الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الخارجية السعودي: المعارضة السورية قدمت رؤية جدية لحل الأزمة

عادل الجبير
عادل الجبير

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الشعب السوري لا يستطيع قبول بشار الأسد على رأس السلطة بعد القتل والتهجير والتدمير، الذي ألحقه بالبلاد والشعب السوري هو الذي يقرر بدء فترة انتقال سياسي التي يجب أن تكون بدونه، مشددا على أن إعلان (جنيف 1) دعا إلى انتقال السلطة من بشار الأسد ومغادرته الأراضي السورية.

جاء ذلك بحسب، وكالة الأنباء السعودية، في لقاءات صحفية عقدها الجبير، اليوم الأربعاء، بمقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن مع عدد من الصحفيين والإعلامين البريطانيين والعرب.

وحول المتغيرات في الشأن السوري بعد اجتماع لندن بخصوص سوريا، قال الجبير إن الوضع لم يحدث عليه تغيير، ومازال نظام بشار الأسد يمارس قمع المدنيين، مبديا عدم اعتقاده بأنه سيغير نهجه خلال الفترة القادمة.

وأشار إلى أن المعارضة السورية قدمت رؤية جدية لحل الأزمة السورية تشمل انتقال السلطة وتكريس العملية الديمقراطية، بينما لم يطرح النظام السوري في المقابل أي خطة بديلة للوصول إلى حل، مؤكدا أن السعودية لا تدعم أي الأطراف إلا من خلال قوات التحالف وبحسب قرارات الأمم المتحدة التي سبق أن حددت داعش وجبهة النصرة منظمات إرهابية.

وبشأن المباحثات الروسية الأمريكية حول وقف إطلاق النار في سوريا، أوضح أن المباحثات بين الطرفين الأمريكي والسوري لا زالت جارية وهناك احتمالات للتوصل إلى تفاهم حول هذا الشأن، التي يتحدد بعدها جدية بشار الأسد وحلفائه في مبدأ وقف إطلاق النار.
وعن العلاقات السعودية الروسية، قال الجبير إن البلدين يتمتعان بعلاقات تتعدى الإطار السوري ويحاول البلدان تطويرها وتعميقها وتقويتها على الرغم من الخلاف بشأن الوضع في سوريا، ولدى البلدين تفاهمات حتى لا يؤثر هذا الخلاف على العلاقات بين البلدين.

وعن الوضع في اليمن، قال إن الحرب لم تبدأها المملكة، بل بدأها الحوثيون وعلي صالح الذين استولوا على سلطة شرعية، وخرقوا الاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال الحوار الوطني اليمني، كما انتهكوا قرار الأمم المتحدة 2216، وقال إن هذه الحرب حرب دفاعية لحماية الشرعية اليمنية وردع التهديد عن حدود المملكة، حيث دعمت المملكة المفاوضات اليمنية، بيد أن الحوثيون وعلي صالح هم من رفض المقترح الذي طرحه الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن، كما أن المملكة أعلنت وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر لكن الحوثيون وصالح قاموا بإطلاق ما يزيد على 20 صاروخا باليستيا باتجاه أراضي المملكة وقتلوا المرابطين على الحدود ومع ذلك التزمت الممكلة بضبط النفس، وعندما فشلت المفاوضات كان للمملكة كل الحق في الدفاع عن حدودها.

وردا على المزاعم التي تقول أن المملكة تستهدف المستشفيات والمدارس، قال إن هذه الاتهامات غير دقيقة وغير عادلة ومنحازة حيث إن هذه الادعاءات تعتمد على جانب واحد ولا تنظر إلى الحقيقة من كل زواياها، والمملكة تقوم بالتحقيقات اللازمة في هذا الشأن، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الحوثيين يجعلون من المستشفيات والمدارس مستودعات للأسلحة وعندما تكون هذه المستشفيات والمدارس مستودعات أسلحة وتستهدف عسكريا بحكم أنها منشئآت عسكرية يصور الحوثيون للعالم أن المستهدف هي مستشفيات ومدارس، ولكن تسعى المملكة إلى تصحيح الخطأ ومعالجة الوضع إن وجد بحسب القوانين الدولية، مستشهدًا معاليه بالأخطاء التي وقع فيها البريطانيون والأمريكيون في حرب العراق وأفغانستان.

