الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالمستندات .. مساعد وزير الداخلية الإيطالي يلتقي المصري المعتدى عليه .. اليوم

صدى البلد

تشهد أزمة المواطن المصري محمد سعد نظير عبد المطلب المصري المقيم بإيطاليا تطورا جديدا، إثر تعرضه لاعتداء على أيدي مجهولين إيطاليين منذ قرابة الشهر، أجرى بسببها عمليات جراحية في كل من العين والأنف ومازال متأثرا بجراحة.

وأكد "نظير" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" من موقعه بإيطاليا أنه تلقى طلبا من مساعد وزير الداخلية الإيطالي، وسيلتقيه ظهر اليوم الاثنين، لافتًا إلى أن مكتب وزير الداخلية الإيطالي لم يخبره عن تفاصيل تسبق اللقاء.

وأكد "نظير" أن "المستندات" خير دليل يؤكد به للرأي العام المصري والإيطالي والجهات الرسمية في كل البلدين صحة ما رواه عن تعرضه لإصابات بالغة قد تؤدي إلى عاهات مستديمة، خاصة فيما يتعلق بعينه اليمنى.

وجدد "نظير" شكره للنائب العام المصري على أمره بالتحقيق في واقعته وحفاظه على الحق الأدبي والمدني له كمواطن مصري تعرض لحادث أليم في بلد الغربة التي يقيم بها منذ أكثر من 20 عاما.

وكان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أصدر أمس الأول، قرارا بإجراء التحقيق في واقعة الاعتداء بالضرب على المواطن المصري محمد سعد نظير عبد المطلب بدولة إيطاليا.

وأمر النائب العام بتكليف إدارة التعاون الدولي بإعداد مذكرة بطلبات النيابة العامة المصرية، لإرسالها إلى السلطات القضائية المختصة بإيطاليا، لموافاتها بصورة رسمية من التحقيقات التي أجريت في الواقعة والتقرير الطبي وما تضمنته التحريات، وكافة ما تم اتخاذه من إجراءات في هذا الشأن.

كما خاطبت النيابة العامة – وزارة الخارجية لمخاطبة القنصلية المصرية في إيطاليا للإفادة بالمعلومات، وما تم من إجراءات في هذه الواقعة.

وجاء قرار النائب العام بعد ساعات من استجابة مبدئية، أبدتها السفارة المصرية بروما، حيث تواصلت مع الضحية عقب عرض شكواه بموقع "صدى البلد" الإخباري مساء، الخميس الماضي، وتحدث إليه سفيرنا بإيطاليا عمرو حلمي، وأرسل إليه قنصل السفارة، واطلع على الأوراق الخاصة بالمستشفى وبحالته الصحية وكذلك محاضر الشرطة.

وأضاف "نظير" لـ"صدى البلد" أن القنصل المصري اصطحبه إلى مديرية الأمن صباح الجمعة، لمراجعة التحقيقات مع مدير الأمن هناك ورفع قضية جنائية ضد مرتكبي الحادث، نظرًا لآن فترة العلاج تتعدى الـ30 يوما حسب القانون الجنائي الخاص بإيطاليا.

وتابع: خلال تلك الفترة طالبه القنصل بأن يعتبره بمثابة شقيقه، وتعهد له بتلبية كافة احتياجاته الشخصية.

"أصل الحكاية"
كان محمد سعد نظير عبد المطلب من مواليد 4 مارس 1961 بالإسكندرية حي محرم بك، والذي يقيم بإيطاليا منذ 20 عاما وتخطى عمره الآن الخمسين عاما، طالب بحقه الأدبي من سفارة مصر بإيطاليا، التي أغلقت كل أبواب التواصل معه بعد "علقة موت" تلقاها في بلد الغربة، ومازال يرقد بالمستشفى متأثرا بجراحه دون جدوى!

وتعود الحكاية إلى جراحة أجراها المواطن المذكور أثناء إقامته بإيطاليا، رقد بالمستشفى 25 يوما، وغادره إلى المنزل، وبعد 5 أيام تحرك إلى الشارع لأول مرة حاملا معظم أوراقه المهمة، التي تفصح عن شخصيته في حقيبته الصغيرة، حتى إذا ما أصابه أي إغماء مفاجئ أصبح من السهل التعرف عليه.

ويروي "نظير" لـ"صدى البلد": خرجت في ذلك اليوم لأشتري بعض الأدوية من إحدى الصيدليات، وفوجئت بـ"عيال" يستقلون مركبة – "مكنة"- انهالوا عليّ بالضرب، و"دغدغوني" بمعنى الكلمة فلم أفق إلا على سرير المستشفى، غارقا في الدماء، وإحدى عينيّ لا ترى تماما فقد أصابها العمى جراء الحادث، والعين الأخرى متأثرة بماء لا أعلم إن كانت ستشفى أم لا، ولدي ابنة تبلغ من العمر 3 سنوات لا أظن أني سأراها"!

وتابع "نظير" بصوته البائس: أنا أتحدث إليكم الآن وأنا بالمستشفى أستكمل الجراحات المتبقية في الأنف والعينين، وقال: "أنا مش عاوز حد يديني فلوس، ولا حد يعطف عليا، أنا عاوز حقي الأدبي، تواصلت مع السفارة مرة واحدة فقط، وأرسلت لهم رقم جواز السفر وبعض البيانات واتفقنا على أن نعاود الاتصال في اليوم التالي لاستكمال باقي الأوراق والبيانات إلا أنهم أغلقوا في وجهي كل الطرق ويمتنعون تماما عن الرد على محاولاتي.

وقال: "عندما نسافر إلى مصر ونقوم بعمل "تصريح العمل الذي تتجاوز تكلفته الـ 3000 جنيه، نحن لا ندفع هذه الاموال حتى لا نجد من يهتم بنا ونحن مصابون في بلاد الغربة ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله، فالقنصلية المصرية في إيطاليا تحركت إلى جنوب إيطاليا عندما أتاها أمر من النائب العام بمتابعة حادث المصريين الثلاثة المضروبين من إيطاليين مؤخرا، بينما أنا بيني وبين السفارة 10 دقائق فقط بالسيارة "مش لاقي حد يعبرني"، فأنا سأتقدم بشكوى أطالب فيها بحقي الأدبي وأطالب النائب العام باتخاذ موقف ضد السفارة المصرية بإيطاليا، وأجدد الإشارة إلى أني "مش عاوز فلوس، عاوز بس حقي".

وتابع: المرة الوحيدة التي استقبلت السفارة فيها محاولتي، كانت بعد نشر صوري وأنا مضروب في الصحف المصرية ووسائل الإعلام، وبعد ذلك انتهى الأمر تماما حتى أن وسائل الإعلام التي مدت يدها لمساعدتي هي أيضا تنصلت من دورها بلا مبرر!

وقال إن سيدة رومانية هي التي شهدت الواقعة كلها وهي التي تبرعت بنقلي إلى المستشفى، وأكدت ذلك في محضر الشرطة، إلا أنني لا أجد السفارة التي يفترض أن تهتم لأمري بصفتي مواطنا مصريا لإثبات حقي.

وقال: الدنيا كلها سابتني وأنا في المستشفى لا أمتلك أي "مال"، وكنيسة الفاتيكان هي التي تتولى الصرف عليّ بطبيعة الحال لأنها تصرف على المستشفيات بإيطاليا! واختتم شكواه بقوله: "عاوز حقي الأدبي".