الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بحث فرنسي يكشف منهجية «الإخوان» لاختراق كبرى المؤسسات الأوروبية والعالمية.. الجماعة تنقل مقرها من لندن إلى النمسا وتنتشر في جميع دول القارة العجوز

صدى البلد

  • بحث فرنسي: منظمات قوية تدير تحركات جماعة الإخوان وتخترق المؤسسات الأوروبية والدولية.. وأقوى ذراع أوروبي للإخوان في فرنسا
  • رغم تداعي الجماعة في الشرق الأسط إلا أنهم لا يزالون متماسكين
  • مؤسسة "أوروبيان تراست" ممول لمعاهد وكليات الإخوان في أوروبا
  • "ندى مانجمنت جروب" عصب الجماعة ومشتبه في تمويلها لجماعات متطرفة وإرهابية
  • الجماعة تسيطر على إعداد الدعاة في فرنسا وأوروبا
سلط الباحث الفرنسي في شئون الإسلام السياسي، ألكسندر ديل فال، الضوء في بحث مطول على موقع "أتلانتيكو" الفرنسي، على استراتيجية جماعة الإخوان المسلمين، لاختراق المؤسسات العالمية والأوروبية الكبرى، تحت ذريعة الحرية الدينية والتعددية الوهمية، موضحا أن الإخوان نقلوا مقرهم من لندن إلى النمسا.

رغم غياب المركزية.. الجماعة لا تزال متماسكة
وأوضح الباحث أنه على الرغم من عدم المركزية التي تعيشها الجماعة في الوقت الحالي، والانفصالات الكثيرة التي خلقت حركات مستقلة في الوقت الحالي، إلا أن الجماعة تبدو متماسكة بدرجة جيدة نسبيا، إذ إنها تنتشر في كل مكان، بداية من نشأتها في مصر، ثم الأردن والسودان والكويت، حيث تحظى الجماعة بتمثيل برلماني، ثم في باقي العالم العربي، التي تتحرك فيه من خلال جماعات تحظى بنفوذ، مثل سوريا واليمن، أو تحظى باسم مختلف، كما في فلسطين (حماس) والجزائر، والسودان (الجبهة الإسلامية القومية)، وفي أفغانستان باسم (الحركة الإسلامية لنيازي ورباني)، كما في تونس تحت اسم "حركة النهضة"، والمغرب (حزب العدالة والتنمية، وجماعة العدل والإحسان).

ويشير البحث إلى أن الجبهة الإسلامية القومية، لحسن الترابي في السودان، شكلت أولى الحركات التابعة للإخوان التي تحقق نجاحات مذهلة، إلى جانب حركة "حماس" الفلسطينية، تلى ذلك، وصول الجماعة للحكم في مصر في أوج الربيع العربي من خلال حزب الحرية والعدالة للرئيس محمد مرسي، قبل أن تتم الإطاحة به، كل هذا يضاف إلى أن الإخوان قريبين من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ومن قائده ومؤسسه، رجب طيب أردوغان.

انتشار الإخوان في العالم الغربي
وبحسب الباحث، فإلى جانب هذا الانتشار الواسع في الشرق الأوسط، فإن الإخوان يتمتعون بتمثيل في كل دولة أوروبية، وعلى المستوى القاري أيضا، من خلال منظمات كبرى، مثل "اتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا"، و"اتحاد الجماعات والمنظمات الإسلامية لإيطاليا"، وكذلك "اتحاد المنظمات الإسلامية لأوروبا".. إلخ.

منتشرون في كل البلدان الأوروبية
يوضح ديل فال أنه في عام 1996، أسس اتحاد المنظمات الإسلامية لأوروبا، بدعم من قطر، مؤسسة "أوروبيان تراست" المالية المخصصة لجمع الأموال من أجل تمويل النشاطات المختلفة، منها المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في سانت ليجيه دي فورجريه، في فرنسا، وكذلك هيئة المدارس الإسلامية في أوروبا، ومجلة الترف "الأوروبية".

وقال الباحث إنه في العام نفسه أيضا، قام اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا أيضا، بالتعاون مع المجلس العالمي للشباب الإسلامي، بإنشاء قسم خاص للشباب، تحت مسمى "منتدى شباب المسلمين الأوروبيين والمنظمات الطلابية" في بروكسل، والذي أداره في البداية إبراهيم الزيات.

ويلفت الباحث إلى أن هذا المنتدى أصبح، في الوقت الحالي بحسب تعريفه لنفسه، بمثابة "صوت الشباب المسلم في أوروبا"، وفي الوقت الحالي، يشرف المنتدى على شبكة من 37 منظمة من أعضائه، بالإضافة إلى انه يقيم علاقات مع البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والأمم المتحدة.

في ألمانيا وسويسرا
وعلى الجانب الآخر من نهر الراين، ولاسيما في ألمانيا وسويسرا، فقد أسس إخوان مصر العديد من المنظمات الإسلامية الأوروبية القوية والقديمة التي تعود إلى عام 1958، مثل "الجماعة الإسلامية في ألمانيا"، والتي أسسها سعيد رمضان، أحد الرواد القدماء للجماعة، وزوج ابنة مؤسس الجماعة، ثم "المركز الإسلامي في موناكو" بمقاطعة بافاريا الألمانية، ثم "المركز الإسلامي في جنيف"، والذي لا يزال يديره عائلة رمضان (هاني وطارق رمضان).

