الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطب الجمعة.. وزير الأوقاف: عقوبة سماسرة الهجرة غير الشرعية تعادل القتل شبه العمد فقهيا.. وخطيب بالدقهلية: على المسلمين هجرة الكسل وتطبيق المواطنة

أرشيفية
أرشيفية

  • جمعة: الهجرة تحول إيجابي نحو البناء والتعمير وكريم الأخلاق
  • خطيب الجامع الأزهر: الهجرة النبوية لها دور عظيم في بناء المجتمع

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن كل من تسبب في قتل وهلاك الناس داخل إطار الهجرة غير الشرعية، ينطبق عليهم فقهيًا حُكم القتل شبه العمد.

وأوضح «جمعة» خلال خطبة الجمعة اليوم وعنوانها: «الهجرة تحول إيجابي نحو البناء والتعمير وكريم الأخلاق، ولا مجال للهجرة غير الشرعية في الإسلام»، أن كل من تسبب في القتل والهلاك، تحت مُسمى الهجرة غير الشرعية ينطبق عليه فقهيًا القتل شبه العمد، وليس الخطأ، لأنه يحمله على سفن متهالكة أو حمولة تعرضه للهلاك، بما فيه مُخاطرة.

وأضاف أن القتل شبه العمد فيه دية مغلظة، وعقوبة مشددة، مؤكدًا أن هؤلاء الذين يتاجرون بمعاناة الشباب أشد جرمًا وإثمًا ومُخالفة شرعية من المهاجرين، فكل ما يتقاضاه السماسرة أو التجار أو الناقلون أو المسهلون فهم يأكلون في بطونهم نارًا.

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الإسلام لا يجيز التحايل ولا التلاعب، لا على الشرع ولا على ما ارتضاه الناس مما ينظم أمور حياتهم.

وأضاف أن ما يُسمى الهجرة غير الشرعية، هي غير شرعية وغير مشروعة، فهي مُخالفة للشرع والقانون، وذلك من عدة جوانب، أولها أنها خروج على رأي ولي الأمر سواء كان رئيسًا أو قانونًا أو دستورًا أو ما نحوه، مشيرًا إلى أن القوانين يجب أن تُحترم طالما لم تحل حرامًا أو تُحرم حلالًا، وتحافظ على حياة الناس، فاحترامها جزء من الدين والشرع.

وتابع: "وثانيها أن هؤلاء يُخاطرون بحياتهم وهو ما يُخالف قوله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» الآية 195 سورة البقرة"، منوهًا بأنه حتى من نجا منهم يعرض نفسه إلى الذل والمهانة، والتي نهى عنها النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «لَا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ».

وأوضح «جمعة»، خلال خطبة الجمعة اليوم وعنوانها «الهجرة تحول إيجابي نحو البناء والتعمير وكريم الأخلاق، ولا مجال للهجرة غير الشرعية في الإسلام»، أنه لا يجوز الخروج على القوانين المنظمة التي ارتضاها الناس لتنظيم شئونهم وأقرتها مجالسهم النيابية والتشريعية عليها حتى لو كان في بعضها تقييد للمباح والمصلحة العامة، فرأي الحاكم يُقيد المباح.

كما ألقى الشيخ محمد زكي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، حيث دار موضوعها عن "الهجرة النبوية والدروس المستفادة منها".

وقال «زكي»خلال خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، إنَّ الهجرة النبوية كان لها دور عظيم في بناء المجتمع المسلم على القيم الفاضلة، والمثُل العليا، وأنَّ هذه الذكرى العطرة تدعونا جميعًا إلى تقوية الصلة بالله والتضحية والإيثار من أجل تحقيق الهدف.

ولفت إلى أنَّ النبي ﷺ ضرب أروع الأمثلة في التعايش مع أصحاب الديانات الأخرى، مُذكِّرًا بقول الله تعالى: " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

وأوضح خطيب الجامع الأزهر أنه يجب تقوية روابط الأخوة في الأوطان، ومواجهة التحديات المعاصرة، والاستفادة من العلم وزيادة الإنتاج، والتعاون ونشر التسامح والسلام بين النَّاس، وسد حاجة الفقراء مستشهدًا بقول النبي ﷺ " مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ".

وأكد أنَّ الأمة بحاجة مُلحَّة إلى الاستفادة من دروس الهجرة النبوية، مشيرًا إلى أنَّ المسلمين الأوائل صنعوا تاريخًا مشرفًا مع رسولنا الكريم، وهو ما يوجب على الأجيال الحالية استلهام روح آبائهم وأجدادهم لتقديم نموذج حضاري متميز من خلال العلوم الدينية والدنيوية واستخدام التكنولوجيا الحديثة والتَّماشي مع روح العصر.

وقال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، إن أى دولة لم تتقدم إلا بتطبيق المواطنة، فهى صمام الأمن والأمان للأوطان، فانظروا إلى دولة مثل الهند فيها عقائد وآلهة شتى، ومع ذلك يعيشون على أرض واحدة بقانون واحد وأمريكا بها من كل سكان العالم والكل يعيش بقانون واحد.

وأضاف زارع، فى خطبة اليوم عن الهجرة الجديدة: "أمراضنا هى العنصرية والطائفية والمذهبية التى هى محرقة الأوطان، فالبلاد العربية وسوريا مثلا هل إسرائيل استطاعت تدمير سوريا كما دمرها أبناؤها".

وأشار إلى أن "الرسول (صلى الله عليه وسلم) طبق قانون المواطنة فى الهجرة وفقه التعايش بين سكان المدينة رغم اختلاف العقائد والأفكار، فكان فى المدينة المسلم والمسيحى واليهودى والمشرك والصابئى، وأعطى الجميع حق المواطنة والدفاع عن الوطن، فأغلى شيء للإنسان الوطن وهو ليس وثنا وليس حفنة من تراب كما يقول الجهلاء".

وأوضح أن الأمة التى تنفع البشرية متحضرة ومتقدمة، والأمة التى تستورد غذاءها ودواءها وسلاحها متراجعة حضاريا ورسولنا قال خير الناس أنفعهم للناس، ثم يشير إلى هجرة المتطرفين إلى الجماعات الإرهابية باسم الجهاد لكنه إرهاب وليس جهادا، والهجرة المطلوبة تتعلق بهجرة الكسل والتواكل إلى التوكل والعمل والبناء والتنمية.

وأكد "زارع" أن رسولنا استعان فى الهجرة بمشرك ليعطينا درسا يتعلق بكيف نستفيد فى حياتنا من أى إنسان دون النظر إلى دينه وجنسه وعرقه، وهكذا نفذ سيدنا عمر ذلك واستعان بمستشارين من بلاد فارس فى بناء دولة وأخذ منهم فكرة الدواوين والجند والمرتبات والشرطة والعملة حتى تقدمت الدولة.

وقال: "علينا ألا ننسى دور المرأة فى الهجرة، فكان لها دور بارز، حيث كانت أسماء بنت أبى بكر تنقل الطعام لأبيها وللرسول فى الغار وتموه على المشركين".

-