الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«أثريو مصر» ينتفضون ضد تشويه قبة جامعة القاهرة.. و«نصار» يمنع الكسباني من دخولها

صدى البلد

  • الكسباني: ترميم إدارة جامعة القاهرة للقبة الشهيرة تهريج وتشويه للتاريخ ومخالف للقانون
  • ولاء بدوي: القبة طراز معماري متميز.. ويجب رفع الأعمال المخالفة لقانون المباني التراثية "144"
  • جمال مصطفي: القبة مسجلة بجهاز التنسيق الحضارى.. ويجب محاسبة من شوه تراث مصر

عبّر عدد من الأثريين عن رفضهم لما تقوم به جامعة القاهرة من تشويه للقبة الأثرية والتاريخية بها، حيث تتم أعمال تركيب وإحلال مواسير التكييف الخاصة بالقبة، حيث كشف الدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بكلية آثار جامعة القاهرة ومستشار وزارة الآثار كواليس القرار الذي أصدره الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بمنعه من دخول الجامعة والتدريس للطلبة,علي خلفية ما يجري للقبة.

وقال "الكسباني" في تصريحات خاصة لـ"صدي البلد" إنه عبر عن رفضه لما تقوم به إدارة الجامعة من ترميم للقبة الشهيرة بالجامعة؛ حيث وصف الكسباني ذلك بأنه تهريج وتشويه للتاريخ ومخالف للقانون؛ حيث كان يستلزم أولا الحصول على موافقة الآثار كون القبة مسجلة ضمن الآثار الإسلامية.

وأوضح "الكسباني" أن ما تقوم به الجامعة في القبة يُعد مخالفة صريحة للقانون رقم "144" للحفاظ على المبانى التراثية، حيث كان يستلزم منهم الحصول على موافقة جهاز التنسيق الحضاري كونها من المباني ذات الطراز المعماري المتميز في قوائم الجهاز.

وتابع "الكسباني": "رئيس الجامعة بدلا من الاستماع لرأي، قام بإحالتي للتحقيق ومنعني من دخول الجامعة والتدريس فيها، وأرسل مذكرة ضدي للنائب العام ولم ينتظر التحقيق معي فيها,وأحالني بسرعة للتحقيق ومنعني من العمل".

وقال إن ما يحدث في القبة يؤكد فشل إدارة الجامعة في اتباع الأساليب القانونية في التعامل مع المنشآت التراثية, خاصة أن رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار لم يدرك في بلاغه للنائب العام ضدي الفرق بين جامعة القاهرة وجامعة عين شمس, حيث وصف القبة بأنها في جامعة الأمير فاروق قاصدا القاهرة, في حين أنها جامعة فؤاد الأول والده, وجامعة عين شمس هي التي تسمي جامعة الأمير فاروق, وهي مغالطة تاريخية لم يدركها الدكتور نصار.

وأضاف "الكسباني": أتحدى رئيس الجامعة أن يكون مدركا للمغزي من التصميم المعماري لمباني ومنشآت الجامعة وطرازها؛ خاصة أنها مثلا كانت تحتوي قديما على ملجأ للأيتام, إذ إن النهضة العلمية حينها كانت تعتمد علي رفع شأن الطبقات المهمشة والضعيفة.

من جانبه عبر الدكتور ولاء الدين بدوي، مدير عام متحف قصر المنيل أكبر متحف تاريخى حاليا فى مصر والمتخصص في آثار العصر الحديث والمعاصر عن رفضه لما يتم حاليا من تركيب لمواسير أجهزة تكييفات بقبة جامعة القاهرة.

وقال في تصريحات لـ"صدى البلد" إن ذلك أدى لتشويه القبة التاريخية والأثرية وشوهت بالتكييف والمسجلة ضمن المبانى التراثية بالتنسيق الحضارى؛ حيث تعد قبة الجامعة من مباني الطراز المعمارى المتميز، ولا بد من رفع تلك الأعمال المخالفة لقانون المباني التراثية رقم"144".

وتابع: "القبة ترمز إلى النهضة العلمية الحديثة، منذ عصر الملك فؤاد الأول حيث رأس أول مجلس لجامعة القاهرة، التى توالى على رئاستها أعلام الفكر والثقافة المصرية، أمثال أحمد لطفى السيد، وطه حسين، وغيرهم من علماء أكابر، الذين أرسوا دعائم النهضة العلمية المصرية".

