الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم وضع الوالدين في دار مسنين «فيديو»

أرشيفية
أرشيفية

قالت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، إن الإسلام عظَّم حق الوالدين، وقرنه بأعظم الحقوق: حق الله تعالى، ولم يرض لهما دون مقام الإحسان، مصداقًا بقول الله تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» {النساء:36}.

وأضافت «عمارة» خلال تقديمها برنامج «قلوب عامرة» في إجابتها عن سؤال «ما حكم وضع الوالدين في دار للرعاية بسبب ألزهايمر؟»، أنه ينبغي على الأبناء عدم وضع الأب أو الأم في دور رعاية المُسنين.

واقترحت الداعية الإسلامية، اشتراك الأبناء فيما بينهم وجمع الأموال اللازمة من أجل توفير مُمرضة مُلازمة للأب أو الأم، وعدم إلقائهما في دار للمُسنين، لافتة إلى أن المسألة قد تعود إلى تقديرات بعض الأشخاص.

وأشارت إلى أن الإسلام دعا إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما، ومساعدتهما بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال، والحديث معهما بكل أدب وتقدير، وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما، وخاصة عند الكبر.

وشددت على أن الوالدين يلزمهما رعاية أكثر من غيرهما ردًا للجميل الذي قدموه للأبناء في الصغر، وعليه لا يحق شرعًا للإنسان أن يترك والديه وهما بأمس الحاجة له، وقد رق عظمهما وصارا ضعيفين، قال الله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» الإسراء/ 23- 24.

وألمحت إلى أن الإسلام يعتبر البر بالآباء والأمهات من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فهما سبب وجود الأبناء، وتربيتهم الصالحة سبب سعادتهم في الحياة الدنيا والآخرة، قال عليه الصلاة والسلام: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ» رواه مسلم.

ونبهت على أن الإسلام أوجب لهما حقوقًا ينبغي على الأبناء مراعاتها حتى لو كانا مشركين، وأمر بطاعتهما بالمعروف ما لم يأمرا بمعصية، قال الله تعالى: «وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا» لقمان/15، موضحة أن من جملة الحقوق الواجبة أيضًا على الأبناء تجاه آبائهم الاحترام المطلق في جميع الأوقات، فلا يتفوه بكلمة تغضبهما أو تسيء إليهما أو تعكّر مزاجهما، ولا يرفع صوته بحضرتهما.

وأكدت أن الدين الحنيف أمر بوجوب الإنفاق على الوالدين وخدمتهما، وقضاء حوائجهما، وتحقيق رغباتهما، وتلبية طلباتهما بقدر الاستطاعة، دون تأفف أو ضجر.

ونوهت بأن الإسلام قرن بين الكبيرة المخلدة لصاحبها في النار -الشرك بالله- وبين عقوق الوالدين، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ». رواه البخاري، ومسلم.