الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة حول معرض السريالية.. جريدة الوزارة تهاجم ورئيس قطاع الفنون التشكيلية يغلق هاتفه

صدى البلد

 حالة من الجدل الشديد شهدها قطاع الفنون التشكيلية، منذ الساعات الأولى من يوم أمس، الاثنين، نظرًا لتغيب الدكتور خالد سرور، رئيس القطاع، عن العمل وإغلاق هاتفه المحمول، بعدما ترددت أنباء عن استقالته بسبب خلافات بين وزير الثقافة ورئيس القطاع حول معرض السيريالية المقام بقصر الفنون.

وكشف مصدر من داخل قطاع الفنون التشكيلية، فضل عدم ذكر اسمه، عن أن الدكتور خالد سرور اعتذر عن منصب رئيس القطاع، إلا أنه من الواضح أن الوزير لم يبت في الأمر حتى الآن.

وقال المصدر إن أحمد عبد الفتاح كذلك تقدم باعتذار لوزير الثقافة عن منصب رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، ولم يحضر للعمل بقطاع الفنون التشكيلية.

وأضاف أن معرض "حين يصبح الفن حرية.. السرياليون المصريون (1938-1965)"، الذي تم افتتاحه الأيام القليلة الماضية بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، جاء مخالفًا للشروط التي وضعت لإقامته، لأنه ضم العديد من المقتنيات الخاصة ببعض الأشخاص، في حين أنه كان من المفترض أن الأعمال التي ستعرض من مقتنيات المتاحف.

وتابع أن المعرض ضم أيضًا أعمال لا تنتمي للسيريالية بصلة، حسب ما قاله العديد من النقاد في مقالاتهم التي نشروها عن المعرض، وكذلك ضم أعمالا حديثة بعيده عن التاريخ المحدد للمعرض.

وأشار المصدر إلى أن المعرض سيطرت عليه المصالح الخاصة، ومحاولة توثيق بعض الوحدات الخاصة برجال الأعمال للرفع من سعرها، وهو ما يعد فضيحة وخداعا للجمهور ومتذوقي الفن التشكيلي.

وكانت الجريدة الرسمية لوزارة الثقافة، والتي تصدر بدعم من مكتب الوزير "جريدة بالقاهرة"، قد هاجمت المعرض من خلال عدة مقالات لبعض نقاد الفن التشكيلي.

وقال الناقد الفني عبد الرحيم شاهين، في مقاله الذي نشر في جريدة القاهرة التي تصدر عن وزارة الثقافة: "ضاع الفن وضاعت الحرية وضاعت حياة الفنان وانطلق ماراثون التخريب والتغريب على يد الكهنة وعرابى الفن فى مصر ومعهم صبيانهم الذين يعيدون الكرة ثانية ليخذلوا كل فكر جاد أو عمل فنى له هوية ولأنهم يخشونها أن تحجب عنهم انتفاعيتهم المخذلة".

وأضاف شاهين: "لقد حاولت أن اقدم استعراضا بسيطا للحالة الراهنة فهناك حدث أثار انتباه الجميع وهو معرض السريالية المصرية فلدى بعض التساؤلات عن هذا المعرض أين السريالية فى هذا المعرض؟ ثانيا من قام بعمل كوميسير هذا المعرض؟ هل عرف كثيرا عن السريالية وفرق بين سريالية فرويد وبروتون والسريالية المصرية وخصوصيتها وروادها؟ ثالثا لماذا معرض عن السريالية وما المناسبة؟ رابعا ما دور الشركة الخليجية فى هذا المعرض؟ وهل عجزت وزارة الثقافة عن دورها في تقديم فنانيها بأحلى صورة أم هذا المعرض بداية لتسريب أعمال فنية خارج البلاد أم هو بيزنس وفكرة شيلنى وأشيلك؟".

