الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو العينين أمام "صناع القرار بواشنطن": الاستثمار في مصر مصلحة للمنطقة والعالم .. وأطالب بتوقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين القاهرة وواشنطن

صدى البلد

  • محمد أبو العينين أمام "صناع القرار العرب والأمريكيين":
  • متمسكون بالشراكة الاستراتيجية العربية الأمريكية
  • الربيع العربي كان محط إعجاب العالم.. وقوى الشر اختطفته
  • المجتمع الدولي سيّس الصراعات الإقليمية وجعلها حروبًا بالوكالة
  • على الدول الكبرى أن تتحمل مسئولياتها وتساند شعوب المنطقة
  • مصر تسير على الطريق الصحيح للانطلاق الاقتصادي واستعادة مكانتها كصانعة حضارة
  • الرئيس أعلن أهم ملامح استراتيجية مصر 2030 وندعوكم للمشاركة فيها
  • الاستثمار في مصر المستقرة والمزدهرة مصلحة لكم وللمنطقة والعالم
  • ألم يحن الوقت بعد لتوقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين مصر وأمريكا؟

قال رجل الأعمال محمد أبو العينين، الرئيس الشرفي للجمعية البرلمانية للبحر المتوسط، إن الشراكة الاستراتيجية العربية الأمريكية هي ركيزة الاستقرار في المنطقة، وأننا نتمسك بهذه الشراكة ونسعى لتعزيزها في المستقبل لاستعادة الاستقرار وتحقيق السلام والازدهار.

وأضاف "أبو العينين" في كلمته أمام المؤتمر السنوي الـ25 لصناع القرار العرب والأمريكيين، المنعقد تحت عنوان "العلاقات المصرية الأمريكية.. رؤية جديدة لمرحلة ما بعد أوباما": "أعتقد أنه من الملائم ونحن على مشارف انتخابات رئاسية أمريكية جديدة –يترقب الشعب الأمريكي والعالم العربي نتائجها- أن نفكر سويًّا فيما يمكن أن نقدمه للإدارة الجديدة من توصيات ومقترحات، تستفيد من دروس الماضي لتؤسس نموذجًا جديدًا للشراكة العربية الأمريكية، وللشراكة المصرية الأمريكية، ويستجيب للتغيرات التي شهدتها المنطقة والعالم".

التغييرات السياسية في المنطقة
واستعرض أبو العينين خلال كلمته أمام الملتقى الذى يُنظمه المجلس القومي للعلاقات العربية الأمريكية بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور ومشاركة نخبة من أبرز السياسيين والعسكريين فى العالم، التغيرات السياسية في المنطقة العربية، مؤكدا أن عام 2010 شهد حراكًا سياسيا سلميًّا سمي بـ"الربيع العربي"، عكس تطلع الشعوب للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وكان محط إعجاب العالم، إلا أن قوى التطرف والعنف اختطفت هذا الحراك وحاولوا استخدامه لإسقاط مفهوم الدولة وهدم مؤسساتها، وإغراق المنطقة في الفوضى والتطرف والطائفية والعرقية، لافتًا إلى أن ما تشهده المنطقة الآن بالتأكيد له جذوره الداخلية، لكن لا يمكن إنكار أن التدخلات الخارجية غير محسوبة العواقب قد فتحت الباب لما تعانيه المنطقة من كوارث؛ لأنها لم تراعِ خصوصية هذه المنطقة وتاريخها وطبيعة مجتمعاتها.

تسييس الصراعات ومستقبل المنطقة
واستنكر موقف المجتمع الدولي من الأوضاع في المنطقة قائلا: "بدلا من أن يعمل المجتمع الدولي على إطفاء الحرائق في الشرق الأوسط، رأينا تسييس الصراعات وحروبًا بالوكالة بين قوى دولية وإقليمية"، مضيفًا أن الأوضاع في المنطقة مرعبة، وليس هناك دولة في العالم بمنأى عن تداعياتها الخطيرة، مستدلا على ذلك بما عانت منه باريس، وبروكسل ونيويورك، من أعمال إرهابية خلال الفترة الماضية.

وقال: إن مستقبل المنطقة في أيدي شعوبها، وسوف ندافع عن دولنا ومستقبلنا بكافة الوسائل، لكن على الدول الكبرى أن تتحمل مسئولياتها وتعمل مع شعوب المنطقة، متسائلا: ماذا ستقدم الرئاسة الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط؟ وهل سيصبح في ظلها أكثر أمانًا وأكثر استقرارًا ورخاء؟ هل سيمكنها وقف نزيف الدم؟ هل ستقود الجهود الدبلوماسية الدولية للوصول لحلول سياسية للأزمات في سوريا والعراق وليبيا واليمن؟ وما استراتيجية الإدارة الجديدة لمكافحة الإرهاب؟

العلاقات الأمريكية المصرية
كما طرح أبو العينين عدة تساؤلات حول العلاقات الأمريكية المصرية، مؤكدا أن إجابات هذه الأسئلة وما سبقها سوف تحدد معالم مستقبل العلاقات العربية الأمريكية، ومنها: هل تفهمت الإدارة الجديدة طبيعة شعوب المنطقة التي ترفض الإملاءات الخارجية؟ هل ستتفهم عبقرية الشعب المصري الذي أسقط الديكتاتورية الدينية في 30 يونيو 2013؟ هل ستتفهم دور الجيش المصري الذي ساند هذا الشعب وتجاوب مع مطلبه وحمى إرادته؟ هل ستتفهم الاستراتيجية المصرية لمواجهة الإرهاب ودور الجيش المصري الرائد في التصدي له؟ وهل ستدعم دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف لتجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر والتطرف والتفسيرات المشوهة لسماحة الإسلام.

