الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القوات المسلحة تعالج شباب التجنيد المصابين بـ «فيروس سي».. مدير الخدمات الطبية: صرف العلاج مجانا ومتابعة شهرية للمريض.. والصعيد على رأس الأولويات

صدى البلد

  • اللواء طبيب مصطفى أبو حطب:
  • العلاج مجاني وبسعر رمزي والأدوية متوفرة ولا يوجد عجز
  • نسبة الشفاء تقترب من 100% بلا مبالغة ولا يوجد أي قوائم انتظار لمرضى
  • علاج المجندين في أحد المراكز الطبية التابعة للجيش أو التابعة لمحافظته
  • يقوم الاستشاري بتقييم المريض حسب الحالة العامة حتى يتم تحديد البروتوكول العلاجي المناسب له
  • تنسيق بين إدارة الخدمات الطبية ووزارة الصحة واللجنة القومية لمكافحة «فيروس سي»
  • استحداث 7 مراكز علاجية لعلاج مرضى «فيروس سي» بالمستشفيات العسكرية
  • يتم التأكد من أن الشاب المصاب ليس لديه اشتراك في التأمين الصحي حتى لايحدث ازدواج في صرف العلاج
في إطار جهود الدولة لمكافحة «فيروس سي»، وتنفيذا لتعليمات ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعلاج مليون مصري من هذا المرض، وتنفيذا لتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة لعلاج شباب التجنيد المصابين بـ«فيروس سي»، شاركت القوات المسلحة في الحملة القومية لعلاج مرض «فيروس سي»، وبدأت نهجا جديدا يتمثل في علاج شباب المجندين الجدد المصابين بالفيروس.

اللواء طبيب مصطفى أبو حطب، مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، أوضح أنه في الآونة السابقة كان يتم إعفاء المجندين المصابين بالمرض من التجنيد بسبب عدم اللياقة الطبية، ولم تكن القوات المسلحة تشارك في تقديم الخدمة العلاجية لهؤلاء المجندين الجدد، وبالتالي تحملت الدولة عبء العلاج، وانطلاقا من أن القوات المسلحة جزء مهم من الدولة ولها دور فعال، تم التفكير في علاج الشباب المجندين الجدد.

وقال مدير إدارة الخدمات الطبية، خلال لقاءئه بالمحررين العسكريين في مستشفى حميات القوات المسلحة أثناء زيارته لمتابعة عملية الفحص والعلاج لشباب المجندين المصابين بمرض «فيروس سي»، إنه في البداية يتم تسجيل بيانات المجند المصاب ويتم إجراء التحاليل اللازمة له ومنحه كارت تردد أو متابعة للعلاج في أحد المراكز الطبية التابعة للقوات المسلحة والتابعة لمحافظته تيسيرا له.

وأضاف «أبو حطب» أن كل مركز علاجي مجهز باستشاري وأجهزة معملية وجهاز الموجات فوق الصوتية وجهاز «الفيبروسكان»، والصيدلية، ويقوم الاستشاري بتقييم المريض حسب الحالة العامة له مع مراجعة تحاليله، حتى يتم تحديد البروتوكول العلاجي المناسب سواء كان العلاج ثنائيا أو ثلاثيا أو مختلط، ويتم صرف العلاج من الصيدلية مع متابعة المريض دوريا كل شهر.

وأشار مدير إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة، إلى أن هناك تنسيقا بين إدارة الخدمات الطبية ووزارة الصحة واللجنة القومية لمكافحة «فيروس سي»، حيث يتم إرسال قاعدة بيانات المجندين المرضى إلى وزارة الصحة لتسجيلها في البرنامج القومي لمكافحة الفيروسات، ومن المخطط لاحقا إرسال بيانات أسرة المجند المصاب بالمرض والمخالطين له إلى قاعدة البيانات الرئيسية بوزارة الصحة لفحصهم وعلاج المصاب منهم، وهذه خطوة لم تفعل بعد.

