الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى رحيل الفنان محمد كمال المصري «شرفنطح».. نافس نجيب الريحاني ووقف أمام ألمع النجوم.. وفارق الحياة بطريقة مأساوية

صدى البلد

  • ذكرى رحيل الفنان محمد كمال المصري:
  • جسد دور ماسح الأحذية في المدرسة.. ونال به إعجاب الجمهور
  • قلد سلامة حجازي في الغناء على العود فحاز لقب "حجازي الصغير"

هو ناظر المدرسة في فيلم (سلامة في خير)، وهو الأسطى عكاشة في فيلم (الآنسة ماما) أسطورة الكوميديا الراقية، هو محمد كمال المصري الشهير بـ(شرفنطح) الذي تمر الذكرى الـ50 لرحيله أمس الثلاثاء، حيث رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم 25 أكتوبر من العام 1966.

ولد شرفنطح عام 1886 في حارة (ألماظ) إحدى الحارات المتفرعة من شارع محمد علي، لأب يشغل منصبا في الأزهر، ما جعله يرغب في أن يكون ابنه طبيبا، وبالتالي اهتم بتعليمه حتى ألحقه بمدرسة الحلمية، ليسطع نجمه في فريق التمثيل بالمدرسة، حيث جسد دور (ماسح الأحذية)، وانتزع بهذا الدور ضحكات وتصفيق الحاضرين، ما شجعه في أن يهجر الدراسة ويتفرغ لعالم التمثيل.

انضم إلى مسرح الهواة ثم إلى فرقة سلامة حجازي، وبدأ في تقليده، حيث قام بالغناء على العود، وعندما سمعه المطرب فريد الأطرش وإسماعيل ياسين، أعجبوا بأدائه وتقمصه شخصية حجازي، وقاموا بالتصفيق له، ما جعل المشاهدين والنقاد يطلقون عليه لقب (سلامة حجازي الصغير).

شرفنطح هو الاسم الذي اختاره الفنان محمد كمال المصري من خلال إحدى الشخصيات التي جسدها في إحدى مسرحياته، ليقدم به نفسه في السينما، حيث اشتهر في أعماله الفنية بشخصية الرجل الضئيل ذو الشارب المهذب، وعيونه الواسعة الجاحظة، ما مكنه ذلك بنجاحه في شخصية الرجل المكار البخيل، صاحب الصوت المميز، حتى أصبح أحد أعلام الكوميديا وصاحب مدرسة قائمة بذاتها في التمثيل.

ومع كل هذه الصفات المتواضعة إلا أنه كان منافسا قويًا لعملاق الكوميديا الراحل نجيب الريحاني، حيث اشترك معه في 3 أفلام اعتبرت من روائع الفن المصري وهم (سي عمر وأبو حلموس وسلامة في خير)، وعلى الرغم من أنه اشتهر ككومبارس، ولم تكن أدواره أساسية في العمل الفني، إلا أنه من الشخصيات التي لا تُنسى، حيث قام بأدوار صغيرة ولكنها كانت محورية في مجريات الأحداث.

بدأت مسيرته في السينما عام 1928 من خلال فيلم (سعاد الغجرية)، والتي تقاضي عنه 50 جنيها كان أول أجر يحصل عليه، حتى تعددت أدواره ووقف أمام كبار وأشهر النجوم، حيث وقف أمام أم كلثوم في فيلمي (سلامة وفاطمة) حتى بلغ عدد أعماله 45 فيلما كان آخرهم فيلمي عفريتة إسماعيل ياسين وحسن ومرقص وكوهين عام 1954.

وفي عام 1955 أصيب شرفنطح بمرض الربو الذي أثر على أدائه ووقوفه أمام الكاميرا، ما جعل الأطباء ينصحونه بعدم العمل، وبالتالي اعتزل شرفنطح الفن، وأنفق كل ما يملك للعلاج، وبدأ يعيش على صدقات جيرانه، حتى قامت نقابة الممثلين بتخصيص معاش له قدره 10 جنيهات، وبعد ذلك انهالت عليه الأزمات ليقيم في حجرة مظلمة في إحدى حواري باب الخلق.

وفي مثل هذا اليوم من عام 1966 رحل شرفنطح الفن ومبدع السينما المصرية، ولم يعلم بموته أحد، إلا بعد أيام من رحيله، وذلك عندما جاء مندوب النقابة ليعطيه المعاش فقال له الجيران: (البقية في حياتك عم شرفنطح مات).