الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى يوم الاستقلال.. سفير طاجيكستان بالقاهرة في حوار لـ"صدى البلد" : الأزهر الشريف منارة الإسلام الصحيح .. صور

صدى البلد

  • لا ننسى أن مصر كانت من أولى دول العالم التي اعترفت بنا بعد الاستقلال الوطني عام 1992م
  • مصر من أهم المقاصد السياحية المعروفة بالعالم.. وسائحو طاجيكستان يرغبون في زيارة آثارها
  • هناك رجال أعمال مصريون يستثمرون في طاجيكستان في تصنيع الأدوية وبناء العقارات
  • نفخر بأن العلماء "ابن سينا والبيروني والبخاري وأبو حنيفة والزمخشري والترمذي" من أصل طاجيكي

تحتفل سفارة طاجيكستان بالقاهرة غدا الخميس بذكري الاستقلال, حيث نالت طاجيكستان استقلالها الوطني بتاريخ 9 سبتمبر 1992م بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق, وسرعان ما دخلت الحرب الأهلية حتى سنة 1997م,حيث تم في موسكو توقيع اتفاقية الوفاق والمصالحة الوطنية ومنذ ذلك الحين بدأت الأوضاع تعود إلى حالتها الطبيعية واستتب الأمن والاستقرار في كافة أنحاء طاجيكستان.

وفي حواره مع "صدى البلد" بهذه المناسبة ، قال السفير خسرو ناظري سفير طاجيكستان بالقاهرة ان علاقاتنا مع مصر تمتاز بالصداقة وحسن التعاون المثمر في مجالات مختلفة, ونتمني مزيدا من التطور وتعزيز تلك العلاقات الثنائية,ونحن لا ننسي ان مصر كانت من اولى دول العالم التي اعترفت بنا بعد أن نالت طاجيكستان استقلالها الوطني بتاريخ 9 سبتمبر 1992م وأصبحت لها سيادة علي أراضيها..إلي الحوار..
  • ما تقييمك للعلاقات المشتركة بين طاجيكستان ومصر حتى الان؟
منذ استقلالنا عام 1992 قامت علاقات دبلوماسية واقتصادية بين مصر وطاجيكستان, ومنذ ذلك الوقت نشاهد تطور علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات, وقد تم تبادل الزيارات بين البلدين,ومنها الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان لمصر في فبراير 2007،حيث تم عقد القمة الطاجيكية المصرية بالقاهرة

وحينها تم التوقيع علي حزمة اتفاقيات للتعاون في مجالات مختلفة,وتم تأسيس اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني والعلمي بين الحكومتين,وهذه اللجنة كانت بمثابة آلية مهمة لتعزيز التعاون الثنائي وانعقدت جلستها الاولي في العاصمة دوشنبه يناير 2009,وتطرقت اللجنة حينها للموضوعات المهمة في العلاقات الثنائية.

واتفق الطرفان علي انعقاد جلستها الثانية في القاهرة, لكن الظروف التي مر بها العالم العربي ومصر بالذات أدت لتأخر انعقادها,وبعد عودة الاستقرار لمصر ورجوعها لمسارها السليم نتمني ان ينجح الطرفان في تحديد موعد انعقاد الجلسة المشتركة للجنة, وفي العام الماضي شهدنا تطورا مهما في علاقتنا الثنائية, حيث تمت مبادلة رسائل ببن زعيمي البلدين مما يؤكد رغبة واستعداد البلدين الصديقين للمضي قدما للإرتقاء بالعلاقات الثنائية لمستوي الشعبين الصديقين بما فيه الخير والمنفعة والخير المشترك للبلدين والشعبين.
  • ماذا عن حجم التبادل التجاري؟
التعاون التجاري من أهم المجالات في العلاقات الثنائية بين كل بلدان العالم, وعلاقاتنا التجارية مع مصر ليست بنفس قوة العلاقات الثنائي,وهذا للأسف بسبب بعد المسافة بين مصر وطاجيكستان وهو بلد ليس له موانئ علي بحور, كل هذا مثل معوقات في تطوير العلاقات التجارية بين البلدين.

ورغم ذلك لدينا إصرار علي تطوير التجارة وتعظيم حجمها بين البلدين ,حيث إن حجم التجارة بين مصر وطاجيكستان العام الماضي بلغ 6 ملايين دولار أمريكي,وهذا رقم ضعيف بالنسبة للعلاقات المتينة بين البلدين ولا يعكس مستوي العلاقات السياسية بينهما, واللجنة المشتركة آلية مهمة ويمكنها لعب دور كبير في تقوية العلاقات التجارية المشتركة,وفي العام الماضي كانت واردات مصر لطاجيكستان أدوية وأثاثا,كما أن طاجيكستان لديها منتجات يمكن استيرادها لمصر.

