الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتنياهو يستفز مشاعر المسلمين إرضاءً لنجله.. «يئير» طالب والده بمنع الأذان في القدس.. و«400 مسجد» تضررت من القرار.. والكنائس تتضامن مع الإسلام ضد الصهاينة وترفع نداء الصلاة

صدى البلد

  • التليفزيون الإسرائيلي:
  • يئير نتنياهو سبب قانون منع الأذان في القدس
  • مفتي القدس:
  • رفع الأذان على أبراج الكنائس رسالة بعربية القدس
  • قانون الكنيست انتهاك لقدسية المعتقدات
أثار مشروع قانون منع رفع الأذان بمكبرات الصوت في القدس، غضب المسلمين، واستفزاز مشاعرهم، وتضامنت كنائس مدينة «الناصرة» مع المسلمين، ورفعت الأذان، رفضًا لقرار الكنيست الإسرائيلى، ورفع مواطنون فلسطينيون نداء الصلاة فى البلدة القديمة بالقدس، من على أسطح منازلهم.

وذكرت زارة الخارجية الإسرائيلية أن عدد المساجد الموجودة داخل إسرائيل يصل إلى 400 مسجد، وكشف تقرير للقناة "العاشرة" الإسرائيلية، عن أن يئير نتنياهو (25 عاما)، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "أدى دورا مركزيا" في الدفع بمشروع القانون الجدلي لمنع المساجد من استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان.

وأكد مسئولون إسرائيليون، من داخل حكومة نتنياهو للقناة الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء "دعم التشريع - قانون منع الأذان- بشدة بسبب إصرار نجله يئير"، وفق ما أورده موقع "تايمز أوف إسرائيل"، الذي ذكر أن نتنياهو، كرر في عدة اجتماعات حكومية موضوع الأذان، مدعيا أنه "كأحد سكان قيسارية، لا يمكنه تحمل الضجيج الصادر من مسجد قريب في بلدة جسر الزرقة المجاورة".

رفع الأذان رسالة لإسرائيل
وقال الشيخ تيسير التميمى، مفتى القدس السابق وأمين الهيئة العليا للمقدسات الإسلامية، إن رفع الأذان على أبراج الكنائس فى مدينة القدس المحتلة، رسالة إلى إسرائيل بأن القدس ستظل دولة عربية، وسنقيم عليها دولتنا المستقلة بكنائسها ومساجدها.

وأضاف «التميمى» أن "هناك موقفًا ينبعث من وحدة وطنية متماسكة فلسطينية، ولا يمكن أن نُمكن الاحتلال من أى مقدسات سواء إسلامية أو مسيحية، مؤكدًا أن «هذه فلسطين مسرى النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومهد المسيح عيسى "عليه السلام"، حينما تتعرض فلسطين لتهديد مقدساتها الإسلامية والمسيحية نقف صفًا واحدًا للدفاع عنها".

ونبه على أن "الاحتلال حاول تغيير هوية مدينة القدس، بمنع رفع الأذان، وسنرفع الأذان من على سطح منازلنا وأبراج كنائسنا، فلا فرق لدى الفلسطينيين بين أى مقدسات، كنيسة القيامة كالمسجد الأقصى، ونحن الآن مسلمين ومسيحيين فى خندق واحد".

وشدد التميمى على أن "قانون الكنيست انتهاك لقدسية المعتقدات، وعلى الأحرار فى العالم أن يتحركوا، لمنع طمس هوية القدس وفلسطين الإسلامية، وسيدنا عمر بن الخطاب حينما تسلم القدس، كتب العهدة العمرية، وأمرنا بالدفاع عن كنائسها ومقدساتها".

دور الكنيسة
وندد المطران عطا الله حنا، عضو الكنيسة الأرثوذكسية بالقدس، بمنع الأذان، مشيرًا إلى أنه على جميع الكنائس في القدس الشريف أن تستنكر كل المحاولات الصهيونية بمنع صوت الأذان بالمساجد، مؤكدًا أن هذا دليل على أن الوحدة بين الفلسطينيين لن تتزعزع في وجه هذا الاحتلال البغيض والممارسات الاحتلالية وانتهاك الحرمات.

