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد أن يتم إنقاذ «مولر».

ولكن منذ ذلك الحين، تم تغيير القانون الذي يجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية، بعد أن أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، توجيها سياسيا رئاسيا للنظام التنفيذي، بالصياغة الواردة في القانون الجديد والتي تفيد لان الحكومة "لا تنوي إضافة آلام إلى الأسر التي أصيبت بمثل الحالات الصعبة بخضوعهم حال تفاوضهم مع الخاطفين من عناصر التنظيمات الإرهابية للملاحقة الجنائية، في مثل هذه الأوقات المؤلمة.

ويأتي هذا بعد أن تبين أنه عاملة الإغاثة الأمريكية تحدت الخاطفين ورفضت إرغامهم لها على اعتناق الإسلام حتى انها رفضت فرصة للهروب سنحت لها بمساعدة فتاة يزيدية استغلها التنظيم أيضا كخادمة جنس.

وقد وردت تفاصيل القصة المؤلمة والبطولية والتي استمرت على مدار 18 شهرا احتجزت خلالها «مولر» في الاسر في سوريا كرهينة، وذلك وفق ما كشفته الفتاة اليزيدية التي تمكنت من الهرب من قبضة «داعش» وتحدثت لموقع «إيه بي سي» الأمريكي.

وأشار دانيال راي أوستن، وهو مصور دنماركي مستقل وسجين سابق، وكيف تم استعراض «مولر» أمام السجناء الآخرين كمثال للتخويف من مصيرها قبل قتلها على يد سفاح «داعش» المعروف باسم «جون الجهادي».

وقال المصور الدانماركي إن الإرهابي، الذي كان يدعى «محمد إموازي» وهو الاسمه الحقيقي للسفاح، هدد الأسرى قائلا: "إنها كانت أقوى بكثير منكم، إنها أكثر ذكاء. فقد اعتنقت الإسلام».

وأضاف: قاطعت «كايللا» كلام خاطفها، قائلة إنها لم تسلم.

وقال أوستين: «وددت أن لو كان لدي الشجاعة لقول ذلك ولكنني لم اعتقد أنني كنت سأجرؤ»

ويستطرد أنه "كان من الواضح جدا أن كل واحد منا قد أعجب بقوة «مولر» التي أظهرتها، وكان ذلك مايو 2014، بينما كانت محتجزة في مصفاة لتكرير النفط، وفي واحدة من المرات القليلة أثناء احتجازها كانت على اتصال مع السجناء الآخرين".

ويتابع «بالنسبة لمعظم من في محنتها، خضعت مولر للعزلة، والضرب والشتائم، والتعذيب الجسدي و الاغتصاب يوميا، و في وقت لاحق من ذلك العام نفسه، بعد نقلها إلى مجمع الأمير للنفط والغاز أبو سياف، حيث التقت بخادمة الجنس اليزيدية التي أطلقت على نفسها اسم جوليا، وذكرت أنها أعدت خطة للهروب وتوسلت لـ«مولر» أن تأتي معها، و قالت الفتاة: «قلت لـ«كايلا» نريد الفرار، وطلبت منها أن تأتي معنا، ولكنها قالت لي:" لا، أنني أمريكية، وإذا كنت سأهرب معك، فسوف يفعلون كل ما شيء لإعادتنا مرة أخرى».

وأضافت «كايلا» حسبما جاء على لسان الفتاة الإيزيدية، «إنه من الأفضل لك أن تهربي وحدك، وسأبقي هنا»

وقد شكك الرهائن أيضا في البيانات التي قدمتها منظمة أطباء بلا حدود حول رسائل مررتها إلى عائلة «مولر».

وعلى الرغم من أن «مولر» لم تعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود، كانت المنظمة المعنية بشكل كبير في جهود التفاوض حريصة على اطلاق سراحها؛ لأنها كانت تقيم داخل أحد مركباتها على الفور قبل أن يتم القبض على. صديقها، عمر الخاني، وقد أطلق سراحه بعد أن تعرض للتعذيب على ايدي داعش على مدار شهرين.

والتقت «مولر» أيضا مع ثلاث نساء كن يعملن لحساب منظمة المساعدات قبل أن تفرج عنهن في عام 2014.

واثنتان من هؤلاء النسوة، كشف موقع «إيه بي سي» الأمريكي عن اسميهما للمرة الأولى، وهما «فريدا شار، وباتريسيا شافيز»

وأشارت واحدة منهما إلى أن «مولر» أجبرت على كتابة مذكرة بخط يدها من قبل عناصر التنظيم الإرهابي أنها تطالب بتخليصها في مقابل اطلاق سراح عدد من المسجونين بالسجن الاتحادي في الولايات المتحدة التابعين لتنظيم القاعدة في عملية تبديل أو مطالبة واشنطن بدفع فدية قدرها 5 ملايين يورو.

وحسب الموقع الأمريكي هناك ملاحظة ثانية صاغتها «مولر» سرا، صيغت على نحو مماثل ولكن لديها معلومات اتصال مهمة مكتوبة على الظهر بما في ذلك أرقام لصديقه ومرشدها الروحي في الكلية، والقس يوم كاثلين من جامعة ولاية اريزونا الشمالية.

وقالتا «شار وشافيز» انها أخبرت لتحظ البريد اللكتروني على حفظ عنوان البريد الإلكتروني الذي سيستخدم للتفاوض من أجل الإفراج عن «مولر».

في حين تم الإفراج عن النساء في مارس 2014، وقد مر الوقت حتى حلول أبريل من نفس العام حتى تمكن موظفو منظمة أطباء بلا حدود من تسليم مذكرة مولر إليهما.

وفي بيان قال مسئولو منظمة أطباء بلا حدود إنهم حجب المعلومات خوفا من يتعرض أسرى آخرون للخطر.

وأضاف البيان أن مولر نفسها طلبت ألا يتم تسليم رسالة داعش لوالديها.

لكن شار وشافيز، اللذين لم يكن لديهما أي فكرة ويجري الاحتفاظ بأي معلومات من الأسرة، يقول مولر  لم تناقش حجب أي من الرسائل معهم.

ولكن النساء، جنبا إلى جنب مع الأسيرة الثالثة والتي لم يكشف عن اسمها، كما انتقدن منظمة أطباء بلا حدود لعدم ذكرها أن «مولر» وصديقها قد اختطفا من إحدى مركبات المؤسسة الخيرية، وتم تهريبهم إلى سوريا.

ووفق شبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية أكد البيت الأبيض، إن الرئيس باراك أوباما، يخطط للتبرع لمؤسسة لتكريم كايلا مولر، الأمريكية التى قتلها مسلحو داعش العام الماضي.

والمؤسسة التى تحمل اسم مولر تسعى لتكريم التزامها بالإنسانية وخدمة المحتاجين. لكن والد مولر قال لشبكة اى بى سى نيوز فى مقابلة بثت الجمعة إن أوباما تعهد خلال لقاء خاص فى مارس 2015 بعمل المساهمة لكنه لم يفعل أبدا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، إنه لن يناقش المحادثات الرئاسية الخاصة، لكنه قال إن أوباما يعتزم المساهمة للمؤسسة فى المستقبل.

وقال إرنست إن المنظمة تتماشى مع أنواع المنظمات الخيرية التى يتبرع لها الرئيس والسيدة الأولى ميشيل أوباما من قبل.