المصريون عازمون على بناء بلدهم
وقال "أبو العينين" في كلمته: لقد عزم المصريون على بناء مصر الحديثة، دولة عصرية مدنية ديمقراطية تقوم على حكم القانون والمواطنة المتساوية، واحترام حقوق الإنسان، وأن تكون دولة قادرة على تحقيق الانطلاق الاقتصادي بمعدلات نمو مرتفعة ومستدامة، لافتا إلى أن مصر استعادت استقرارها السياسي والأمني بفضل قوة مؤسساتها ووعي شعبها، وهي تخطو بخطى ثابتة على الطريق الصحيح لتحقيق الانطلاق الاقتصادي واستعادة مكانتها كصانعة حضارة.

رؤية مصر 2030
وتطرق إلى رؤية مصر المستقبلية 2030، التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أنها تستهدف الوصول لمعدل نمو بنسبة 12% سنويًّا، وأن تكون مصر من أكبر 30 اقتصادا في العالم، ومن أفضل 30 دولة في مؤشرات التنافسية والتنمية البشرية، قائلا: بدأنا برنامجًا جريئًا للإصلاح الاقتصادي، وخلق فرص عمل، يتضمن: خفض العجز المالي، وأن يكون سعر الصرف أكثر مرونة، وخطة سريعة لتشجيع القطاع الخاص وتحسين بيئة الاستثمار من خلال حزمة من السياسات والتشريعات والحوافز غير المسبوقة، مشيرا إلى أن مصر أصدرت في الأشهر الأخيرة حزمة من التشريعات، التي تزيل العوائق البيروقراطية، وتعزز المنافسة، وتحمي حقوق الملكية الفكرية، وفي غضون أيام قليلة، سنصدر قانونًا جديدًا للاستثمار يتضمن حوافز غير تقليدية للشركات الأجنبية والمحلية، ويتيح سهولة تحويل الأرباح خلال 3 أشهر، وإعفاءات ضريبية تصل لـ10 سنوات، وأراضي بالمجان، وتخفيض 50% على أسعار الطاقة.

دعوة للمشاركة في التنمية المصرية
ودعا أبو العينين الحضور إلى المشاركة في جهود التنمية التي تقوم بها مصر، مؤكدا أن الاستثمار في مصر المستقرة والمزدهرة مصلحة لكم وللمنطقة والعالم، مشيرا إلى أننا نعلم أن الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لمصر، ومن أكبر المستثمرين الأجانب فيها، مستشهدًا في ذلك بأن السنوات الماضية لم تشهد انسحاب أي من الاستثمارات الأمريكية من مصر رغم ما شهدته البلاد من تغيرات سياسية، مؤكدا في هذا الصدد أنه يمكن الاستفادة أكثر من الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، وأن ننتقل من المعونة إلى التجارة.

مصر مركز للشركات الأمريكية
وقال: نريد أن تصبح مصر مركزًا للشركات الأمريكية التي ترغب في الاستثمار في الصناعة والزراعة والتكنولوجيا العالية والخدمات والطاقة، ونتطلع إلى الشركات الأمريكية لتكون شريكا رئيسيًّا لنا في مشروعاتنا العملاقة، نتطلع إلى دور جديد للحكومتين الأمريكية والمصرية لتعزيز حركة الاستثمار والتجارة بين البلدين، متسائلا عن اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين مصر والولايات المتحدة.. ألم يحن الوقت بعد لتوقيعها؟

إمكانيات مصر التنموية
وعدَّد عضو المجلس الرئاسي لرجال الأعمال المصريين والأمريكيين، إمكانيات مصر الهائلة التي تؤهلها لأن تكون شريكًا قويًّا وجاذبًا للاستثمار، حيث إنها تعد أكبر سوق محلي في المنطقة، وموقع مصر الاستراتيجي يجعلها الجسر الذي يربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، كما أن مصر تمتلك سلسلة اتفاقات تجارة حرة تتيح نفاذ منتجاتنا وخدماتنا إلى أسواق 1.6 مليار مستهلك في المنطقة العربية وإفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى إنشاء أكبر منطقة اقتصادية في العالم حول قناة السويس.

كلمة الختام
وختم "أبو العينين" كلمته مؤكدًا أن الفرصة مهيأة لفتح فصل جديد في الشراكة المصرية الأمريكية، موجهًا حديثه للحضور قائلا: "وأنتم كصناع قرار ومفكرين ورجال أعمال لكم دور رئيسي في مجال تعزيز هذه الشراكة، موجهة دعوته للحضور للاطلاع على ما تقوم به مصر من جهود لإعادة بناء مستقبل أفضل لنفسها ومنطقتها والعالم، داعيًا الله أن يحل الأمن والسلام على ربوع العالم، متمنيًا أن تنتهي المآسي التي تعيشها شعوب منطقتنا، وأن يتوقف نزيف الدماء والكرامة الذي يدمي قلوبنا ويبكي أعيننا كل يوم".