الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإفتاء تكسر شوكة الإرهاب بـ3 مقترحات.. تأهيل دولي للأئمة والمفتين.. وإنشاء مرصد عالمي.. و«وثيقة القاهرة» لعلاج مشكلات الأقليات المسلمة

صدى البلد

مرصد الإسلاموفوبيا:
المسلمون يعانون من الإسلاموفوبيا والإرهاب وعلى العالم مواجهة الظاهرتين
وثيقة الإفتاء للجاليات المسلمة تقترح حلولًا عملية وعلمية لمشكلات الأقليات
إنشاء مرصد عالمي يرصد أوضاع الأقليات والجاليات الإسلامية في الخارج
داعش تستغل ظاهرة الإسلاموفوبيا وتزايدها لتبرير أعمالها الإجرامية


أكد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، في تقرير بعنوان «الإسلاموفوبيا والإرهاب: الدائرة الجهنمية»، أن مؤتمر «التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة» الذي تعقده دار الإفتاء عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في 17 أكتوبر الجاري يسعى لكسر دائرة الإرهاب والإسلاموفوبيا الجهنمية.

وتناول تقرير مرصد الإسلاموفوبيا، العلاقة بين الإسلاموفوبيا والإرهاب وكيفية مواجهة هاتين الظاهرتين اللتين تفاقمتا في الفترة الأخيرة على مستوى العالم.

وأوضح التقرير أن ظاهرتي الإسلاموفوبيا والإرهاب تغذي كل منهما الأخرى، في دائرة جهنمية مفرغة يعاني المسلمون والعالم من آثارها، وأن مواجهتهما يجب أن تكون متزامنة وعلى نفس درجة الأهمية، يشارك فيها المسلمون، أفرادًا ومؤسسات، في الغرب والعالم الإسلامي بالدور الأهم بعيدًا عن مجرد الاعتذار الذي لا يلزمهم؛ لأن مرتكبي الإرهاب هم أفراد لا يعقل أن يُتركوا ليختطفوا أصل الدين ومستقبل الأمة.

وأشار المرصد إلى أن دار الإفتاء المصرية تواصل القيام بدورها في مواجهة ظاهرتي الإرهاب والإسلاموفوبيا؛ وذلك من خلال مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي سيصدر وثيقة القاهرة للجاليات المسلمة، حيث تقترح حلولًا عملية وعلمية لكل المشكلات التي تواجهها تلك الجاليات في الخارج.

وأضاف المرصد أن المؤتمر الدولي للإفتاء سيعلن عن إنشاء مرصد عالمي يرصد أوضاع الأقليات والجاليات الإسلامية في الخارج على مدار 24 ساعة، لمساعدة المفتين وعلماء الدين والخبراء في التعامل مع القضايا التي تخص الجاليات الإسلامية.

وأشار التقرير إلى أن الإسلاموفوبيا ظاهرة ثقافية غربية لها تاريخ قديم نتيجتها النهائية هي شيطنة المسلمين والإسلام، وهي تحمل مشاعر وتوجهات شديدة السلبية ضدهم مثل الكراهية والخوف الشك والترقب، ثم تترجم هذه المشاعر- التي أذكتها كتابات مستشرقين غير منصفين عبر قرون- إلى اعتداءات لفظية ومادية كإهانة وضرب المحجبات، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى القتل كما في حادث الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، التي قتلها متطرف ألماني عام 2009 داخل أحدى المحاكم الألمانية بعد أن وصفها بالإرهابية لمجرد أنها كانت ترتدي الحجاب.

وتابع: إضافة إلى الاعتداء على المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، وتدنيس مقابر المسلمين، ثم تأتي بعد ذلك قوانين بها تمييز ضد المسلمين كمنع بناء المآذن في سويسرا بموجب استفتاء عام بعد أن شنت وسائل الإعلام بكافة صورها من إذاعة وتلفزيون ووسائل تواصل اجتماعية حملة ضارية ضد بناء المآذن بدعوى تغيير الطابع المعماري لسويسرا.

ولفت التقرير إلى أن التنظيمات الإرهابية- وعلى رأسها داعش- تستغل ظاهرة الإسلاموفوبيا وتزايدها كهدية من اليمين المتطرف في الغرب؛ لتبرير أفعالها وتجنيد الشباب من أوروبا الذين يعانون من مشاعر الخوف والكراهية والعداء المبالغ فيه ضدهم كمسلمين وضد الإسلام، وهي مشاعر يشاهدون بأعينهم كيف يتم تشكيلها عن طريق تنميط ذهني سلبي للمسلمين من خلال بعض الكتابات ووسائل الإعلام والسياسيين، وهؤلاء الشباب يمثلون النسبة الأكبر من المسلمين الذين يعانون من تحيز وتمييز وتهميش وإقصاء عن الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمدنية.

وألمح التقرير إلى أن الأعمال الإجرامية الإرهابية التي يرتكبها بعض المنتسبين للإسلام داخل أوروبا تزيد من ضراوة الإسلاموفوبيا الآن كما في فرنسا وبلجيكا وقبلها لندن ومدريد، كما أن الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وغيرها من دول العالم الإسلامي توفر مبررًا للسياسيين ووسائل الإعلام المتطرفة التي تقف وراء الاستمرار في زرع الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين الذين يشاركونهم الوطن واللغة؛ لأنهم ولدوا في الغرب، ومن ثم فإن داعش تقدم ما يلزم متطرفي أوربا ويمكنهم من الاستمرار في حملات الكراهية ضد المسلمين هناك وإقصائهم وتهميشهم.

ودعا المرصد المسلمين في الغرب- أفرادًا ومؤسسات- إلى القيام بدورهم في مواجهة الإسلاموفوبيا والإرهاب، لأن دورهم هو الأهم في هذه المرحلة، فإذا كان العالم يواجه إحدى الظاهرتين؛ وهي الإرهاب، فالمسلمون يواجهون الظاهرتين معًا؛ مما يضاعف من الجهد المطلوب منهم.

ونوه المرصد بأن أحد أهم أدوار المسلمين في الغرب يتمثل في المشاركة بقوة في المجال العام على أوسع نطاق، وفي كل وسائل الإعلام والمحافل والمراكز البحثية والثقافية، ليفككوا خطاب الكراهية الموجه ضد الإسلام والمسلمين، أما المسلمون في العالم الإسلامي فعليهم مواجهة الفكر المتطرف وعزله وإعاقته عن التحول إلى إرهاب يغذي الإسلاموفوبيا في الغرب.