وعن المراكز العلاجية المستحدثة لعلاج مرض «فيروس سي»، كشف «أبو حطب»، عن أنه تم استحداث 7 مراكز علاجية جديدة، وهي بمستشفى الحميات وألماظة والمنصورة العسكري وبمستشفى الإسماعيلية وسوهاج العسكري وبمستشفى كفر الشيخ وعيادات الزقازيق وبمستشفى بني سويف، بالإضافة إلى المراكز الموجودة بالفعل في جميع مستشفيات القوات المسلحة في جميع المحافظات، مشيرا إلى أن هذه المراكز مجهزة تكنولوجيا بالحواسب الآلية وبالموارد البشرية المدربة على الإدخال إلى قواعد البيانات.

وأكد مدير إدارة الخدمات الطبية أن مرض «فيروس سي»، مشكلة عالمية، وليست في مصر فقط، حيث إن الإحصائيات أكدت أن مليون ونصف المليون حالة وفيات سنويا على مستوى العالم، 7% منها يمثل فيروس سي و13% منها يمثل أجساما مضادة، ولذلك تم الاهتمام بهذا المرض، موضحا أن العلاج متوفر تماما ولا يوجد عجز فيه ولا توجد أي قوائم انتظار لمرضى، ونسبة الشفاء تقترب من 100% بلا مبالغة.

وقال إن المناخ طيب ويتم توفير رعاية صحية لشباب التجنيد في بلدهم ويتم علاجهم ومنحهم شهادة "لم يصبه الدور" بعد الشفاء.

وأضاف: «ومستشفى الحميات أحد وحدات المنظومة العلاجية في القوات المسلحة، واختياره ضمن منظومة علاج شباب التجنيد وطلبة الكليات العسكرية والمتطوعين، نابع من أنه مستشفى «تخصصي أولا»، يتوفر فيه كل الإمكانيات، موضحا أن قرار علاج الشباب جاء بناءً على تعليمات القيادة السياسية».

وتابع: «مرض "فيروس سي"» أحد المشاكل الكبيرة في مصر، وينتشر بنسبة كبيرة، وليس له أعراض في أعمار مبكرة، ويتم اكتشافه في أعمار بعيدة، وتظهر أعراضه ومضاعفاته مؤخرا»، مشيرا إلى أن أهم ما يميز مشروع علاج شباب المجندين أن القوات المسلحة تستقبل الشباب المجندين المصابين في بداية حياتهم من عمر 18 سنة ولا يعلمون أنهم مصابون بالمرض، بالإضافة إلى أن «الوعاء التجنيدي» للقوات المسلحة يستقبل شبابا على مستوى جميع المحافظات.

واستطرد: «مستشفى حميات القوات المسلحة، خصص استقبال المجندين الجدد المصابين لمنطقتي تجنيد القاهرة والجيزة، عند ثبوت إصابتهم بالمرض، وباقي المصابين إلى مراكز علاجية تابعة لمحافظتهم»، موضحا أن الإجراءات تبدأ باستقبال الشاب وتوقيع الكشف الطبي وخضوعه للتحاليل والفحوصات والإشاعات الطبية اللازمة بجميع أنواعها، حتى يتم التأكد تماما من أن الشاب مصاب بالمرض.

وأوضح أنه يتم التأكد من أن الشاب المصاب ليس لديه اشتراك في التأمين الصحي، حتى لا يحدث ازدواج في صرف العلاج، وعندما تتوافر الشروط تماما، يتم عرض المصاب على لجنة من الاستشاريين لمراجعة التحاليل والإشاعات، وتفحص المريض وتقرر البروتوكول العلاجي له، ثم مرحلة صرف العلاج والمتابعة الشهرية من خلال الفحص الطبي للتأكد من تمام شفاء الحالة أو تطور الحالة.

وقال: «المنظومة العلاجية مجانية للمصاب، وكل ما يقوم بدفعه رسم رمزي، لا يخصص للقوات المسلحة، وإنما يخصص كعائد لتنمية الخدمة الطبية على مستوى الدولة، مع العلم أن سعر الجرعة الواحدة من البروتوكول الواحد يصل إلى 1200 جنيه خارج هذه المنظومة».

