الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«ويبقى الحال على ما هو عليه».. الدبلوماسية الأمريكية الروسية تتعثر في فخ قنابل القصف فوق حلب.. روسيا: المطالبة برحيل الأسد انتهاك لقرار مجلس الأمن.. أمريكا:المباحثات مع موسكو حول سوريا لم تحرز تقدما

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

  • أمريكا: تقدم زهيد على مستوى المباحثات مع موسكو
  • روسيا: لا حل عسكري للأزمة في سوريا بينما مساعدتنا لها قانونية
  • وألمانيا تحذر: فشل الجهود الحالية لاحتواء أزمة حلب.. لن يُنجح أي حل سياسي في سوريا
روسيا والولايات المتحدة، ومفاوضات دبلوماسية متعثرة بشأن الأزمة السورية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خرجت دون علامات إيجابية تذكر على مستوى إحراز أي تقدم على مستوى القضية.

الطرفان ركزا على إعادة بناء اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، والذي انهار حول حلب بفرض حصار على المدينة.

وتتهم «واشنطن» و«موسكو» تتهمان بعضهما البعض بالتقصير في كبح جماح قوات الحكومة السورية والجماعات المتمردة، على حد سواء.

ووفقا لصحيفة «ذا جارديان»، نقلا عن تصريحات لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فإن «أي هدنة، سبعة أيام، أو ثلاثة أيام، سيكون لا معنى لها؛ لأنه على سبيل المثال فيما يجري بعد 12 سبتمبر، عندما تم فرض الوثيقة - 350، لم تتوقف الهجمات التي تشنها المعارضة، قريبة الصلة بجيش النصرة، ضد القوات الحكومية وأماكن إعاشة مسئوليها»

وقال «لافروف» في مؤتمر صحفي، عقده، أمس، عقب إلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن روسيا لم تتحدث أبدا عن خطة البديلة بشأن التسوية السورية؛ معللا بأنه «لا حل عسكري للأزمة في البلاد»، مضيفا أن نظيره الأمريكي جون كيري أيضا مقتنع بوجهة النظر تلك.

وأفاد «لافروف» في الوقت ذاته، بأن «بعض أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا منعوا تعزيز هذا المبدأ بجملة واحدة» خلال الاجتماع الذي عقد في نيويورك، يوم الخميس الماضي.

وأكد «لافروف» أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد تعتبر انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي، مضيفا: «لا يمكننا صرف النظر عن تقويض مجموعة من ممثلي سوريا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحدد بكل وضوح عملية وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة».

ودعا الوزير الروسي إلى التمسك بقرار مجلس الأمن بدلا من الإصغاء إلى رغبات بعض الأطراف المتفاوضة. قائلا: «هذه المجموعة تقول إنها لن تشارك في المفاوضات ما لم يتقرر مصير الأسد، وهو انتهاك سافر للمبادئ المثبتة في نص قرار مجلس الأمن الدولي».

وأكد «لافروف» المساعدة الروسية القانونية التي قدمتها «موسكو» لدمشق، والتي قال إنها أسهمت في عدم انهيار الدولة السورية.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن محاولات الربط بين فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في سوريا من جهة، وحظر طلعات الطيران الحربي الحكومي في أجواء البلاد غير مقنعة ومصطنعة.

وقال «لافروف» إن الدور الحاسم في التأثير على المجموعات المقاتلة في سوريا، هو لدول التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الجميع يتصور تقريبا من هو من أعضاء التحالف الذي يملك تأثيرا على هذه المجموعات أو تلك. إن الصورة واضحة، وكل ما في الأمر هو إعطاء أوامر لها والكف عن دعمها ما لم تبتعد عن مواقع الإرهابيين، وهذا الشيء لا يحدث.

وأضاف وزير الخارجية الروسي: "لذلك نحن نريد أن نرى أي علامة من شأنها أن تثبت أن التحالف لديه تأثير على أولئك الذين هم على الأرض يواجهون الحكومة، بينما تصر روسيا على أنها لم تشهد أدلة على أن الغرب قادر على وقف القتال".

واختتم وزير الخارجية الروسي، حديثه بقوله إن «التقويض السافر للعملية السياسية من قبل بعض ممثلي المعارضة في الخارج مع تساهل رعاتهم ينعكس سلبيا على سمعة الأمم المتحدة، ويحمل على التفكير في أن يكون سبب ذلك في السعي إلى خلق ذريعة لمحاولة تغيير النظام السوري».

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في ختام لقائه نظيره الروسي، سيرجي لافروف، أمس، الجمعة، في نيويورك، إن المباحثات المشتركة لم تسفر إلا عن تحقيق «تقدم زهيد» على مستوى المباحثات حول سوريا.

وقال كيري: "التقيت الوزير «لافروف» وتبادلنا بعض الأفكار، وحققنا تقدما ضئيلا، ونقوم بتقييم بعض الأفكار المشتركة بطريقة بناءة".

وبحث الوزيران الروسي والأمريكي خيارات استئناف نظام الهدنة في سوريا، بينما أجرى لافروف وكيري ثلاثة لقاءات سابقا على هامش الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما عقدت مجموعة دعم سوريا التي تشترك في رئاستها روسيا والولايات المتحدة اجتماعين، غير أن جميع هذه المباحثات حول تسوية الأزمة السورية لم تسفر عن نتائج ملموسة.

من جانبه، علق وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، على ملف الأزمة السورية، قائلا: «إن الأمر ينطبق كذلك على القوى الروسية من جهة إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بوقف إطلاق النار، فالأمل الذي بدا من خلال تأكيد قرار وقف إطلاق النار، الاسبوع الماضي، اختفى بعد الهجوم المميت، على عمال الإغاثة الإنسانية قبل بضعة أيام».

ويضيف أن «اليوم، الوضع لا يمكن أن يكون أكثر جدية، ويجب أن يتوقف سلاح الجو التابع للأسد عن الهجمات التي يشنها»، محذرا من أنه «في حالة عدم نجاح كل الجهود لإيجاد حل سياسي في سوريا فلن ننجح في وقف وابل من القنابل من سماء سوريا».

وتابع: «في اعتقادي أن موسكو لديها أيضا مسئولية المساعدة في تحقيق ذلك، والأمم المتحدة، وعلى أرض الواقع يبدو أن السوريين انتصروا عسكريا وهم مقتنعون بما في متناول أيديهم، وفي مثل هذه الحالة لا بد من التوصل إلى حل دبلوماسي، ينهي عذاب سوريا».