الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالمستندات.. كراسات وكشاكيل «مغشوشة» في الأسواق.. مصانع «بير السلم» تنشط استعدادا للموسم الدراسي.. وخبراء يكشفون أبرز مواصفات المنتجات غير المطابقة

صدى البلد

  • ضبط 30 طن ورق غير مطابق و60 ألف كشكول مغشوش قبل الموسم الدراسي
  • وزن الورق 50 جراما ويشترط كتابة عضوية الشعبة ورقم التسجيلة على الغلاف
  • الكراس المغشوش مصنع من ورق جرائد معاد تدويره وغير مطابق
  •  180 ألف طن حجم إنتاجنا من الورق ونستورد 220 ألف طن سنويًا
  • 18 مليون طالب يستهلكون قرابة 600 مليون كراس وكشكول
  • كراس الجرائد سهل التمزق ورائحته كريهة ولونه رمادى وخطوطه باهتة
  • الكراس الرديء يصنع بورش المحافظات النائية بعيدا عن الرقابة
شملت جهود الإدارة العامة لمباحث التموين، العديد من الحملات التفتشية على مستوى الجمهورية لضبط جميع المطابع ومنافذ البيع لمستلزمات الدراسة المخالفة، التى تنتج مستلزمات مغشوشة، قبل بدء الموسم الدراسي الجديد لعام 2016 -2107، وتم ضبط 36 قضية لمنتجات مجهولة المصدر شملت 67308 قطعة أدوات مدرسية و5000 رزمة ورق، و53 قضية لمنتجات مغشوشة ومقلدة شملت 626810 قطع أدوات مدسيىة و25000 متر ورق و1500 كرتونة ورق و30.976 طن ورق و944400 عبوة أحبار و8 مطابع غير مرخصة.

كما شملت المضبوضات 224 كرتونة ورق و24023 رول ورق، و7.200 طن ورق، و8.2350 طن ورق أيضًا، و59500 مطبوعات، و60500 كشكول وكراسة، و7180 مراكز بيع عن بعد، وذلك طبقا لمستندات رسمية حصل عليها موقع "صدى البلد" من الإدارة العامة لمباحث التموين.

مضبوطات الكراس

كان من ضمن المضبوطات 30 طن ورق مجهولة المصدر و60 ألف كراس وكشكول غير مطابق للمواصفات، وهو ما يفسره عمرو خضير، رئيس الشعبة العامة بالاتحاد العام للغرف التجارية، خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" قائلا: "الكراس والكشكول المطابق للمواصفات وزن الورق لا يقل عن 50 جراما، ويختلف في الطول والعرض طبقا للاستخدام والتصنيع، ويوجد على الغلاف رقم تسجيلة المصنع أو بيانات الشركة المستوردة وبلد المنشأ ومواصفات الكراس ورقم عضوية الشعبة".

ويضيف خضير: "أما الكراس والكشكول المضبوط من قبل مباحث التموين، فمصدره مطابع "بير السلم" غير المرخصة، ويتم استخدام ورق جرائد تمت صناعته من فضلات مصانع الورق، وهو غير صالح لصناعة ورق الكراس والكشكول، ولن تجد مصنعا مرخصا يعمل بتلك النوعية من الورق في صناعة الكراس والكشكول، ولأن المستهلك بتلك المحافظات لا يعي الاشتراطات والمواصفات الفنية لورق الكراس والكشكول، يتم التهرب والتصنيع به".

وتابع: "ورق الجرائد الطن بسعر 500 دولار، وورق الكتابة والطباعة سعر الطن 900 دولار، وهناك ورش تعمل به لأن سعر الكراس والكشكول متداول، فمن الممكن بدلا من إنفاق 500 جنيه لشراء كشكول وكراس، يدفع فقط مائة جنيه لشراء مستلزمات الدراسة من الكراس والكشكول".

