الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأول مرة في مصر:"غرف الصراخ" زار على الطريقة الاوروبية".. وتشبه عيادات "العلاج النفسي "..وتعالج حالات الكبت والضغوط ونتائجها مذهلة..وخبراء:لابد من إخضاعها لمتخصصين وآخرون:لا تتناسب مع الثقافة المصرية

صدى البلد

خبراء علم اجتماع:
«غرفة الصراخ» تقليد غربي بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية الحالية
تخصيص غرف مغلقة لـ«الصراخ» دعوة شاذة لا تليق بمجتمعنا
"غرف الصراخ" متنفس من الاوجاع والصدمات وتفريغ للمكبوت النفسي

استشاري علم نفس:
«غرفة الصراخ» نوع من العلاج وتشبه «الزار»
الصراخ نوع من أنواع العلاج النفسي


"باب الدنيا"..مكتبة بمعني مختلف لم نعتد عليه من قبل ..حينما تطرق أبوابها فأنك تجد نفسك علي أعتاب غرف للعلاج النفسي..وتعد تقليدا أوروبيا دخيلا علي الثقافة المصرية حين فرض نفسه في وسط بيئة خصبة من ظروف معيشية صعبة يعيشها الشباب دون ملجأ أو متنفس لتفريغ ما يحملونه من كبت وصراع داخلي حيث أتاحت الفرصة لمجموعة من الشباب بأن يطوروا المكتبة لغرف بمثابة العلاج النفسي وتعرف باسم"غرف الصراخ"..

فهل تعد هذه الفكرة انسياقا وراء المعتقدات الغربية أم نوعا من العلاج النفسي ،وهل تتناسب مع المجتمع المصري.
 التقرير التالي يجيب عن تلك الاسئلة ...

"انسياق وراء الغرب"

قال الدكتور شحاتة صيام، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم، إن فكرة "غرفة الصراخ" التي ابتكرها الشباب المصريون بمكتبة "باب الدنيا" بالقاهرة لم تكن موجودة من قبل في مصر والوطن العربي، وتعد من منطلق الانسياق وراء أفكار الغرب، وفي قائمة التقليدات التي انطلقت مؤخرًا داخل المجتمع المصري، ولفت إلى أنها تأتي في إطار التخلص من المشاعر السلبية والفضفضة بطريقة مختلفة.

وأوضح "صيام"، في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن الفكرة ستساعد على تهدئة الصراع الداخلي وتفريغ المشاعر السلبية، وتشبه في فكرتها اللجوء للطبيب النفسي من أجل الفضفضة، مشيرًا إلى أنها ستلقى إقبالا كبيرا من قطاع الشباب الذين يعانون من انعكاسات الوضع الاقتصادي المرير الذي يواجهه كثير منهم، من عدم توافر السبل المعيشية من توافر وظيفة أو تكاليف زواج والغلاء، ما يجعلهم بحاجة للصراخ من كثرة الأعباء التي يحملها الشاب بداخله.

"أفكار شاذة"

وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع، أن "الصراخ" يعتبر أحيانًا وسيلة للتنفيس، وهذا موجود في الثقافة المصرية.

وقالت "الساعاتي"، في تصريح لـ"صدى البلد": "الصراخ لتخريج الطاقة السلبية موجود في الثقافة والتراث المصريين، لكن إنشاء غرف مخصصة له في أماكن بعينها بدع منتقدة لا يجب الانسياق خلفه، خصوصًا أننا لا نعلم القواعد العلمية والضوابط التي تحكم هذه العملية داخل الغرف المغلقة".

وأضافت أنه لا يجب أن نروج لهذه الأفكار الشاذة حتى لا تصبح عرفًا في مجتمعنا، ويجب أن نتحرى الدقة وجمع المعلومات عن الأحداث الغريبة عن مجتمعنا قبل طرحها على منصات الإعلام.

"إيجابية وعلاج نفسي"

قال الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إن فكرة "غرفة الصراخ"، في مصر للمصابين بالضغط النفسي، تعد فكرة إيجابية ومتنفسا لإخراج الطاقات السلبية والضغوط النفسية الناتجة من الأوجاع والصدمات التي يتعرض لها الإنسان في الحياة، وتساهم كثيرا في تفريغ المكبوت.

وأوضح "فخري" لـ"صدى البلد"، أن الصراخ يعد نوعا من أنواع العلاج النفسي كالعلاج بالموسيقى أو الرقص أو الضحك، مشيرًا إلى أنه في حالة إدارة هذه الغرف بشكل منظم ويخضع للرقابةبإشراف مختصي الصحة النفسية، سيؤتي بنتائج مثمرة وإيجابية.

وأضاف أن فكرة غرف الصراخ تشبه الزار ولكن بشكل غربي مستحدث وتساعد كثيرًا في التفريغ الانفعالي.