وقال "حنا" إن الوحدة الوطنية تجسدت في أبهى صورها عندما خرج صوت الأذان من الكنائس الفلسطينية في رسالة إلى المحتل أن من يزعجه صوت أذان المساجد وأجراس الكنائس عليه الرحيل فورًا لأن فلسطين ستظل عربية ولن نتخلى عن ذرة تراب واحدة.

وأضاف عضو الكنيسة الأرثوذكسية، أن رفع الأذان من الكنيسة ليس سابقة أولى، فقد سبق أن تم فتح الأديرة والكنائس أثناء الغزو الغاشم لقطاع "غزة"، موضحًا أن فلسطين ليست طوائف والمسمى الحقيقي "الشعب الفلسطيني وليس المسلم أو المسيحي".

بلال بن رباح أول من أذن في القدس
وقال المدير السابق للمسجد الأقصى، ناجح بكيرات، إن الأذان لم يتوقف في فلسطين، ومدينة القدس، منذ 1400 عام، مضيفًا أن أول من صدح بالأذان في القدس، هو الصحابي بلال بن رباح، مؤذن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن فتحها الخليفة عمر بن الخطاب، في العام الخامس عشر للهجرة، واستمر حتى الآن دون انقطاع، حتى في فترة الحروب الصليبية.

وألمح «بكيرات» إلى أن "الأذان، ليس مجرد كلمات، بل هو شعيرة من شعائر الإسلام، وعرفها العلماء بكونها: "كلمات مخصوصة في أوقات مخصوصة للصلاة".

وقدّر الشيخ بكيرات وجود 95 مسجدًا داخل حدود ما يسمى البلدية الإسرائيلية في القدس - منها القدس القديمة - و95 مسجدًا آخر في ضواحي المدينة، المصنفة كمناطق تابعة للضفة الغربية، مضيفا: «المآذن ستبقى تصدح بنداء الله أكبر، ولن يمر القانون بسهولة كما يعتقد نتنياهو».

سياسات عدوانية
وأشاد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، بالوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجسدت من خلال رفع الأذان على أبراج الكنائس في مدينة القدس المحتلة، رفضًا للقرار الإسرائيلي بمنعه في المدينة المقدسة.

وقال المرصد إن القانون العنصري بمنع رفع الأذان بمدينة القدس لا يشكل عدوانًا على الفلسطينيين المسلمين فقط، بل يطال المسيحيين أيضًا الذين أدركوا منذ البداية أنهم في خندق واحد مع إخوتهم المسلمين، فلا فرق لدى الفلسطينيين بين المقدسات المسيحية والإسلامية.

وأضاف أن "القوانين العنصرية التي يصدرها الاحتلال الإسرائيلي تنتهك قدسية المعتقدات لدى الفلسطينيين جميعًا، وهو ما يشكل اعتداءً صارخًا على حرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني".

واعتبر أن اعتداءات الاحتلال تشكل أيضًا استهدافًا مباشرًا للمسيحيين وأماكن تعبدهم ومقدساتهم، سعيًا إلى تهجيرهم من الأراضي المقدسة، لافتًا إلى أن آخر هذه الاعتداءات الإسرائيلية كان رفع العلم الإسرائيلي على المدخل الشرقي لكنيسة القيامة بالقدس المحتلة بداية شهر نوفمبر الجاري.

وأوضح المرصد أن هذه الاعتداءات المتكررة على المقدسات الدينية هي نتيجة طبيعية لسياسات غاية في العدوانية، وأن حرق المساجد والكنائس في فلسطين يعكس استراتيجية إسرائيلية طويلة المدى تهدف إلى محو الإسلام والمسيحية من الأراضي الفلسطينية.

وحذَّر المرصد من خطورة استمرار مثل هذه الممارسات العنصرية والاعتداءات الإسرائيلية التي من شأنها تصعيد التوتر الديني وزيادة التطرف والعنف في المنطقة، داعيًا المؤسسات العربية والدولية إلى التحرك السريع لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي تطال الجميع دون تفرقة أو تمييز.