الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قاهر خط بارليف: فقدت ذراعى وتعلقت بالشعب المرجانية ليلة كاملة.. والشاذلي قائد المعركة الحقيقي.. وحسنى مبارك سبب الوقيعة بينه وبين السادات

صدى البلد

  • قاهر خط بارليف ابن الإسماعيلية
  • لقب بأسد سلاح المهندسين.. وقاهر بارليف الأقرب لقلبه
  • خبراء العالم شككوا في نجاحنا في إزالة الساتر الترابي
  • أصيب في المعركة مرتين وفقد زراعه
  • زارته جيهان السادات وكبار قيادات الدولة وكرمه طنطاوي في ذكرى الحرب
أكد المقاتل السابق بحرب أكتوبر 1973، إسماعيل بيومي، بالفرقة 19 مشاة سلاح المهندسين في الجيش الثالث الميداني المصري، ابن مدينة الإسماعيلية، والذي فقد ذراعه اليمنى في حرب أكتوبر المجيدة، أن خبراء العالم أكدوا صعوبة إزالة الساتر الترابي "خط بارليف"، ولو اتحدت جميع القوى العسكرية في سبيل ذلك، وهو ما كان يؤكده وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها "موشى ديان".

وقال بيومي، في حواره لـ"صدى البلد"، إنه لقب بقاهر خط بارليف وأسد سلاح المهندسن المصريين، والأول هو الأقرب إلى قلبه، مشيرا إلى أن أبناء مدن القناة نشأوا نشأة وطنية وعاصروا حروبا واحتلالات أضيفت لسجلهم التاريخي، وأن من بين الأحداث التي أكدت ثبات وبطولة أبناء القناة معركة الشرطة والفدائيين وتأميم قناة السويس وثورة يوليو جعلتهم يتشبعوا بالوطنية وخلقت لديهم قناة بمحاربة أعداء الوطن لآخر نفس لديهم.

وأضاف: "كانت مهمة فرقتنا فتح الثغرات وإزالة الساتر الترابي، وانصبت في 7 و24 أكتوبر، ورغم الإصابتين إلا أنني أصررت على استكمال أداء المهمات، وفقدت ذراعي".

وعن مهمة اقتحام خط بارليف، يقول الفدائي بيومي: "كان علينا اقتحام قناة السويس كعائق مائي وإزالة الساتر الترابي من خلال خراطيم ضخ المياه، والحقيقة تدربنا قبل الحرب بخمس سنوات على جميع سيناريوهات إدارتها في أماكن مشابهة لأرض المعركة ونفذناها بنجاح".

أضاف: "كنا نفتح ثغرات بحجم 6:10 أمتار، وكان يستغرق وقت فتح الثغرة الواحدة نحو 3 ساعات، وبعد فتح العديد من الثغرات، أصبحت مهمتنا تأمين الكبارى فى عيون موسى ولسان بور توفيق وتأمين عبور فرقتين من فرق الجيش".

وتابع: "كان يتقدمنا دائمًا فى تأمين العبور والمشاريع القادة، وهنا أذكر الشهيد أحمد حمدى الذى استشهد فى تأمين المواقع، وفى 7 أكتوبر وأثناء التأمين ضرب اللانش الذى كنا فيه بصاروخ أدى إلى إصابتى بجرح فى الرأس، وبجوار عينى، وفى الحال أمرنى القائد وقتها بالعودة ولكننى رفضت حتى أستكمل الحرب مع زملائى".

واستطرد: "واستمرت حالة التأمين حتى يوم 22 أكتوبر، الذى جاءت فيه أوامر بوقف إطلاق النار من جهتنا وتعطيل المعابر لمنع عودة الاحتلال مرة أخرى، وفى ذلك الوقت كنا نعلم أن الذى يحاربنا أمريكا وليس إسرائيل، حيث كانت تخرج علينا الطائرات الأمريكية فى السويس من طريق الجناين والشلوفة وأيضًا تحاول المدرعات والجنود العودة من خلال تلك الطرق، وهنا جاءت أوامر مرة أخرى بتنظيم أكمنة لتعطيل دخول العدو عن طريق عمل حفر برميلية، ووضع الألغام فى كل مكان نقوم بتأمينه، وبالفعل وجدنا هجومًا من العدو ولكن دمرنا عددًا كبيرًا من الدبابات، وكان لى شرف تدمير إحداها، ما أدى لتراجع الدبابات والالتفاف حولنا".

وقال: "وفى ذلك الوقت وجدت عبوة ناسفة بجوارى أدت إلى بتر ذراعى اليمنى فى الحال، وعندما رآها أحد زملائى ربطها وكان يريد أن يقف معى ولكن رفضت حتى لا يقل عددنا أمام العدو، ومكثت فى موقعى لمدة ست ساعات وعند الغروب قررت أن أعوم للجهة الشرقية بسيناء لوجود كتيبة طبية للعلاج، إلا أن العدو فاجأنى بإطلاق الرصاص، ما دفعنى إلى الاحتماء بالشعاب المرجانية".

وأضاف: "واصلت السباحة نحو نصف القنال إلا أن شدة الجرح أدت لدخولي فى غيبوبة فى الوقت الذى كانت فيه صواريخ طائرات العدو تسقط فى المياه، ما أدى لقذفى نحو الجهة الشرقية، ولكنى لم أستطع الخروج من المياه، وتوالى إطلاق الصواريخ فى المياه مرة أخرى، وهو ما جعلنى أتعلق ثانية فى الشعب المرجانية والطحالب بيد واحدة حتى صباح اليوم التالى، ولم أشعر فى ذلك الوقت بالجوع أو العطش أو النوم سوى الرغبة فى أن أعيش أرى لحظة النصر لمصر".

وأشار بيومى إلى أنه "فى 16 نوفمبر 1973، تم عقد اتفاقية لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل بقيادة عبد الغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة فى ذلك الوقت، ونصت الاتفاقية على إخراج الجرحى من السويس وتبادل الأسرى، وتم نقلى إلى مستشفى السويس، وهناك زارتنى السيدة جيهان السادات وبعض قادة الجيش وقالوا لى عايز حاجة نعملها لك؟ قلت اللى أنا عاوزه أخذته وهو النصر، وبعدها بأسبوع سافرت إلى يوغسلافيا لتركيب أطراف صناعية".

واختتم بيومى حديثه مؤكدا أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان صاحب قرار الحرب، إلا أن صاحب المعركة الحقيقي هو الفريق سعد الدين الشاذلي، مشيرًا إلى أن سبب الوقيعة بين البطلين هو الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، معرًبا عن حزنه لنهاية صاحب المعركة.