وطاجيكستان دولة زراعية ولدينا صناعة وإنتاج ألومنيوم حيث نمتلك أكبر معمل في آسيا الوسطي لإنتاج الألومنيوم,كما أننا لدينا صناعة المنسوجات,خاصة أن أساليب الزراعة متطورة لدينا وننتج القطن عالي الجودة ونسميه القطن المصري,لأننا أيام الإتحاد السوفيتي استوردنا بذور القطن من مصر لزراعته عندنا خاصة مع تشابه الظروف المناخية المناسبه له,وبعد ذلك قمنا بتطويره بأساليبنا ولذلك نسميه القطن المصري,كما أننا ننتج الفواكه والخضراوات ولها سوق كبير في روسيا وبلدان أخري.

وهناك ضرورة لتبادل الوفود التجارية والمستثمرين ورجال الأعمال بين الطرفين,وذلك لإطلاع كل جانب علي إمكانيات البلد الأخر وفرص الإستثمار فيه, والسفارة مستعدة في أي وقت لتقديم المساعدة لرجال الأعمال والمستثمرين من مصر وطاجيكستان في سبيل تقوية العلاقات التجارية والإستثمارات المشتركة, خاصة انه لا توجد استثمارات طاجيكية في مصر,في حين أن هناك عددا من رجال الأعمال المصريين لديهم استثمارات قائمة بالفعل في طاجيكستان خاصة في مجالات تصنيع الأدوية والعقارات,وهناك مستثمر مصري ساهم في إنشاء البرج السكني بالعاصمة,ودور السفارة أساسي في ذلك,حيث نرسل بشكل منتظم تقاريرنا للعاصمة دوشنبه لنعرف رجال الأعمال والمستثمرين في طاجيكستان بفرص الاستثمار في مصر.
  • ماذا عن التعاون المشترك في المجال الديني مع الأزهر ووزارة الأوقاف؟
نحن نؤكد دور الأزهر الشريف في العالم الإسلامي والذي بمثابة منارة الإسلام الصحيح السمح والقيم الأصيلة,وحكومة جمهورية طاجيكستان تقيم علاقات التعاون مع الأزهر الشريف,وفي عام 2009 أعلن رئيس طاجيكستان عام الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان,وعقدت لذلك احتفالات رسمية شاركت فيها الدول الإسلامية,ومنها مصر التي شاركت بوفد كبير جدا من شيوخ وعلماء الأزهر الشريف,وكان رئيس الوفد حينها الإمام الأكبر الراحل محمد سيد طنطاوي.

وحينها تم عقد لقاء بين شيخ الأزهر ورئيس طاجيكستان خلال المؤتمر,وهذا يؤكد متانة وعمق العلاقات بين طاجيكستان والأزهر الشريف,واعتراف بدوره كمنارة مهمة للإسلام التي تحارب الإرهاب والأفكار المغلوطة والتطرف,وهو ما يحتاجه العالم الإسلامي في الوقت الحالي,وهناك 700 طالب طاجيكستاني يدرسون في الأزهر في عدة تخصصات مختلفة.
  • كيف يمكن للبلدين في إطار التعاون المشترك مواجهة الأفكار المتطرفة؟
نحن رحبنا بإعلان الأزهر محاربة الأفكار المغلوطة والتطرف الديني ومجهوداته في ذلك,كما نثمن مبادرة الرئيس السيسي ودعوته لتصويب الخطاب الديني, حيث إن العالم يرحب بجهود الأزهر في هذا الإطار,ولا بد من التعاون بين الدول الإسلامية في تصويب الخطاب الديني وإنكار الأفكار المغلوطة ومواجهتها, كما رحبنا بمبادرة دار الإفتاء المصرية لتأسيس سكرتارية واتحاد عام لكل دور الإفتاء في الدول الإسلامية لمواجهة الفتاوي العشوائية.
  • كيف ترى مشاركة عشرات من شباب الدبلوماسيين الطاجيك فى الدورات التدريبية بمعهد القاهرة للدراسات الدبلوماسية في السنوات الماضية؟
نحن نشكر الجانب المصري علي ذلك خاصة معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة لخارجية المصرية,وأنا عن نفسي تشرفت بزيارة مصر عام 1997 وشاركت في دورة دبلوماسية به, حيث إن الدورات التدريبية المصرية من أكثر الدورات الدبلوماسية شهرة وجذبا بين الدبلوماسيين الطاجيك,حيث أنها توازن بين الجانب التدريبي والتعليمي والدبلوماسي,وبرنامج لزيارة الأثار والأماكن التاريخية في مصر والمقاصد السياحة مثل شرم الشيخ والغردقة,لذلك تلك الدورات مشهورة في طاجيكستان,ونشكر الخارجية والمعهد علي ذلك,كما نشكر الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية التي تعمل علي تدريب المتخصصين من الدول المختلفة,ولدينا من شاركوا في دوراتها خلال السنوات الماضية.
  • الأحداث التي شهدتها مصر السنوات الماضية تسببت فى تعليق اتفاقيات تعاون بين مصر وطاجيكستان..هل الظروف حاليا مهيأة لعودتها مرة أخرى؟
بين مصر وطاجيكستان حتي الآن تم توقيع 8 اتفاقيات و6 منها خلال زيارة رئيس طاجيكستان لمصر 2007 ,حاليا هناك 10 مشاريع لاتفاقيات جديدة محل دراسة بين البلدين في مجالات مختلفة, والسنوات الماضية التي كان بها عدم استقرار في الشرق الأوسط ومصر,كان لها تأثير سلبي في تنفيذ تلك الإتفاقيات المبرمة بما فيها تأخير انعقاد الجلسة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني.

