الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إذا أنجبوا طفلا في الصباح فإن شيخا سيموت بالمساء.. واحة «الجارة» أصغر قرية مصرية فى قلب الصحراء.. اكتشفها «عبد الحكيم عامر» قبل الثورة.. وزارها مبارك.. صور وفيديو

صدى البلد

  • الواحة تبعد عن أقرب نقطة عمرانية بـ300 كيلو متر
  • تم اكتشاف الواحة عام 1948 وإنشاء أول طريق لها عام 1985
  • مدرسة واحدة بالقرية.. و"الطب الشعبي" العلاج السائد
واحة الجارة إحدى واحات مصر، وأصغر قرية مصرية فى قلب الصحراء والتى تتبع مدينة سيوة، فواحة الجارة تبعد 300 كيلو متر عن أقرب نقطة عمرانية.

عندما تصل إليها تبدأ الحياة من جديد، فأشجار النخيل تظهر من بعد ومبانى الواحة القديمة والتى ما زالت حتى الآن عبارة عن مبانٍ طينية دور واحد فقط، وأناس بسطاء فى كل شيء، منعزلون تماما عن الحياة فى العالم، ويبلغ عدد سكان الواحة 577 شخصا بإجمالى 115 أسرة.

توجد بالواحة مدرسة واحدة لجميع المراحل السنية من ابتدائي وحتى الصف الثالث الإعدادي والتى تم إنشاؤها مؤخرا، ويعتمد الأهالى فى العلاج على الطب الشعبي، وإذا اضطرتهم الظروف القهرية يتم نقل المريض لمدينة مرسى مطروح أو واحة سيوة لتقديم العلاج له بعد وصول السيارة، كما أن الواحة لا توجد بها أي محلات تجارية للحرف والمهن، فكل شيء بسيط وبدائي.

كما يتميز أهالى الواحة بالكرم، فعلى الرغم من اعتمادهم الأساسى فى معيشتهم على ما يزرعونه بأيديهم ولا تصل إليهم أي منتجات أو مواد غذائية من خارج الواحة، إلا أنهم يقدمون أفضل ما لديهم لإكرام الضيف والترحيب به داخل دار الضيافة أو "المربوعة"، ويحرصون على قيام زائري الواحة من المسئولين بتسجيل أسمائهم فى سجل الزيارات.

ويحكى أهالى واحة جارة أم الصغير كيف أنها كانت منعزلة عن العالم إلى أن قام المهندس محمد أحمد علام، رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي، عام 1985 بإنشاء طريق يربط القرية بما حولها.

كما أن الفضل في اكتشاف الواحة يرجع إلى المشير عبد الحكيم عامر عام 1948 عندما كان ضابطا صغيرا، وعند قيام الثورة عام 1952 تولى المشير عامر وزارة الحربية وقرر أن تقوم القوات المسلحة بإرسال كميات من الدقيق والسكر والأرز والبطاطين والملابس التي أصبحت عادة سنوية، وتولت المحافظة بعد ذلك إرسالها باسم الرئيس الأسق حسني مبارك، حيث ينتظرها الأهالي بعد الزيارة التي قام بها مبارك للواحة عام 1996 والتقى خلالها بالشيخ حسن، أكبر شيوخ الواحة، الذي توفى منذ 7 سنوات.

وهناك اعتقاد سائد بأن سكان الجارة لا يزيدون ولا ينقصون منذ سنوات عدة، ويرجع ذلك إلى وجود اعتقاد قديم يسود بين الأهالي أنهم لو أنجبوا طفلا في الصباح فإن شيخًا من كبار السن سيموت في المساء، وتصادف أنه كثيرا ما كان يحدث ذلك.

ويرجع أهالى الواحة سبب هذا الاعتقاد لدعوة أحد المشايخ، ويدعى الشيخ الطرابلسي، حيث كان الشيخ قادمًا من ليبيا في طريقه إلى الحجاز سيرًا على الأقدام لأداء فريضة الحج، فمر بواحة "الجارة" فرشقه بعض الصبية بالحجارة، فدعا عليهم الشيخ بقلة النسل.

وعن أبرز مشاكل الواحة، فهي قلة فترات الإنارة للواحة، فالكهرباء تعمل 10 ساعات فقط، بالإضافة إلى عدم وجود مركز انتخابي للأهالي بدلا من السفر إلى سيوة، وهو حلم لأبناء الواحة لضمان مشاركة جميع أهالى الواحة في الانتخابات وممارسة حقوقهم السياسية، خاصة أن صناديقهم الانتخابية تتواجد في مدينة سيوة التي تبعد عن الواحة بـ287 كيلو مترا، ما يتسبب في منع السيدات من المشاركة في الانتخابات نظرا لطبيعة الأهالى التي تمنع السيدات من السفر.

وعن أهم الأنشطة الزراعية، فيعد محصول الزيتون والبلح هما المحصولان الرئيسيان اللتين تتم زراعتها بواحة أم الصغير، بالإضافة إلى آلاف الأفدنة الصالحة للزراعة، والتى تتميز بجودتها العالية وخصوبتها وعيون المياه العذبة المتدفقة طوال الوقت.