الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا وإسرائيل في انتظار ميلاد مصالحة متعثرة.. تأجيل اختيار سفير تل أبيب لدى أنقرة.. والغاز و«داعش» والتعاون الاستخباراتي أبرز الملفات

صدى البلد

  • تأجيل اختيار السفير الإسرائيلي لدى تركيا
  • القضاء التركي عقبة في وجه المصالحة مع إسرائيل
  • ملفات الغاز وداعش والاستخبارات سيتم تعزيزها بعد المصالحة

في الوقت الذي عقد فيه الجانبان، التركي والإسرائيلي، آمالا كبيرة على ما سيترتب على المصالحة بين الطرفين، تشهد تلك المصالحة عقبات قد تؤجلها لبعض الوقت.

ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أجلت عملية اختيار سفيرها الجديد لدى أنقرة.

وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إن الاجتماع الخاص باختيار السفير، تم تأجيله دون وضع موعد جديد له.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية نبأ تأجيل الاجتماع، لكنه لم يقدم أي تفسيرات لذلك.

في السياق ذاته، أوضحت صحيفة "جيروزاليم بوست" ، أسباب تأخر إتمام اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل.

وقالت إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أجلت اختيار السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، لافتًة إلى أن عملية تأجيل اختيار السفير جاءت على خلفية استقالة مدير عام وزارة الخارجية، دوري جولد، من منصبه وتعيين يوفال روتم، بدلا منه، لكن تعيين روتم لم يحصل على الموافقة النهائية للحكومة، بحسب قول الصحيفة.

وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن تأجيل اختيار السفير الإسرائيلي لدى تركيا والتي كان مقررا لها اليوم، تعود أيضا إلى رغبة الحكومة الإسرائيلية في اختيار سفير ينتمي إلى الوسط الدبلوماسي من داخل وزارة الخارجية نفسها.

وفي السياق ذاته، ربطت صحيفة "حرييت" التركية بين زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتركيا والمصالحة بين أنقرة وتل أبيب.

وقالت إن زيارة عباس تأتي في الوقت الذي يقرر فيه الطرفان تسمية الوزراء الجدد، لافتة إلى أن أردوغان حاول مرارا وتكرارا طمأنة الجانب الفلسطيني من أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب لن يأتي على حساب القضية الفلسطينية وقطاع غزة.

وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إن تطبيع العلاقات ما بين تركيا وإسرائيل من الممكن أن يؤثر إيجابا على الوضع الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة، وهو ما من شأنه تعزيز مكانة وموقف حكومة حماس المقالة أمام رجل الشارع الفلسطيني في القطاع في مقابل السلطة الوطنية الفلسطينية.

ونص اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل على ضرورة قيام الجانب التركي بإسقاط الدعاوى القضائية الخاصة بملاحقة ضباط في الجيش الإسرائيلي شاركوا في الاعتداء على السفينة مافي مرمرة عام 2010، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، في المقابل تدفع إسرائيل تعويضات مالية لأهالي القتلى، لكن محكمة تركية رفضت، الاسبوع الماضي، إسقاط الدعاوى القضائية ضد جنود وضباط بالجيش الإسرائيلي، وهو أحد الشروك الرئيسية لإتمام المصالحة.

ويطمح الجانبان التركي والإسرائيلي إلى تحقيق العديد من الأهداف من وراء المصالحة، على رأسها تحسين العلاقة مع القوى الأوروبية، فعلى الرغم من توتر العلاقات بين إسرائيل "جسر تركيا إلى أمريكا"، وبين الولايات المتحدة، ساعدة أنقرة تل أبيب في افتتاح مكتب لها داخل حلف الناتو، وهو الأمر الذي كانت تعرقله تركيا على مدى السنوات الماضية.

ويأتي العامل الثاني في تشابه الوضع التركي مع الوضع الإسرائيلي من حيث تأزم العلاقات مع دول الجوار وخسارة الأصدقاء، فتركيا أصيبت علاقاتها مع العراق وسوريا ومصر بضرر شديد، وهو ما جعلها تبحث عن بدائل إقليمية لهذه الدول. بحسب ما يذكر محللون إسرائيليون.

أما من الناحية الاقتصادية، فالمصالح الإسرائيلية تلتقي مع التركية، حيث تسعى تل أبيب إلى إيجاد أسواق مفتوحة لإنتاجها من الغاز الطبيعي المستخرج من حقول البحر المتوسط، بينما يحلم الجانب التركي بأن يكون ممرا للغاز الطبيعي من المنطقة إلى أوروبا، بالإضافة إلى رغبة أنقرة أيضا في تقليل ارتباطها بالغاز الروسي والإيراني، والاعتماد على مصادر متنوعة للطاقة، ولذلك فهي تحلم بشراء الغاز الإسرائيلي.

وتشير صحيفة هاآرتس العبرية إلى أن تركيا وإسرائيل بعد المصالحة سيعززان من التعاون الأمني لمواجهة تهديد داعش الذي يراه البلدان خطرا وجوديا عليهما، خصوصا في ظل العمليات المتعددة التي ضربت الداخل التركي، واقتراب التنظيم من الحدود الإسرائيلية في سوريا وسيناء.