وبعد عودة الاستقرار لمصر نتوقع انعقادها في المستقبل, ومن تلك الاتفاقيات الموقعة في 2007 في الثقافة والتعليم والطاقة ومكافحة الجرائم والصحة وتصنيع الأدوية,وبعضها تم تنفيذه خاصة في الصحة والأدوية,حيث قام وزير صحة طاجيكستان بزيارة لمصر في 2010,وعلي أساس تلك الإتفاقية بدأنا نستورد الأدوية المصرية لطاجيكستان, كما أن مستثمرين مصريين ساهموا في إنشاء مصانع أدوية في طاجيكستان, كما أنه بناء علي اتفاقية التعليم يدرس كثير من الطلاب الطاجيك في جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر.
  • هل التبادل الثقافي يشغل حيزا من الاهتمام بين البلدين؟
حكومة طاجيكستان ومصر وقعتا اتفاقية تعاون ثقافي في 1996 عقب سنوات قليلة من استقلال طاجيكستان وهي اتفاقية مهمة,خاصة أنه توجد قرابة بين ثقافة شعبي البلدين,ومصر وطاجيكستان جزء مهم من حضارات العالم ولهما إسهامات كثيرة في إثراء الحضارة الإسلامية,وتكفي الإشارة إلي علماء كبار نفخر بهم من أصل طاجيكي منهم ابن سينا والبيروني والإمام البخاري وأبو حنيفة والزمخشري والترمذي.

كذلك هناك أحمد الفرغاني الذي أنشأ مقياس النيل في الروضة,وفي القرن 11 زار مصر والقاهرة عالمنا ناصر خسرو أيام الخلافة الفاطمية ومكث في القاهرة 3 سنوات,وإستقبله المستنصر بالله وله كتاب"سفرنامة"والذي تمت ترجمته للعربية,ويعد هذا الكتاب من أهم مصادر دراسة الحياة الإجتماعية في زمن الفاطميين.

والراوبط الثقافية بين البلدين كثيرة وهي فرصة لتطوير العلاقات القافية,وضمن مشاريع الإتفاقيات الجديدة التي تتم دراستها مشروع مذكرة تفاهم تعاون ثقافي بين وزارتي الثقافة, وهذه المذكرة تحدد آليات تطبيق إتفاقية 1996 من تنظيم احتفاليات فنية وثقافية مشتركة وإقامة معارض.

وربما بعد توقيع المذكرة يمكن أن نستفيد من تبادل الوفود الثقافية بين البلدين وتعريف كل شعب بثقافة الآخر,خاصة أنه منذ 1996 لم تقم أي فعاليات ثقافية وكل طرف له أسبابه,وعلينا بذل جهد أكبر لتفعيل التعاون الثقافي خاصة مع وجود جذور حضارية مشتركة,حيث إن الثقافة تفعل وتدعم الاتفاقيات الأخري ,ونحن نلمس من الجانب المصري دعم التعاون الثقافي المشترك.