الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس السيسي: آفاق رحبة لتعزيز التعاون مع البرتغال..مصر ضربت المثل في التسامح الديني للعالم بأسره.. «ترامب» سيكون أكثر قوة وانخراطا في قضايا الشرق الأوسط

صدى البلد

الرئيس لـ «وكالة الأنباء البرتغالية - لوسا» :
لن أقبل بأن يتحول شعب مصر إلى لاجئين
الإجراءات الاستثنائية على المستوى الأمني منتشرة في العالم كله
أرفض اختزال حقوق الإنسان في مصر وحرية التعبير مكفولة بأحكام الدستور
أطالب المجتمع الدولي بالتوحد وفق استراتيجية شاملة لمواجهة «الإرهاب» عدونا المشترك


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي،على عمل الدولة في النهوض بالخدمات الأساسية التي تُقدم للمواطنين المصريين خصوصا في مجالات الصحة والتعليم، فضلًا عن توفير السكن الملائم لمختلف شرائح المجتمع.

لافتا الى أهمية عدم اختزال حقوق الإنسان في حرية التعبير المكفولة بأحكام الدستور، موضحا بضرورة مراعاة الظروف التي تمر بها المنطقة، والتي تتخذ دولها تدابير أمنية لمواجهة خطر الإرهاب، وهو الأمر الذي حذرت منه مصر مسبقا جميع دول العالم.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في المقابلة التي أجرتها معه وكالة الأنباء البرتغالية «لوسا» - قبل زيارته المرتقبة إلى لشبونة، الاثنين المقبل– إن «الوضع الأمني في مصر كان يستوجب فرض تدابير أمنية استثنائية تجنبا لاندلاع حرب أهلية، و كانت تلك التدابير لمواجهة خطر الإرهاب و الذي تعاني منه المنطقة والعالم بأكمله».

وكان الرئيس قد استهل المقابلة الإعلامية بتوجيه التحية والتقدير لدولة البرتغال، حكومةً وشعبًا، مشيرًا إلى أنها أول زيارة رئاسية مصرية للبرتغال منذ 24 عامًا، كما أنها تكتسب أهمية خاصة باعتبارها أول زيارة دولة تستضيفها البرتغال منذ تنصيب الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دى سوزا في شهر مارس الماضي.

وأشاد بمواقف البرتغال المتوازنة والمتفهمة لمجريات الأحداث مصر، كما وجه التهنئة للشعب البرتغالي بمناسبة اختيار "أنطونيو جوتيريس" لمنصب السكرتير العام الجديد للأمم المتحدة، والذي دعمته مصر منذ البداية، معربًا عن ثقته في تمكنه من قيادة المنظمة الدولية بنجاح في ضوء ما يتمتع به من خبرات ومؤهلات شخصية كبيرة.

وأضاف السيسي: «نحن في بلد تعداده 90 مليون شخص، ومن المهم جدا أن ينعم هذا البلد بالأمن والاستقرار»، وشدد الرئيس، قائلا: «لن أقبل أن يتحول شعب مصر إلى لاجئين أو يعاني مما عانته شعوب بعينها»

وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، المجتمع الدولي إلى التوحد لمواجهة خطر الإرهاب، ودعم الدول التي تعاني من هجمات تدبرها المنظمات الجهادية ضد شعوبها وأنظمتها، قائلا «إن العدو الحقيقي الذي نواجهه، نحن جميعا، ليس فقط ما يحاربه العراق أو سوريا أو ليبيا، و لكن في الواقع، هو عدو يتربص بجميع الدول ويحاول تنفيذ هجماته في جميع أنحاء العالم، إنه الإرهاب»

وأضاف أنه لا تمييز بين عناصر الجماعات المتشددة الذين تقاتلهم القوات المصرية في سيناء، و بين ما تواجهه جيوش سوريا والعراق وليبيا، فالعدو واحد، ولذلك أوجه نداءً إلى المجتمع الدولي - يجب أن يكون هناك استراتيجية شاملة للمواجهة».

