الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى رحيل رياض السنباطى..عرف بـ "رحالة الموسيقى العربية" ولقب بـ "بلبل المنصورة" وقدم ألف معزوفة موسيقية و52 لحنا للسينما

صدى البلد

عين أستاذا للعود وهو لا يزال طالبا..وقال عن كوكب الشرق أم كلثوم إنها كانت "قصة حياته"
قدم ألف معزوفة موسيقية و52 لحنا للسينما وشارك فى تمثيل فيلم واحد فقط
رأت لجنة التحكيم أن مستواه يفوق مدرسي معهد الموسيقى فقرروا تعيينه أستاذا للعود
الموسيقار العربي الوحيد الذى حصل على جائزة اليونسكو


اليوم ذكرى رحيل الموسيقار والملحن المتميز رياض السنباطي، أو كما كان يطلق عليه "بلبل المنصورة"، لحن "السنباطي" ما يقرب من 52 عملا موسيقيا، ويعتبر فيلم (حبيب قلبي) أول ظهور سينمائي للملحن الراحل الكبير والاخير له ايضا، حيث أكد "رياض" انه لم يفكر في تكرار تجربته السينمائية الوحيدة برغم نجاحها، وعلق قائلا "لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي".

ولد "محمد السنباطي" بمدينه فارسكور بمحافظة دمياط، كان والده مقرئا تعود الغناء في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة، لم يتفوق في الدراسة صغيرًا و شغف بالموسيقى والغناء منذ سن مبكرة جدًا.

تعرف والده الشيخ (محمد) على الموهبة المبكرة في ولده فشجعه واصطحبه معه فى فرقته الموسيقية، لم تطل إقامة الشيخ (محمد السنباطي) الكبير في فارسكور، فنزح إلى مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية وألحق ابنه بأحد الكتاتيب، ولكنه لم يكن مقبلا على الدروس والتعليم بقدر إقباله وشغفه بفنون الموسيقي العربية والغناء.

تشاء الأقدار أن يصاب الفتى الصغير (محمد رياض السنباطي) بمرض في عينيه يحول بينه وبين استمراره في الدراسة، وأن يتزامن ذلك في وقت قريب مع إستماع والده له وهو يغني أغنية (الصحبجية) للشيخ (سيد درويش) على العود عند نجار هرب إليه من مدرسته.

أظهر رياض استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول، وقد استمع الشيخ سيد درويش لرياض فأعجب به إعجابا شديدًا وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرص أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته.

في عام 1928 كان قرار الشيخ السنباطي الاب بالانتقال إلى القاهرة مع ابنه، الذي كان يرى انه يستحق أن يثبت ذاته في الحياة الفنية، مثله مثل أم كلثوم التي كان والدها صديقا له قبل نزوحه إلى القاهرة، تقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية، ليدرس به فاختبرته لجنة من جهابذة الموسيقى العربية في ذلك الوقت، إلا أن أعضاءها أصيبوا بنوع من الذهول، حيث كانت قدراته أكبر من أن يكون طالبًا لذا فقد أصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذا لآلة العود والأداء.

لم تستمر مدة عمله بالمعهد إلا ثلاث سنوات، قدم استقالته بعدها حيث كان قد اتخذ قراره بدخول عالم التلحين، وكان ذلك في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عن طريق شركة أوديون للاسطوانات التي قدمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة ومنهم (صالح عبد الحي)، (نجاة علي)، (عبد الغني السيد) و(رجاء عبده).

بحلول منتصف ثلاثينيات تعرف "السنباطي" على هرم الغناء العربي (أم كلثوم) لتبدأ بينهما رحلة طويلة عدها العديدين أعظم شراكة موسيقية عربية حدثت على الإطلاق, شراكة قدما خلالها أعمالًا خُلدت في تاريخ الموسيقى والغناء العربي، ويعد العديد من النقاد أغنيتهما (الأطلال) هي أفضل أغنية عربية في القرن العشرين على الإطلاق، جمعت بينهما صداقة من نوع فريد، فقد تحدث بعد وفاة أم كلثوم أنها كانت تأنس له كصديق بشكل خاص دونًا عن باقي الملحنين قاطبةً، ولم تنته هذه الشراكة العظيمة سوى بوفاة (أم كلثوم) عام 1975، قال عنها (السنباطي) ببساطة:"أم كلثوم هي قصة حياتي".

يعد (السنباطي) هو الموسيقي العربي الوحيد الذى نال جائزة اليونسكو العالمية عام 1977، بإعتباره "الموسيقي المصري الوحيد الذي لم يتأثر بأية موسيقى أجنبية وأنه استطاع بموسيقاه التأثير على منطقة لها تاريخها الحضاري" بحسب تقديم الجائزة، و أحد خمسة موسيقيين فقط نالوا هذه الجائزة على فترات متفاوتة.

وكانت هذه الجائزة هي التتويج لمجموعة آخرى من الجوائز مثل (وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964)، (وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات) وغيرها.

اخيرا، رحل الموسيقار والملحن (النابغة) رياض السنباطي عن دنيانا في العاشر من سبتمبر عام 1981 .. ليسدل الستار على مشوار أحد أعظم وأشهر موسيقي عرفته مصر والعالم العربي.