وأشار في هذا الصدد إلى ما زعمه البعض أن المملكة تستهدف المدنيين وخاصة ما زعم عن مقتل 120 يمنيا في حفل زفاف في صنعاء مع أن قوات التحالف لم تحلق في صنعاء في تلك الأيام بل كان الذي جرى قصف حوثي مدفعي ثقيل استهدف المنطقة بشكل عشوائي بعد تنفيذ طائرات التحالف ضربات دقيقة ضد أهداف عسكرية وذلك من أجل أن يصوروا للعالم أن هذا ما تفعله المملكة وقوات التحالف في اليمن، مؤكدا أن الحوثيين دأبوا على استخدام المدنيين كدروع بشرية داخل المناطق المستهدفة.
وردا على ادعاءات منظمة أطباء بلا حدود حول استهداف المستشفيات في اليمن، قال الجبير أنه ليس من أهداف السعودية استهداف المنشآت اليمنية، مبينا أنه يجري التنسيق مع هذه المنظمة في التحقيق حول هذه المزاعم للوصول إلى الحقيقة.
وأشار إلى أن السعودية لا تود إيجاد عداء مع الشعب اليمني، فقد استقبلت منذ الأزمة اليمنية ما يزيد على أربعة ملايين يمني لا يوجد منهم لاجئ واحد بل مقيمون نظاميون ويتلقى أبناؤهم التعليم في مدارس المملكة كما تستقبلهم المستشفيات للعلاج، وذلك حرصا من حكومة خادم الحرمين الشريفين على استمرار العلاقة الودية مع الشعب اليمني.

وشدد على أن اليمن تم اختطافه من مجموعة قليله لا تتجاوز 50 ألفا من مجموع الشعب اليمني، متسائلا هل يعقل أن يسيطر هذا العدد القليل على اليمن بالقوة.

وعن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى، قال الجبير إن بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في إسطنبول في شهر أبريل الماضي أدان تدخل إيران في شؤون المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية، كما أدان ما يسمى بحزب الله، واستخدام إيران للطائفية، وهو البيان الذي صوتت عليه أكثر من خمسين دولة، وهذا ما يوضح عزلة إيران في المنطقة فكثير من الدول قطعت علاقتها مع إيران مثل الصومال والسودان وجيبوتي وغيرها من الدول، لافتا إلى أن ذلك يعطي رسالة واضحة لإيران بأن تتوقف عن تصرفاتها.

وأضاف أن إيران تحاول تسيس الحج من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وهو الشيء الذي يرفضه العالم الإسلامي، مشيرا في هذا الصدد إلى رفض إيران توقيع اتفاقية الحج مع التسهيلات التي قدمتها حكومة المملكة مما أضاع على الحجاج الإيرانيين الذين ينوون الحج لهذا العام، ويوجد مشاكل للذين ينوون الحج في الأعوام القادمة.

وعن استشراف العلاقات السعودية الإيرانية، قال إن المملكة لم تغتل دبلوماسيين إيرانيين ولم تقتحم السفارات الإيرانية ولم تهرب الأسلحة إلى الداخل الإيراني لدعم الأقليات ولم تتدخل في دول الجوار ولم تدفع بالطائفية، وفي المقابل ومع توقيع الاتفاق النووي مع إيران صعدت إيران من لهجتها العدائية، وهذا مشاهد في لبنان وسوريا واليمن والبحرين، إضافة إلى تهريب الأسلحة إلى داخل المملكة والكويت، بينما لا يوجد دليل واحد يشير إلى علاقة السعودية بالإرهاب أو دعمه رغم ما يشاع من مزاعم.

وشدد وزير الخارجية على أن إيران تدعم الإرهاب وتدعم تنظيم القاعدة، متسائلا لماذا لا تهاجم الجماعات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" إيران، وقال لعل الأوراق التي حصلت عليها أمريكا بعد مقتل أسامة بن لادن تشير إلى إيران، كما أن وجود قيادات القاعدة في إيران وعدم تسليم إيران لهم يدل على علاقة التنظيم بطهران، مشيرا إلى أن السجل الإيراني يحفل بضلوعها في تنفيذ هجمات في أوروبا وأسيا وأفريقيا وحتى أمريكا اللاتينية وقتل الجنود الأمريكيين والبريطانيين في العراق، كما أنها استمرت في خرق جميع القوانين الدولية.

وتطرق للشأن العراقي، وقال أن مشكلة العراق هي إيران وتدخلها في الشؤون العراقية وإدارة المليشيات الشيعية المسؤولة عن كثير من المجازر التي وقعت في العراق الذي أدى بدوره إلى تصاعد الصراع الطائفي مما أتاح المجال لتنظيم "داعش" الإرهابي أن يتنامى والتحاق كثير من أهل السنة بالتنظيم بسبب المجازر التي ارتكبت في الفلوجة وغيرها، وإذا لم يتم السيطرة على هذا الانشقاق الطائفي الذي تتزعمه إيران فلن يتم حل المعضلة العراقية.