الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملايين الألسنة تلهج بتكبيرات العيد.. الإفتاء: سنة عن الرسول وليس لها صيغة معينة.. والبحوث: تنتهي رابع أيام «الأضحى»

صدى البلد

  • ملايين المسلمين يؤدون صلاة عيد الأضحى
  • البحوث الإسلامية:
  • التكبير في العيدين سنُة عن الرسول الكريم
  • الإفتاء:
  • الشريعة الإسلامية لم تذكر صيغة معينة في تكبير العيد
  • صيغة تكبير المصريين في العيد صحيحة وليست بدعة

أدى المسلمون صباح اليوم الاثنين، صلاة عيد الأضحى المبارك، ولهجت ملايين الألسن من جميع الدول الإسلامية بكتيرات العيد، مكبرين وحامدين يرجون من الله الرحمة والمغفرة.

وامتلأ أكثر من 5 آلاف ساحة ومسجد بالمصلين في مصر، وتجمع عشرات الآلاف من المسلمين فى مسجد "لاكيمبا" الواقع في غرب مدينة سيدني الاسترالية.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أنه احتشد نحو 30 ألف شخص في ساحات المسجد والمناطق المحيطة به، تسبب في إغلاق الطرق خارج "لاكيمبا" لعدة ساعات، وقال متحدث باسم الشرطة في سيدني إنه تم إغلاق طريق واحد لحوالي 4 ساعات، مع نشر وحدات إضافية من الشرطة لتنظيم حركة المرور المؤدية إلى طريق "بانشبول".

ويرصد «صدى البلد» في هذا التحقيق، وقت تكبير العيد وانتهائه، والصيغ المستحبة فيه، ولماذا يرفض المتشددون تكبيرات المصريين.

وقت التكبير

أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن التكبير في العيدين سنُة لقوله تعالى «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» [البقرة: 185].

وأوضح «الجندي» لـ«صدى البلد» وقت التكبير بأنه في عيد الفطر يبتدئ من رؤية هلال شوال أي بغروب شمس آخر يوم من رمضان قال ابن عباس: «حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا» وينتهي التكبير في الفطر بخروج الإمام إلى الصلاة.

وأشار إلى أن التكبير في عيد الفطر يكون مطلقًا غير مقيد بمكان، فيكبر في السوق وفي الطريق وفي البيوت والمساجد ونحو ذلك، وأما الأضحى فالتكبير فيه مطلق ومقيد، فالمقيد يكون دبر الصلوات، من صلاة الصبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق رابع أيام العيد، والمطلق في جميع الأوقات ولا يخص بمكان، فيكبر في السوق وفي الطريق ونحو ذلك.

ولفت إلى أن زمن التكبير في عيد الأضحى من أول هلال ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، لقوله تعالى: «لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ»الحج: 28، موضحا أن الأيام المعلومات هي أيام العشر، والمعدودات هي أيام التشريق، وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى، وقال القرطبي: «وقد روي عن ابن عباس أن المعلومات العشر، والمعدودات أيام التشريق،وهو قول الجمهور».

وألمح إلى أن صيغة التكبير في العيدين الأمر فيها واسع، ومن الصيغ المستحبة أن يقول: «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد».

صيغ التكبير

قالت دار الإفتاء إنه لم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».

وأضافت الإفتاء أن الأمر في صيغة تكبير العيد على السَّعة؛ لأن النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: «وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ» [البقرة: 185]، مؤكدة أن الْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشَّرع.

صيغة تكبير المصريين

وبيّنت أنه درج المصريُّون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا".

ونبهت على أن هذه صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها في كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى-: "وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".

وشددت على أن زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع؛ فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.

ليست بدعة

وذمت من ادعى أن قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدع فهو إلى البدعة أقرب؛ لأنه تحجَّر واسعًا وضيَّق ما وسعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، مضيفة: «ويسعنا في ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهيُ من نهى عن ذلك غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه».

معنى التكبير

أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن التَّكبير هو التَّعظيم، والمراد به في تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة "الله أكبر" كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئا من النقص.

واستطردت: "ولذلك شُرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد".

وألمحت إلى أنه يُندب التكبير بغروب الشمس ليلتي العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل؛ إظهارًا لشعار العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.