ويشير إلى أن "ورق الكراس والكشكول والكتاب المدرسي إنتاج مصري بنسبة 90% من قبل شركة إدفو للب وورق الطباعة والكتابة، وهى من تورد الورق لأغلبية المطابع المرخصة العاملة في الكراس والكشكول، وشركة قنا للورق وإنتاجها أغلى من إنتاج شركة إدفو وتستخدم في إنتاج الكتاب المدرسي واستخدامات أغلبية الوزارات، وينتج المصنعان 180 ألف طن ونستهلك 400 ألف طن، ويتم استيراد البقية من الخارج".

ويوضح أن "عدد الطلاب في مصر يصل إلى 18 مليون طالب يستهلكون 600 مليون كراس وكشكول سنويا، فإن نصف هذه الكمية على الأقل تتم تغطيتها من خلال المنتجات المستوردة من بعض الدول الآسيوية كالصين، والبقية من إنتاج المطابع المصرية".

صاحب مكتبة
وللوقوف على طبيعة سوق الكراس والكشكول ونوعيته، توجهنا لصاحب إحدى مكتبات المستلزمات المدرسية بحي شبرا، ويدعى أحمد مراد، ويقول: "لا نبيع تلك النوعية من الكراس والكشكول ويطلق عليه كراس "الجرايد"، وليس لها زبون لدينا، فالزبون بحي شبرا متوسط الحال ويقبل على شراء الكراس والكشكول المصري، ولا يقوى على شراء الكراس المستورد إلا عدد قليل، لأن الأسعار ارتفعت قرابة 30% عن العام الماضي، وأغلب الأسر المصرية تقوم بشراء الكراس والكشكول بالجملة، والكشكول السلك 100 ورقة من الحجم الكبير يبدأ سعره من 6 جنيهات، والصغير ما بين 4 و5 جنيهات، ودستة الكراسات بين 15 و18 جنيهًا، ورزمة الكشاكيل فئة 160 ورقة بنحو 65 جنيها".

ويضيف: "الكراس الشعبي هو المصري، وليس الكراس الرديء المصنع من ورق الجرائد والقمامة، وهو غير منتشر بالمكتبات ويوجد بالأقاليم، وسعر الكراس 25 قرشا والكشكول 50 قرشا، ولكنه غير مجدٍ لأنه يتمزق ولا يصلح للكتابة عليه، خاصة بالأقلام الرصاص ورائحته كريهة ولونه رمادي وخطوطه باهتة وغير واضحة".

ربة منزل
ومن أمام المكتبة تتحدث مي محمد، ربة منزل، قائلة: "نضطر لشراء الكراس والكشكول غالي السعر والمستورد أحيانا، لأن الأطفال لا يتمكنون من استعمال الكراس الرديء ويتمزق بسهولة، وهو موجود ببعض المكتبات بسعر رخيص للغاية، ولكن لا نقبل على شرائه، لأنه لونه غامق وغلافه رديء وسهل القطع والتمزق، وفي المقابل تتواجد الكراسات المصرية وهى سعرها ملائم للطبقة المتوسطة والفقيرة".

صاحب مصنع
وحول صناعة الكراس والكشكول المطابق للمواصفات، يتحدث محمد حبيب، صاحب مصنع كراس وكشكول بمحافظة الغربية، لـ"صدى لبلد" قائلا: "الكراس يصنع محليا من مصنع ورق قنا أو إدفو أو ورق مستورد، ووزنه لا يقل عن 48.8 جرام، ولكن هناك كراسا وكشكولا يصنع من ورق الكتب الجامعية، وهو ورق مصنع معاد تدويره لقصاصات وفضلات صناعة الكتب والكراس، ولكن تلك النوعية من الكراس توجد في محافظات نائية بعيدة عن الرقابة، حيث تعمل مطابع وورش بير السلم".