من جانبه، قال قائد مستشفى «بنى سويف العسكرى»، إن المستشفى يستقبل الشباب غير اللائقين طبيا للتجنيد بسبب إصابتهم بـ «فيروس سى»، وبرغم عدم تبعيتهم للمؤسسة العسكرية إلا أن القيادة العامة للقوات المسلحة صدقت على استقبالهم بالمستشفى والكشف عليهم وعمل التحاليل والفحوصات اللازمة وتشكيل لجنة ثلاثية لاتخاذ قرار العلاج بناءً على نتائج التحاليل ومتابعة حالاتهم فى جميع مراحلها حتى يتم شفاؤهم بالمجان.

وأوضح قائد المستشفى أن المستشفى يستقبل حالات الإصابة بين شباب المجندين فى منطقة شمال الصعيد، وأنه لا توجد قوائم انتظار بالمستشفى، مؤكدا أن نسبة الشفاء للحالات التى تم علاجها بلغت 100٪.

من جانبه، أوضح أحد استشارى الباطنة بالمستشفى أن إجراءات علاج الشباب المصاب تبدأ بتسجيلهم والكشف عليهم فى العيادات وعمل التحاليل والإشاعات اللازمة لكشف نسبة نشاط الفيروس – الـ «pcr»، ثم يتم بعد ذلك عمل خطة العلاج اللازمة، ويتم إجراء تحاليل جديدة للشباب الخاضعين للعلاج شهريا لاستبيان مدى استجابتهم للعلاج.

وقال: «أما مستشفي سوهاج العسكرى، فيخدم 7 محافظات بوسط وجنوب الصعيد لحل مشكلة السفر للقاهرة، حيث تنفذ مبادرة علاج الشباب المتقدمين للخدمة العسكرية، وتم اكتشاف إصابتهم بفيروس "C" مجانا داخل هذا الصرح الطبى المشهود له بالانضباط وتوافر الأجهزة الطبية الحديثة».

وقال مدير المستشفى إن "خدمات العلاج المقدمة للشباب المتقدم للخدمة العسكرية وتم اكتشاف إصابته بفيروس "C" يتم بالتنسيق مع وزارة الصحة، ويبدأ بوصول الشاب بخطاب من منطقة تجنيده، ثم يتم عمل تحليل "PCR" ونقوم بإجراء التحاليل الشاملة بالمستشفى والعرض على لجنة ثلاثية تقرر العلاج على حسب كل حالة والمتابعة المستمرة حتى الشفاء".

وأوضح إخصائي نظم المعلومات والأشعة والتحاليل داخل المستشفى، أن "بداية مراحل العلاج تبدأ بكارت تحويل من منطقة تجنيد أسيوط إلينا، حيث يخدم المستشفى محافظات أسيوط و سوهاج وقنا والأقصر والبحر الأحمر والوادى الجديد وأسوان، ويتم تسجيل بيانات الشخص وسحب العينة إرسالها لمعمل المستشفى والمجهز على أعلى مستوى ووجود أطباء متخصصين ذوي خبرة متميزة، وخلال نصف ساعة تكون نتائج التحليل جاهزة لتقديمها للطبيب".

وقال: «"أما قسم الأشعة فيتميز بوجود فريق عمل يقدم الخدمة للمريض بكل دقة وتحديد مدى تأثير الفيروس على الكبد والطحال وعمل تقرير بذلك خلال 15 دقيقة، ويتم العلاج خلال 3 أشهور، وفى كل مرة يتم الاتصال بالمريض لتذكيره بميعاد استلام العلاج واستقباله فى حالة ظهور أى أعراض جانبية أو الشعور بأى شكوى مرضية».

شباب التجنيد يتحدثون لـ «صدى البلد»
والتقى «صدى البلد» عددا من شباب التجنيد الجدد المصابين، تحدثوا عن تجربتهم في العلاج عن طريق مستشفيات القوات المسلحة.

