الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ننشر نص ورقة سياسات العمل التطوعى المقدمة من شباب الأحزاب للرئاسة

صدى البلد

حصل "صدى البلد" على نص ورقة سياسات العمل التطوعى، الذى تقدم به شباب الأحزاب السياسية إلى مؤسسة الرئاسة، حيث تستهدف الورقة الوصول إلى 8 ملايين ساعة عمل تطوعي شهريا.

وتضمن الملخص التنفيذى لهذه الورقة أن العمل التطوعى يعد من أهم الثروات الاجتماعية والاقتصادية لكافة الدول التى اتخذت من الإدارة الحديثة والعلم وسيلة لإحداث طفرة فى مجالها العام وصولًا لمجتمع فاعل وقادر على مواجهة تحدياته.

تهدف ورقة السياسات المقدمة إلى وضع آليات وحوافز للوصول إلى مليون متطوع قادرين على بذل 8 ملايين ساعة عمل تطوعى شهريًا، والعمل على تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة ومؤسسات العمل العام من خلال رؤية شباب الأحزاب السياسية بإدخال تعديلات تشريعية ووضع سياسات اجتماعية وإعلامية قادرة على تحقيق هذا المعدل من ساعات العمل التطوعى وبالمقابل الحد من الآثار السلبية المعوقة لهذا البرنامج الطموح، من خلال محو الصورة الذهنية الخاطئة للعديد من الشباب الذى تم استغلال جهودهم التطوعية بشكل سلبى من خلال سوابق تطوعية فى مجالات متعددة وتمهيد لأن يكون العمل التطوعى أحد عناصر الإنجاز للرؤية الشاملة 20/30.

والعمل التطوعى يعنى التبرع بالجهد أو المال أو الوقت أو الثلاث معًا، وقد يكون التطوع كليًا وقد يكون جزئيا، وذلك بتوفير بعض المزايا المادية أو العينية أو الأدبية وهو النموذج الأمثل للحالة المصرية، وقد يكون اختياريا بأن يكون المتطوع مهتم بالعطاء فى مشروع بعينه، وقد يكون جبريا وذلك فى حالة العقوبات التقويمية وقد أفرد الدستور المصرى الصادر فى 2014 مساحات واسعة لتحفيز مؤسسات العمل العام مثمنًا دورها المفترض فى خدمة المجتمع، كما أولى محو الأمية عناية خاصة فى المادة 25 من الدستور التى نصت على:

"تلتزم الدولة بوضع خطة شاملة للقضاء على الأمية الهجائية والرقمية بين المواطنين فى جميع الأعمار، وتلتزم بوضع آليات تنفيذها بمشاركة مؤسسات المجتمع المدنى، وذلك وفق خطة زمنية محدد".

والهدف العام من تلك الورقة الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ يتم من خلالها تحفيز الشباب للعمل التطوعى من خلال رؤية طموحة قائمة على مبررات منطقية كون الشباب هم الأكثر قدرة على العطاء وفقًا لمعطيات الوقت والجهد ووفقًا لمعيار تمثيلى يشكل 60% من المجتمع المصرى، فتحفيز تلك الجهود ووضعها فى إطار تنظيمى سليم سيشكل حجر الزاوية لمشروع محو الأمية وغيره من المشاريع القومية.

كما ترتكز هذه الورقة على 3 محاور وهى المحور التشريعى والمحور الاجتماعى والمحور الإعلامى:

وبالنسبة للمحور التشريعى فهو يعتمد على إعادة النظر فى الفلسفة العقابية باستحداث العقوبات التقويمية لتحل محل عقوبة الحبس، وذلك فى أغلب مواد الجنح وبعض مواد الجنايات كالتفرقة بين ضحايا الإدمان كمثال لمن يخضع لهذا النوع المستحدث من العقوبات والاتجار والذى يجب أن يظل خاضعا للعقوبة الأصيلة، وأمثلة أخرى فى بعض مواد الجنح كشغب الملاعب، وبذلك يتم الاستفادة من الخاضعين لتلك العقوبات فى مشاريع العمل التطوعى بشكل جبرى بما يعم بالفائدة على الدولة وعليهم باعتبار العمل التطوعى جزءا من إعادة دمجهم بشكل سليم فى المجتمع بشكل لا يؤثر على حياتهم العملية.