وأوضح: "في المصنع تتم الاستعانة بالورق المصري الفاخر ويتم التقطيع والثنى والتدبيس ثم إعادة القص وأخيرا الترافيل، حتى يخرج الكشكول والكراس بمقاساته المختلفة فى صورة منتج نهائى يتم تعبئته أو تغليفه بشكل يدوى لجميع أنواع الكشاكيل 40 ورقة وحتى 100 و150 ورقة و200 ورقة وكراسات 30 ورقة، ويوضع على الغلاف رقم تسجيل المصنع ورقم عضوية شعبة الورق، ووزن وطول وعرض الورقة ونوع غلاف الكراس والكشكول ونوع خامة الورق".

عيوب المغشوش
وأضاف: "ورق الكراس المعاد تدويره، له عيوب كثيرة، فله رائحة كريهة وملمسه خشن وخطوط الطباعة غير واضحة ولونه رمادى غامق لا يصلح للمذاكرة والكتابة، ولهذا يستخدم فقط في صناعة كتب الجامعة والجرائد والمجلات، وغير مصرح بصناعة الكراس والكشكول به، ولكن سعره لا يتعدى نصف سعر الكراس المطابق للمواصفات، وهو سبب إقبال بعض الفئات عليه".

وكشف: "تعمل أغلب المطابع بالمحافظات ولا يتم تحرير غرامات ومحاضر العمل لها، رغم كونها مخالفة للاشترطات الفنية ولم تحصل على ترخيص أو موافقة أمنية أو اشترطات دفاع مدني وبيئة وغيرها، وجميع أصحابها يعتمدون على الإكراميات والرشاوى لموظفي الأحياء، رغم تقليد بعضهم لماركات عالمية، وطباعة كتب جامعية وكتب خارجية، وهو مخالفة صريحة للقانون".

حجم الاستثمار
حجم استثمارات صناعة الورق فى مصر بـ7 مليارات جنيه مصرى عبر 80 مصنعا متخصصا فى إنتاج الورق، يقدر الإنتاج العالمى من الورق بما يقرب من مائتى مليون طن سنويا، وتنتج الولايات المتحدة الأمريكية وكندا حوالى 50% من إنتاج العالم من لب الخشب وحوالى 40%من إنتاج العالم من الورق.

مستورد كراس وكشكول

ويحكي عبد المنعم فخري، مستورد للكراسات، قائلا: "هناك حالة من الظلم لمستوردي الكراس والكشكول، وأغلبية التجار يظنون أننا نتعمد رفع الأسعار، ولكن هناك عقبات كثيرة، ومنها ارتفاع سعر الدولار وارتفاع سعر الورق عالميا، وعقبات جمركية جديدة تم استحداثها مثل زيادة عدد المستندات المطلوبة للإفراج على الشحنات، وزيادة مدة الانتظار فى الموانئ بسبب نقص الدولار، وهو ما يؤدى إلى زيادة الأسعار على المستهلكين فى النهاية، والمشكلة الأكبر في التجار ممن يقومون برفع الأسعار وغياب الرقابة سبب رئيسي في ذلك، وزادت الأسعار 20% بالنسبة للاستيراد، ويتم الاستيراد من ماليزيا وسنغافورة وإندونسيا والصين وتركيا، والإقبال على الكراس الصينى لانخفاض سعره".

شعبة الأدوات المكتبية
وصرح أحمد أبو جبل، رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، بأن إجمالى استيراد مصر من الأدوات المكتبية من الخارج يصل إلى 60٪ من إجمالي حجم الاستهلاك، وأسعار الكشكول المحلى من 2 إلى 10 جنيهات والمستورد ما بين 5 و30 جنيها، وأبرز الدول التى يتم استيراد الأدوات المكتبية منها الصين والهند وإندونيسيا وفرنسا".

وقال أبو جبل: "ونستهلك سنويا حوالي 600 مليون كراسة وكشكول بما يعادل 20 مليون طن ورق، بتكلفة 2 مليار جنيه سنويا، وهناك رقابة صارمة على الكراس والكشول المستورد ولا يتم الإفراج الجمركي، إلا إذا كانت الأوراق سليمة ومطابقة للمواصفات".