وبدوره الدكتور جمال مصطفي مدير عام منطقة آثار القلعة، إن ما يحدث لقبة جامعة القاهرة ينم عن ضعف كلية الآثار بالجامعة وسطوة رئيس الجامعة الذى يرى أنه فوق الجميع.

وتابع في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": "القبة مسجلة بقرار رئيس الوزراء رقم 144 ضمن اختصاص جهاز التنسيق الحضارى، ولا بد من محاسبة من تسبب فى تشويه تراث مصر".

وأضاف: "بما أننى خريج كلية الآثار حامية التراث ووطن الآثاريين الرئيسي بجامعة القاهرة العريقة، فإنني حزين لما يحدث لرمز العلم بمصر وهو قبة الجامعة".

وقال عادل إمام باحث ومرمم أثرى إن ما يحدث من أعمال تجديد جارية الآن لقبة جامعة القاهرة يعد مخالفة صريحة إداريا وعلميا لطراز معمارى وتراثى فريد من نوعة وتشويه للتاريخ ومخالف للقانون,حيث كان يستلزم أولا الحصول على موافقة الآثار كونها مسجلة ضمن الآثار الإسلامية والقبطية.

وتابع: هناك مخالفات فى عمليات التجديد والتذهيب المتبعة بها وقلة خبرة في تنفيذ الأعمال الجارية والتى لا ترتقى الى كونها مبنى تراثى يخضع لجهاز التنسيق الحضارى ويعد مخالفة صريحة للقانون رقم"144" للحفاظ على المبانى التراثية، وينبغى التوقف الفورى عن الأعمال هناك وتشكيل لجنة لإمكانية استكمال الأعمال,وكيف تحتوي جامعة القاهرة على كلية الآثار الأولى بمصر ولا يلتفت إليها ولا ينتدب متخصصين ولا يتم إخطار وزارة الآثار.

وأشار إلى أن القاعة افتتحت عام 1935 وتقع على مساحة 3160 م2 ,وتعلوها قبة على شكل نصف كرة ارتفاعها 52 م وتتميز بها جامعة القاهرة كرمز للجامعة،وتنتهى هذه القبة بمجموعة من النوافذ في جميع الاتجاهات لتمد القاعة بالضوء الطبيعى وإنسيابة التهوية الطبيعية للمكان والزوار.

وتابع: عند المدخل الرئيسى للبهو نجد جدرانه تتميز بنفس الطابع المعمارى للقاعة نفسها،حيث تعقد فيه الندوات الثقافية، والمعارض الفنية للموسم الثقافى والفني للجامعة، وتضم القاعة الصالة الرئيسية، والدور الأول ، والدور الثاني، وتتسع لحوالى أربعة آلاف متفرج، وتحتوي الصالة الرئيسية على غرفة للإذاعة وغرفة للترجمة مجهزة للترجمة الفورية، ويمكن الترجمة فيها إلى سبع لغات أجنبية في وقت واحد.

وقال: يعلو القاعة شعار الجامعة وهو يمثل صورة جيحوتى أو (توت) وكان قدماء المصريين يعتبرونه إله المعرفة والحكمة والقانون,وقم صمم على هيئة رجل برأس طائر يمسك بيده قلما ولوحة ويتأهب للكتابة وعلى رأسه رمز لوحدة النيل في الدولة القديمة.

وقال أن قبة جامعة القاهرة تتميز بكونها تجمع بين الأصالة والحداثة وهذا ما يظهر في قبتها الحديدية المغطاة بالنحاس,حيث يصل قطرها لـ 46 مترا وارتفاعها لـ 75 مترا ويصل وزنها 2000 طن، ويعود بناء قبة جامعة القاهرة إلى عصر الملك فؤاد الأول فى 7 فبراير 1928,حيث وضع حجر أساس مبنى إدارة الجامعة وبعد الانتهاء من بناء حجرات الطابق الأرضي فى يناير 1934 وبدأ بعد ذلك بناء القبة وتم الانتهاء منها فى عام .1936

واستطرد: قام فرنسيون بتصميم مبنى إدارة الجامعة على شاكلة مبنى البرلمان المصري من الناحية الخارجية, أما من الداخل فقاعة الاحتفالات الكبرى بنيت مشابهة لقاعة الأوبرا المصرية القديمة, والقبة التى تعلو المبنى نفذها مهندسون انجليز تابعون لشركة ” كوجاتين ”وفشلوا فى بنائها حيث سقطت أكثر من مرة، وبعد ذلك قام أساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة بإعادة تصميم القبة من جديد واستغرق العمل بها 3 سنوات.