الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فوز «ترامب» يحبط مخططات الإخوان.. سيناريوهات «التخلي» عن الجماعة سبق تجهيزها في الدوحة وأنقرة.. وتصنيفها «إرهابية» على رأس أولويات الكونجرس

هوما عابدين وكلينتون
هوما عابدين وكلينتون قبل النتيجة

  • الدوحة وأنقرة مجبرتان على تغيير خططهما المستقبلية تجاه الجماعة
  • فوز كلينتون كان مؤشرا على استمرار مخطط الجماعة التخريبي في المنطقة
  • العرب القطرية: ترامب سيغرق العالم في مرحلة غموض قصوى
  • أردوغان يدعي كذبا: وجهات نظر متقاربة مع ترامب فى عدة قضايا
"صفعة من العيار الثقيل" تلقاها تنظيم الإخوان المسلمين عقب فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة ليصبح الرئيس الخامس والأربعين، حسابات جديدة وإعادة حسابات قديمة وفتح قنوات مع أصدقاء قدامى والتخلي عن أصدقاء حاليين، وتحركات إقليمية وقرارات سريعة، كل هذا بدا في المشهد للحفاظ على بقاء الجماعة في المشهد، خاصة أن الرئيس الجديد أعلن في حملته الانتخابية أنه سيدعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بما يعني أن عناصر عدم الاستقرار ومنها جماعة الإخوان المسلمين ستتم محاسبتها.

الإخوان كانوا يعولون على تأييد كلينتون السابق للجماعة، ولكن أتت "الرياح بما لا تشتهي السفن"، وبات سيناريو تخلى قطر وتركيا عن دعم الإخوان للحفاظ على العلاقات مع أمريكا سابق التجهيز معدا للتنفيذ بأسرع مما كان يتوقع أحد، تصنيف التنظيم "إرهابيًا" فى واشنطن سيجبر الدوحة وأنقرة على تغيير خططهما المستقبلية تجاه الجماعة.
 
تأييد كلينتون السابق للجماعة

منذ بداية الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة وفوز الديمقراطية هيلاري كلينتون كاد أن يكون مؤكدا، إذ ظهر تفوقها في المناظرات الرئاسية الثلاث وكان للإعلام دور كبير في التركيز على نقاط قوتها من خبرة واسعة في المجال السياسي في مقابل انعدام الخبرة السياسية لمنافسها، كما استغل ترامب نقطة ضعفها وهي عدم الاهتمام بإعطاء أسباب قوية وكافية لشريحة من الناخبين للتصويت لها، واعتمادها فقط على انعدام خصمها من الفرص التي تؤهله للفوز في الانتخابات.

وجاء فوز ترامب بمثابة صدمة للعديد من الأحزاب السياسة والجماعات، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تبني آمالًا على وصول كلينتون إلى الحكم للحفاظ على العلاقة الجيدة التي تجمع الطرفين، إذ كان وصولها للحكم بمثابة فرصة للجماعة للعودة إلى المشهد السياسي في وقت قريب، خاصة أن مستشارتها "هوما عابدين" كانت على صلات قوية بالجماعة-بحسب الصحافة الأمريكية.

عداء ترامب لجماعة الإخوان المسلمين

وفي المقابل كانت تصريحات ترامب عدائية للجماعة واتهم كلينتون من قبل بأنها ساعدت الجماعات المتشددة في الوصول إلى الحكم، على حد قوله، وقال وليد فارس، مستشار العلاقات الخارجية في سبتمبر الماضي، إن ترامب يؤيد مشروع قانون مطروح فى الكونجرس بوضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، مؤكدًا أنه سيوقع عليه حال توليه منصب الرئاسة الأمريكية، بحيث يجعل داعش والإخوان على قائمة واحدة، ويرى بعض السياسيين أنه كرد فعل لهذه التصريحات قد تزداد العمليات الإرهابية في الفترة المقبلة بأمريكا، كما سيؤثر إعلان الإخوان تنظيمًا إرهابيًا على ثروات الجماعة فى البنوك ومصادر تمويلها الدولية.

سيناريو تخلى قطر وتركيا عن دعم الإخوان
وكما وقعت الصدمة على الجماعة، وقعت أيضا على داعميهم في الدوحة وأنقرة، حيث سادت صدمة كبيرة فى دولة قطر بعد فوز الجمهورى ترامب على المرشحة الديمقراطية "الأثيرة" لقطر، والتى دعمتها العائلة الحاكمة القطرية بملايين الدولارات فى صورة هدايا سرية - بحسب الصحافة الأمريكية - ضمن ما يعرف بقضية تسريب الرسائل الإلكترونية لمدير حملة هيلارى كلينتون "جون بوديستا".

كما كتبت صحيفة العرب القطرية، أن "فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية أحدث زلزالا سياسيا غير مسبوق"، ووصفت الصحيفة القطرية ترامب بـ"الملياردير الأمريكى الشعبوى الذى لا يملك أى خبرة سياسية"، معتبرة أن ذلك "زلزال سياسى غير مسبوق يغرق الولايات المتحدة والعالم فى مرحلة غموض قصوى"، على حد تعبيرها.

باعوا الإخوان
فى حين أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني كان قد هنأ الرئيس الأمريكي المنتخب، بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قائلًا: "إننا نهنئ الرئيس الـ45 للولايات المتحدة ونتطلع لتعزيز العلاقات القطرية الأمريكية في مختلف المجالات".

فى السياق نفسه، يرى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أنه يتمنى مقابلة الرئيس الأمريكى وجهًا لوجه، مؤكدًا أنهما لديهما وجهات نظر متقاربة فى عدة قضايا، وهنا تكمن مخاوف الإخوان.
 
فهل من الممكن أن تخسر الجماعة حليفتيها قطر وتركيا، فى سعيهما لحفظ توازن العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة إذا تم فعلًا تصنيفها من الكونجرس الأمريكى كجماعة إرهابية، أم ستغير جماعة الإخوان سياساتها وآراءها تماشيًا مع التغييرات الجديدة؟