وأكد الرئيس أن مصر ضربت المثل في التسامح الديني للعالم بأسره، لافتا إلى أنه وجه دعوة إلى ، بابا الفاتيكان ،البابا فرانسيسكو، إلى زيارة مصر؛ تأكيدا لدور القاهرة المهم والرائد في التواصل مع جميع القادة الدينيين في العالم؛ لنشر أفكار التعاون والسلام والمحبة ومحاربة التطرف والعنف والإرهاب، فضلا عن تأكيده على حرص الدولة المصرية على ترسيخ قيم المواطنة ووحدة النسيج الوطني وعدم التمييز على أساس الانتماءات الدينية واحترام خيارات مواطنيها.

وأشار الرئيس إلى اعتماد القانون الموحد لدور العبادة الذي تأجل إصداره لعقود طويلة.

ووفقا لوكالة الأنباء البرتغالية، قال السيسي: «اسمحوا لي أن أقول أن لقائي مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان كان اجتماعا رائعا» لافتة إلى أن الرئيس أبدى إعجابه واحترامه لشخص البابا ومكانته، في زيارته إلى الفاتيكان بعد انتخابه رئيسا لمصر عام 2014.

وعن الشأن المصري الداخلي، أكد الرئيس السيسي حرص الدولة على حماية محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجًا، مؤكدًا على اتخاذ حزمة من الإجراءات بهدف التخفيف عنهم من تداعيات القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها مؤخرًا في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، مشيرا إلى محورية القيام بإصلاحات اقتصادية شاملة وجريئة؛ بهدف النهوض بالاقتصاد بشكل فعّال ومستديم وتوفير الأمل للأجيال القادمة، مشيرًا إلى تأخر اتخاذ القرارات الاقتصادية الضرورية لمدة عقود مما ساهم في تعقد الموقف الاقتصادي الراهن.

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن رد فعل المصريين إزاء القرارات الاقتصادية الأخيرة عكس حرصهم على بلدهم وتفهمهم لدقة المرحلة التي تمر بها مصر.

ونوه السيسي إلى أن العام الماضي شهد زيادة في معدل التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 38%، مؤكدًا على وجود آفاق رحبة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية.

وردا على سؤال حول تداعيات فوز المرشح الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي في معرض حواره الذي أدلى به إلى الوكالة البرتغالية، قد أشاد برئيس الولايات المتحدة المنتخب، دونالد ترامب، قائلا إن «كلمات ترامب كـمرشح رئاسي ستكون مختلفة تمامًا عن تصرفاته كـرئيس».

وردًا على سؤال بشأن توقعه عن القرارات العسكرية المحتمل أن يتخذها «ترامب» حال توليه الرئاسة رسميا، قال الرئيس السيسي»: دعونا لا نقفز إلى استنتاجات مقلقة حول الأعمال العسكرية الأمريكية في المستقبل أو السياسات المرتقبة من قبل الولايات المتحدة في المنطقة».

وأضاف :«علينا أن نميز بين الخطاب الذي يقام ضمن الحملات الانتخابية الرئاسية، والإدارة الحقيقية والفعلية للبلاد بعد تنصيب الرئيس المنتخب».

وأعرب الرئيس عن تقديره لشخص الرئيس الأمريكي المُنتخب «دونالد ترامب»، مشيرًا إلى أنه يُمثل اختيار الشعب الأمريكي.

ونوه السيسي إلى أهمية التفريق ما بين تصريحات المسئولين خلال الحملات الانتخابية وما بعد تولي الرئاسة، حيث تكون هناك دائمًا فرصة لاستيضاح المواقف، وهو ما يعكس أهمية عدم التعجل في الحكم على الأمور.

كما عبر الرئيس عن تقديره بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيكون أكثر قوة وانخراطًا في قضايا المنطقة، وأنه لن يكون هناك تراجع في الدور الاستراتيجي الذي تقوم به الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

كما أكد على الطبيعة الإستراتيجية التي تتميز بها العلاقات المصرية الأمريكية، وحرص مصر في الحفاظ على هذه العلاقات، معربًا عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، لاسيما في ضوء ما أبداه من تفهم كبير لما يحدث في مصر والمنطقة.