الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«عزبة البرج» أول طريق «رحلة الموت» في سبيل الهجرة غير الشرعية بدمياط.. الصيادون: الفقر يدفعنا للهروب.. ونحلم بميناء صيد يحقق لنا الأمان.. فيديو وصور

صدى البلد

  • عزبة البرج بلد تصدير الموت والغرق والخطف.. مسلسل لن ينتهي
  • صيادو عزبة البرج ما بين الاحتجاز والخطف والغرق
  • شيخ الصيادين يطالب بتفعيل الاتفاقيات الدولية لحماية الصيادين

مازال صيادو عزبة البرج بمحافظة دمياط، يعانون من ضياعهم حقوقهم، فرغم أن عزبة البرج من أشهر المدن الساحلية وتمتلك أكثر من 60% من حجم الاسطول المصري إلا أنها من اشهر المدن تصديرا للصيادين بالخارج وأكثر البلاد التى يتوافد اليها الصيادون اليونان ومالطه وتونس في حين انها تستقبل صيادين للعمل على مراكبها من مختلف محافظات مصر.

وعلى مدار السنوات الآخيرة أصبح يطلق عليها بلد تصدير الموت حيث تبدأ منها رحلات الشباب للموت سواء بالغرق أو الخطف المتكرر.
  • الهجرة غير الشرعية
رغم حوادث الغرق الجماعى التى لا تتوقف لمراكب تلك الرحلات ، فإن الشباب لم يتوقفوا عن تلك المخاطرة، بحثا عن الرزق، وهروبًا من واقعهم الفقير، خصوصا فى الريف، فرغم كون الهجرة غير الشرعية معبرًا إلى الموت فى معظم الأحيان، فإنه ليس على الواحد من هؤلاء الشباب إلا توفير ما يطلبه السمسار من مال، ثم تسليم نفسه إليه وإلى باقى أعوانه من عصابات تهريب البشر، فإما أن يلقيه القدر إلى شاطئ الثراء فى بلاد الشقراوات، وإما أن يأخذه إلى قاع البحر، لتنتهى حياته وأحلامه بين فكى «قرش» .. الحكايات المرعبة عن ذلك كثيرة، وكلها مصبوغة بدماء قتلى ومدفونة فى مياه المتوسط,وتكون عزبة البرج هى اول الطريق في رحلة الموت لهؤلاء الشباب.

لا يختلف حال صيادي عزبة البرج الفارين من جحيم البطالة فى مصر للعمل على سفن ومراكب اليونان وايطاليا عن حال زملائهم فى مدينة عزبة البرج.. كما تظل الهجرة غير الشرعية فخًا ينصبه معدومو الضمائر، والمتاجرون بأحلام البشر، لمن يتطلعون إلى الحياة ويبحثون عن «لقمة عيش» بالحلال رغم مخاطر رحلات الموت.

يقول كريم عيسي احد الشباب الذين تم القبض عليهم قبل الهجرة لايطاليا، إن حلم الهجرة يراود مئات الشباب من اهالى العزبة ولك نظرا للحالة الاقتصادية التى يعانى منها الشباب وأغلبهم شباب في سن الزواج وغير قادرين على تحمل تكاليف انشاء مسكن وتحمل مسئولية أسرة.

وقال انه منذ مايقرب من اربع سنوات لجأ للسفر للخارج وسلك طريق الهجرة غير الشرعية بحثا عن لقمة العيش، والسفر لإيطاليا لم يكن هدفا يسعى اليه ولكن لجأ للسفر بعد ان ضاق به الحال.

وأشار إلى انه تعرف على احد السماسرة الذى يقوم باخذ مبلغ من الشاب الذي يريد السفر مقابل تهريبه على احد المراكب واتفق معى على مبلغ 30 الف جنيه مقابل تهريبي بأحد المراكب مع عدد من الشباب وتم الاتفاق على تسليمه 5 الاف جنيه قبل السفر وباقي المبلغ ارسله له بعد السفر والعمل بايطاليا وقمت بكتابة ايصال امانة بالمبلغ المتبقي للسمسار.

ويشير محمد عبيد منسق اللجنة الشعبية للدفاع عن حقوق الصيادين بعزبة البرج إلي أن عزبة البرج سجلت أعلى نسب في السفر بطرق غير شرعية وفي نفس الوقت أعلي نسب في وفيات وفقدان الشباب ضحية لهذا النوع من السفر.

ورغم ذلك مازال الشباب يقبلون علي رحلة الموت الي ايطاليا بنفس الطريقة التي تفتقر الي الشرعية وتعتبر محافظة دمياط الاولى في الهجرة غير الشرعية هربا من الظروف الاقتصادية.

وتابع: هناك شباب هاجروا بالفعل ولا نعلم عنهم شيئا حتى الان ومن المحتمل ان الغرق والموت كان مصيرهم.
  • معاناة الصيادين مع الاحتجاز والخطف
مسلسل احتجاز وخطف السفن لم ينتهِ فلا يمر وقت الا ونسمع عن احتجاز مركب اخرها احتجاز احد المراكب الذى خرج فجر الجمعة الماضية من بوغاز عزبة البرج وتم احتجازه بالعريش وعلى متنه 8 أفراد ووجهت لهم تهمة الصيد في منطقة محظورة بالمياه الاقليمية بالعريش.