وضع حوافز ضريبية وامتيازات اخرى للمؤسسات التى تسمح وتشجع العاملين بها بالقيام بالأعمال التطوعية أو تلك التى تقوم بالتبرع المادى لأحد مؤسسات العمل العام (جمعيات أهلية، أحزاب سياسية، نقابات).

تكليف الكيان المستحدث القائم على تفعيل وترشيد العمل التطوعى دون غيره باستخراج شهادات الخدمة المدنية على أن يضم صحيفة بعدد ساعات التطوع المجتمعى، واعتماد تلك الصحيفة باعتبارها احد المزايا التنافسية للمتقدمين للعمل بالجهاز الإدارى للدولة، ووضعها ضمن عناصر التقييم السنوى للعاملين المدنيين بالدولة وفقًا للائحة قانون الخدمة المدنية، كذا وحث شركات القطاع الخاص وقطاع الأعمال بإنتهاج نفس السياسات.

وبالنسبة للمحور الاجتماعى.. يعتمد على استحداث درجات التفوق المجتمعى بالتساوى والتوازى مع درجات التفوق الرياضى على أن تمنح تلك الدرجات وفقًا لمعيار موضوعى كمًا وكيفًا للطلبة فى كافة المراحل الدراسية حتى نهاية المرحلة الجامعية بل وصولًا لطلبة الدراسات العليا، وتفعيل مادة التربية الوطنية فى المدارس منذ المرحلة التعليمية الأولى وتطويرها واستحداث فصل كامل عن العمل التطوعي وأهميته، وإقامة فعاليات لأولياء الأمور فى المدارس وأعضاء النوادى الاجتماعية والمنتديات الثقافية حول أهمية الدور الذى يلعبة العمل التطوعى فى نهضة الأمم وتقدير المتفوقين فى العمل التطوعى أدبيًا بشكل لائق وعلنى وبصفة دورية وذلك لتحفيز غيرهم على حذو ذات المسار.

كما يرتكز المحور الإعلامى على استخدام القوة الناعمة لوسائل الإعلام لإحداث تغيير فى الثقافة المجتمعية نحو العمل التطوعى وحث المجتمع على احترام وتقدير العمل التطوعى، وذلك بتصميم حملات تسويق سياسى موجهة.. على أن يتم مراعاة العناصر التالية فى الحملة.

1. تصميم الحملة بالكامل يكون من خلال خبراء متخصصين فى مجال التسويق السياسى.
2. التركيز على "social media marketing" التسويق الشبكى تحت إشراف خبراء تسويق سياسى "political marketing"
3. وجود تنسيق دائم بين الخبراء وبين الهيئة العامة للاستعلامات، لإمدادهم بكافة المعلومات اللازمة وفقًا لأحدث الإحصائيات
4. تصميم حملات موازية من خلال خبراء على باقى وسائل الإعلام مرئية ومسموعة ومقروءة.

واختتمت الورقة: تطبيق تلك التوصيات وما يستجد حسب ما تفرضة التجربة من متغيرات كفيل خلال عام من الوصول للعدد المستهدف من عدد الساعات التطوعية، ومع ختام 2030 سيكون هذا الرقم تم مضاعفته مرات عديدة ولكن كل ذلك مرهون بمدى فعالية الكيان المستحدث القائم على تفعيل وترشيد العمل التطوعى ومدى قدرته على خدمة المشروعات القومية بداية من مشروع محو الأمية وصولًا لبقية المشاريع كأنقاذ أطفال الشوارع وغيره.

وتعقد مؤسسة الرئاسة اليوم السبت، لقاء موسعا مع شباب الأحزاب للعمل على تنفيذ توصيات مؤتمر الشباب، الذى عقد فى شرم الشيخ، وتفعيل المشاركة التطوعية لشباب الأحزاب والتعرف على خطتهم فى هذا الملف.

ومن المقرر أن يناقش اللقاء ما توصلت إليه الأحزاب بشأن التوصيات، ومناقشة 3 ورقات تخص العمل التطوعى لشباب الأحزاب ومشروع محو الأمية بعد عقد عدة ورش عمل.