وتابع: "كفاية تخريب وسرقات لأعمال كبار الفنانين وإخلاء مصر من كنوزها الرائعة وسلبها قوتها الناعمة، ما يفعله هؤلاء الصبية ما هو إلا تأكيد لذلك".

وقالت الدكتورة أحلام فكري، في مقالها المنشور أيضا في جريدة وزارة الثقافة، إن المعرض يضم حوالى 150 عملا فنيا ما بين لوحات معارة من متحف الفن المصرى الحديث لكبار الفنانين المصريين، وأخرى معارة من الجامعة الأمريكية لفنانين أجانب ليس لهم علاقة بالسريالية من قريب أو بعيد وبعض الأعمال تمت استعارتها من جاليريهات خاصة من مصر والشارقة والسؤال هنا لماذا؟ أليس هذا المعرض يحمل اسم السرياليين المصريين الفن والحرية، ومن ذا الذى تخطى وتجاوز الفنانين المصريين الأكاديميين بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية ليقوم بتصنيف هذه الأعمال تحت مسمى السريالية، هل هو غطاء أو ستار لإخفاء الغرض الحقيقى من إقامة هذا المعرض الذى تجتاحه الشبهات، ومن يسمح بخروج أعمال فنانينا العمالقة أمثال الجزار وحامد ندا ومحمود سعيد خارج مصر ولمدة ثمانية أشهر يسافر خلالها إلى أمريكا ثم بعد ذلك إلى لندن ومن هناك يسافر إلى الشارقة وقد يتم عرضه فى كوريا والله أعلم إلى أين المصير.

وأضافت فكري: "هل يضمن عودة هذه اللوحات سليمة كما كانت دون تلفيات وقد لا تعود على الإطلاق من المسئول الذي يضمن عودة هذه اللوحات إلى مصر؟ لماذا أصلا نسمح بخروج تلك الأعمال من المتحف من يريد أن يشاهد مبديعينا عليه أن يأتى هو إليهم".

يذكر أنه يقام حاليا في القاهرة المعرض العالمي للسرياليين المصريين، في مبادرة تستعيد حضور الجماعة السريالية المصرية باعتبارها الأهم خارج الحركة السريالية في الغرب، والتي ضمت أسماء مثل الشعراء الفرنسيين أندريه بريتون ولويس أراغون وبول إيلوار والفنان الأمريكي مان راي.

واختار المعرض عنوان "عندما يصبح الفن حرية.. السرياليون المصريون 1938-1965" ويستمر حتى الـ29 من أكتوبر الجاري، ويضم لوحات لأشهر الفنانين جنبا إلى جنب مع العديد من الوثائق التاريخية حول الحركة الفنية السريالية في مصر، والتي أثارت اهتمام الغرب الثقافي بإبداعات رواد مثل جورج حنين وأنور كامل ورمسيس يونان.

ومع أن تجربة الحركة السريالية المصرية التي جسدتها جماعات ثقافية أهمها "جماعة الفن والحرية" و"جماعة الفن المعاصر" كانت قصيرة الأمد بالقياس الزمني العادي، إلا أنها تركت بصمات باقية في إبداعات الفنانين المنتمين لتيارات الحداثة.

ويرتبط ميلاد الحركة السريالية عام 1924 في باريس بالبيان الذي أصدره الشاعر الفرنسي أندريه بريتون (1896-1966) المتأثر كدارس للطب النفسي بأفكار الطبيب النمساوي سيغموند فرويد في التحليل النفسي، وباتت تلك الحركة مرادفا للسخرية والتمرد ورفض سطوة التقاليد والتيارات الثقافية والاتجاهات الفنية السابقة.

وارتبط بريتون بصداقة وثيقة مع المبدع المصري جورج حنين (1914-1973) ووصف بأنه أهم "مُنظر للسريالية في مصر" بينما كان يكتب الشعر بالفرنسية وأسس "جماعة الفن والحرية" عام 1937 كما أصدر البيان المؤسس للسريالية المصرية أواخر عام 1938.