يقول محمود رمضان عبد الحميد، مجند تابع لمنطقة الجيزة، إنه عندما تم توقيع الكشف الطبي عليه، وذلك ضمن إجراءات التجنيد، اكتشف أنه مصاب بـ «فيروس سي»، فتم إعطاؤه كارت متابعة لمستشفى حميات القوات المسلحة، واستلم جرعتين، وهو مستمر في العلاج، معربا عن شكره للقوات المسلحة علي جهودها وعلى الرعاية الطبية التي تقدمها لهم.

أما السيد محمد حسن، فأوضح أنه اكتشف عن طريق الصدفة قبل تقدمه إلى منطقة التجنيد أنه مصاب بالفيروس، وذلك أثناء تبرعه بالدم، فقام بإبلاغ المسئولين في منطقة التجنيد، وتم توقيع الكشف الطبي عليه واتخاذ اللازم، وإعطاؤه كارت متابعة وتم صرف العلاج له ومنحه شهادة تأجيل لمدة 3 سنين حتى يشفى.

ويقول محمد جمال سعيد، مجند، إنه مصاب بـ «فيروس سي»، وعند الكشف عليه في منطقة التجنيد، تبين أنه مصاب، فتم تحويله إلى مستشفى الحميات، وقاموا بصرف العلاج له 3 مرات.

وأوضح إسلام صلاح، أنه عند الكشف عليه، وجدوا اشتباها في نسبة من «فيروس سي»، فتم تحويله إلى تجنيد الحلمية، ثم مستشفى الحميات لتلقي العلاج وصرف الأدوية والمتابعة.

وأعرب المجندون عن خالص شكرهم للقوات المسلحة على جهودها في المساهمة الفعالة في علاج مرض «فيروس سي»، مؤكدين أن الرعاية الطبية تتم على أكمل وجه، لإتمام الشفاء بإذن الله.

وأعرب شباب التجنيد الذين تم علاجهم داخل مستشفى بني سويف العسكري عن فرحتهم الشديدة، وقدموا الشكر إلى القوات المسلحة التى سارعت إلى علاجهم قبل تفشى الفيروس أو نقله إلى محيطهم من ذويهم وأصدقائهم.

فيما قال أحمد محمد فارس، من مركز العدوة محافظة المنيا؛ وأحد الشباب الذين تم علاجهم، إنه اكتشف إصابته أثناء تقدمه للتجنيد، "ونتيجة لذلك لم ألتحق بالتجنيد وخرجت غير لائق طبيا، وعندما أبلغونى فى إدارة التجنيد بأن أتوجه إلى مستنشفى بنى سويف العسكرى لتلقى العلاج فرحت أنا وأسرتى لأنى أعمل مزارعا فى الأرض مع أشقائى"، ورجح إصابته بالفيروس من خلال استخدام أدوات "حلاق القرية".

وأكد الشاب أحمد ناجى محمد، من محافظة بنى سويف، أنه عندما علم بإصابته بالفيروس أثناء الكشف الطبى بمنطقة التجنيد شعر بالحزن، ليس لأنه مصاب بالفيروس، ولكن لأنه لم يستطع الالتحاق بصفوف القوات المسلحة قائلا: "جيشنا رجالة وكان نفسى أكون واحد منهم".

وقال إبراهيم رضوان، من محافظة قنا، وعثمان حمدى، من محافظة الأقصر، إن رحلة علاجهما بدأت عندما ذهبا لتقديم أوراقهما للالتحاق بالخدمة العسكرية، وتم اكتشاف إصابتهما بفيروس "c"، وإنهما جاءا إلى هنا وتم تحويلهما لمعامل التحاليل المركزية بالقاهرة لإجراء التحاليل اللازمة ثم عودتهما لاستكمال إجراءات استخراج أوراق العلاج على نفقة الدولة.

وأكدا أن كل ذلك دون المطالبة بأى مبالغ مالية مع تقديم خدمة طبية متميزة حتى وصلنا لمرحلة العلاج، ونتابع حاليا مع الطبيب المعالج، وأسعدنا كثيرا قرار العلاج بمستشفى سوهاج العسكرى، وذلك لقرب المسابقة بدلا من الساعات الطويلة للسفر للعلاج بالقاهرة.

-