لم يقتصر الأمر على الاحتجاز فقط بل تعرض عدد كبير من المراكب للاختطاف خارج المياه الاقليمية المصرية واعمال القرصنة على المراكب المصرية، حيث قال علي المرشدي كبير صيادي عزبة البرج إن الصيادين حقوقهم ضائعه خاصة مع اعمال القرصنة فكثيرا ما تتم القرصنة من قبل الصوماليين على المراكب المصرية ومنها ما يتم استعادته والبعض يفقد ويقتل دون ان نعلم عنهم شيئا.

وأضاف: الصيادون يتعرضون لمخاطر عديدة بسبب تعرضهم لمخاطر الاحتجاز من قبل خفر السواحل في اليمن واريتريا وتركيا والصومال، بحجة تجاوز المياه الاقليمية, حيث يتعرض الصيادون لمعاناة نفسية شديدة , وسط غياب عن أسرهم بالشهور , علاوة علي سوء المعاملة التي يلقونها من قبل السلطات الأمنية في هذه الدول.

وأشار الى أن الدولة تخلت تماما عن الصياد وتجاهلت دعمه وصرخاته المستمرة حول فرض مبالغ مالية باهظة سواء كان من ناحية التأمينات الإجبارية العادية أو التأمينات علي مركب الصيد والتي تحصل سنويا وأوضح أن الصياد يتعرض لمخاطر عديدة خلال رحلات البحر يقوم فيها الصياد بجهد شاق سواء ذهنيا أو بدنيا دون أن تضمن الدولة لأسرته تعويضا عما يمكن أن يصيبه من أضرار سواء من ناحية الغرق أو الاختطاف والتعرض لحوادث القرصنة خاصة علي سواحل الصومال و اليمن.
  • معاناة الصيادين مع الدولة
يواجه صيادو عزبة البرج عددا من المشكلات في البر والبحر، حيث يشكو الصيادون من فرض مبالغ باهظة في التأمينات سواء الخاصة بالصياد أو بمركب الصيد , ورغم ما يواجه الصياد من مخاطر خلال رحلة الصيد إلا أنه لا يجد رعاية و لا اهتماما من جانب الدولة , رغم مطالبتهم المستمرة بقوانين وتشريعات تدافع عنهم وتحميهم من مخاطر البحر.

ويشير عادل الشرباصي صاحب مركب للصيد ، الى أن الصيادين يعانون أيضا من ظاهرة تهريب السولار في عرض البحر , ورغم تقلص الظاهرة بسبب سد فتحة كوبري البغدادي التى كانت تساعد المهربين.

ويأمل الصيادون في تحقيق حلمهم بميناء صيد يفرض عليهم واقعا جديدا يحقق الأمان للصياد ويفتح له آفاقا في الرزق.

التقينا بعدد من الصيادين لعرض أهم مطالبهم للعمل بمهنتهم التى توارثوها عن الاجداد دون الوقوع في الكثير من المخاطر كالخطف والغرق والاحتجاز.
  • "مديونات الصيادين"
يقول حسن خليل كبير الصيادين بعزبة البرج ,إن هناك ما يقرب من 300 أسرة مهددة بالتشرد بسبب مديونياتها لدي بنك التنمية والإئتمان الزراعي وعدم تمكن هذه الأسر من بيع مراكبها أوالتصرف فيها إلا بعد سداد مديونياتها التي تضاعفت بسبب الفوائد لأربعة أضعاف المبلغ الأصلي، وذلك إضافة إلى أن هناك صيادين يعملون باليومية بينما هناك آخرون يعملون بنظام النصيب أو الحصة حيث تقوم مجموعة من الصيادين بالاشتراك في ملكية مركب صيد يتكلف ما يقرب من مليوني جنيه حسب حجمه وتجهيزاته , حيث يضم طاقم مركب الصيد من خمسة صيادين وحتي 12 صيادا , بينما تستهلك رحلة الصيد الواحده مايقرب من 22 برميل سولار حيث يقدر الاستهلاك اليومي للمركب نحو ثلاثة براميل سولار.
  • "حقوق الصياد"
طالب محمد عضمة شيخ الصيادين بعزبة البرج بضرورة تفعيل الاتفاقات بين مصر ودول الجوار بما يحمي حقوق هؤلاء الصيادين الذين يخرجون للبحر سعيا وراء الرزق , مشددا علي قيام الثروة السمكية بدورها في الدفاع عن الصيادين وحمايتهم من المخاطر التي يتعرضون لها في عرض البحر.

وأضاف أن هذه الدول تتعامل مع الصيادين المصريين بنظام السبوبة , حيث تقوم بمهاجمة مراكب الصيد التي توجد علي حدودها وتقتادها إلي داخل حدودها وذلك لمحاكمة طاقمها بتهمة تجاوز المياه الاقليمية وفرض غرامات باهظة علاوة علي الاستيلاء علي مراكب الصيد والتعنت في تسليمها لأصحابها , مما يعرض بعضها للتلف وهو ما يسبب أضرارا فادحة لأصحابها فضلا عن فقدان مئات الصيادين لمصادر رزقهم الوحيد.

كما طلب التيسير علي الصيادين في الحصول علي تصاريح الصيد من التفتيش البحري طوال اليوم وكذلك منحه تسهيلات في الحصول علي مستلزمات الصيد من شباك وغزل وخلافه بأسعار مناسبة.

https://drive.google.com/file/d/0B4Eqtq4irCVUYXFOWk41SE44ejA/view