الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيل عميد الأدب العربي.. أضاء العقول رغم ظلام عينيه.. و"سوزان بريسو" صاحبة الفضل في مسيرته

صدى البلد

حلول الذكرى الـ43 لرحيل عميد الأدب العربي
الدكتور طه حسين ولد في إحدى قرى محافظة المنيا عام 1889
كان ترتيبه السابع لأبيه الشيخ حسين الموظف بشركة السكر
اتهم بالزندقة عندما نال شهادة الدكتوراة عن "أبي علاء المعري"
تزوج من فرنسية كانت لها عظيم الأثر في وصوله لتلك المكانة


هو أديب وناقد مصري وأحد أبرز الشخصيات التي أثرت الحركة العربية الأدبية حتى لقب بـ"عميد الأدب العربي"، هو الدكتور طه حسين الذي حلت أمس الذكرى الـ43 لرحيله، حيث رحل في مثل هذا اليوم من عام 1973.

يعد طه حسين من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، يراه البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي، في حين يراه آخرون رائدا من رواد التغريب في العالم العربي كما يعتقد البعض أن الغرب هو من خلع عليه لقب عميد الأدب العربي.

ولد طه حسين يوم الجمعة 15 من نوفمبر عام 1889، هو سابع أولاد ابيه الشيخ حسين في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا، لم يمر على عيني الطفل الصغير طه أربعة أعوام حتى اصيبتا بالرمد ما أطفا النور فيهما الى الابد.

في عام 1902 دخل طه حسين الازهر للدراسة والاستزادة من العلوم العربية فحصل فيه ما تيسر من الثقافة ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة ولكنه ضاق ذرعا فيها فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها بالأزهر وكأنها أربعون عاما -حسبما ذكر هو بنفسه- نظرا الى الرتابة وعقم المناهج وعدم تطور الأستاذة.

ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها كان طه حسين أول المنتسبين اليها، حيث درس العلوم المصرية والتاريخ والجغرافيا وعددا من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية، نال في عام 1914 شهادة الدكتوارة في (ذكرى أبو العلاء المعري) ما أثار ذلك ضجة في الأوساط الدينية، واتهمه أحد أعضاء البرلمان المصري بالزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.

وفي نفس العام أوفدته الجامعة المصرية إلى "مونبيلية" بفرنسا لمتابعة آخر ما وصلت اليه الدراسات الفرنسية من التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، وصل إلى باريس وكله إصرار وتحدي على تحقيق هدفه، فدرس في جامعتها مختلف الاتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والحديث واعد خلالها اطروحة الدكتوراة الثانية وعنوانها (الفلسفة الاجتماعية عند ابو خلدون).

وفي فرنسا عاصمة النور والجمال تعرف على فتاة من أصل سويسري أحبته وهامت به وبرغم اعتراض أسرتها عليه إلا أنها أصرت أن ترتبط به وأن تكمل معه باقي حياتها، فقد ساندها ودعمها ماديا ومعنويا عمها بعد مقابلته مع طه حسين ليعلن دعمه لهما.

وبالفعل تزوج هو والسيدة سوزان بريسو الفرنسية السويسرية التي ساعدته على الإطلاع أكثر بالفرنسية واللاتينية فتمكن من الثقافة الغربية الى حد بعيد فقد كانت بالنسبة له (العين) التي يبصر وينتقي بها.

كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته فقامت له بدور القارئ وأمدته بالكتب التي تم كتابتها بطريقة (بريل) حتى تساعده على القراءة بنفسه كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائما، وقد أحبها طه حسين حبا جما، ومما قاله (إنه منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم) وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما أمينة التي تزوجت الدكتور حسن الزيات وابنا يدعى مؤنس.