بنك التقوى.. عصب الإخوان المسلمين
في سويسرا أيضا، تأسس بنك التقوى عام 1988، قبل أن يتم تغيير اسمه بعد تحقيق أمريكي ضد الإرهاب عقب 11 سبتمبر إلى "ندى مانجمنت جروب".

وبحسب الباحث، فإن البنك لديه 3 أفرع حول العالم وهي "سويسرا، ودولة "ليختنشتاين"، وكذلك في جزر البهاما، واستطاع هذا البنك أن يحقق ازدهارا كبيرا على مدى عقود، ويجمع الأموال من السعودية وقطر والإمارات والكويت، لإعادة توزيعها على الجماعات الإسلامية التابعة للإخوان في أوروبا، كما أنشأ البنك شبكة واسعة من المنظمات والمساجد والمراكز الإسلامية المرتبطة بالجماعة.

وبين الباحث أن نشاط البنك يمتد إلى 30 دولة، ويتولى إدارة الأموال التي تأتي من الخليج إلى أوروبا لتمويل الحركات الإسلامية في القارة العجوز، ويرأس هذا البنك، الملياردير المصري الحاصل على الجنسية الإيطالية، يوسف ندى، وهو من أكبر قيادات الإخوان على الصعيد الدولي، ويتولى إدارة شئون الجماعة من مدينة لوجانو بسويسرا.

ومن بين المساهمين في البنك، بحسب الباحث، الداعية الشهير، يوسف القرضاوي، وأحمد إدريس نصر الدين، القنصل السابق للكويت في إيطاليا، الذي تم استجوابه بعد 11 سبتمبر بسبب الاشتباه في علاقته مع القاعدة.

وبحسب العديد من الاستخبارات والمختصين في الإرهاب، لا سيما في الدول الغربية والعربية، فإن بنك التقوى شكل حتى أحداث 11 سبتمبر، أحد المراكز الكبرى لتمويل الإسلاميين في العالم، من بينهم إرهابيون، فكما تكشف التحقيقات التي تم إطلاقها ضد القاعدة في إيطاليا وسويسرا، فإن تمويل الجماعات المتطرفة والعنيفة، تم من خلال هذا البنك إلى منظمات إسلامية.

في السياق نفسه، أوضح الباحث أن الإخوان قاموا أيضا بإنشاء مع حلفاء ذو توجه وهابي، خلال ثمانينيات القرن الماضي، مؤسسة "قرطبة"، في لندن، والتي يديرها أنس التكريتي.

فرنسا أقوى ذراع للإخوان
أما في فرنسا، فيشكل "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا"، أهم وأنشط منظمة للإخوان في أوروبا، وتتحكم في عدد كبير من المساجد، وتجذب عشرات الآلاف من المناضلين والمتعاطفين لتجمعها السنوي الذي تقيمه في مدينة بورجيه.

كما أنشأ الإخوان في فرنسا بالتعاون مع دول الخليج، المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، الذي يتولى إعداد الائمة الأوروبيين، كما أنه يرتبط بشكل مباشر بالمجلس الأعلى العالمي للمساجد في السعودية، وفرعه الأوروبي الواقع في بروكسيل.

كما يرتبط المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية أيضا بالمعهد الإسلامي لإعداد الدعاة والائمة في أوروبا، الواقع أيضا في العاصمة البلجيكية.

ولفت الباحث إلى أن المعهد ممول من خلال شخصيات قيادية في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وكذلك من قيادات للجماعة مثل، أحمد جاب الله وزهير محمود ويوسف القرضاوي، الذي يتولى إدارة المجلس العلمي فيه، دون نسيان أيضا، فيصل مولوي، القائد التاريخي للاتحاد.

الإخوان ينقلون مقرهم من لندن إلى النمسا
وكشف الباحث عن أن الإخوان المسلمين نقلوا مقرهم من بريطانيا إلى النمسا، تجنبا للتحقيقات التي أجرتها لندن حول الاشتباه في تورطهم في نشر الأصولية على أراضيها، وإقامة علاقات مع جماعات متطرفة وإرهابية.

وقال الباحث إن فتح بريطانيا لتحقيق ضد نشاط الإخوان على أراضيهم، الذي لاقى ترحيبا من السلطات المصرية، جعل الإخوان تنقل بشكل مفاجئ مقرها من لندن إلى النمسا للإفلات من التحقيق، الذي أثبتت نتائجه أن الإخوان لهم علاقة مع جماعات "لها هدف واقعي في نشر الأصولية في بريطانيا العظمى والعالم العربي".

وأضاف أنه منذ اعتداءات 2012 في فرنسا، والحرب الأهلية في سوريا، ثم الهجوم المشترك لدولة الإمارات ومصر تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ضد الجماعة، وما تلى من ظهور داعش، يبدوا أن القادة الأوروبيين بدأ يتولد لديهم وعي معاكس لجماعة الإخوان، وهو ما ظهر في تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس العام الماضي، الذي هاجم الطبيعة الخطرة والشمولية لأيدولوجية الإخوان، داعيا إلى مكافحة خطابهم إلى جانب خطاب الجماعات السلفية.

ولفت الباحث إلى أنه حتى بريطانيا بدأت تدرك خطر نشاط هذه المنظمة المخرب للأمن واندماج المواطنين المسلمين القادمين من خلال الهجرة، بحسب رأيه، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، لفتح تحقيق حول علاقات الإخوان في بريطانيا مع الجماعات المتطرفة والإرهابية.