الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وكيل الأزهر في المؤتمر الثاني لقضايا الأيتام في العالم العربي والإسلامي يطالب بتوسيع دائرة الكفالة لتشمل الأطفال فاقدي العائل واللقطاء

صدى البلد

  • وكيل الأزهر في المؤتمر الثاني لقضايا الأيتام في العالم العربي والإسلامي
  • يطالب بتشكيل هيئات شرعية بمنظمات العمل الخيري
  • يجب توسيع دائرة الكفالة لتشمل الأطفال فاقدي العائل واللقطاء
  • الأزهر يقوم بكفالة أكثر من 40 ألف طالب من دول العالم

قال وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، إن أعظم تقدير ومواساة واساها الإسلام للأيتام أنه جعل رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم من بينهم، بل أشد يتمًا – إن صح هذا التعبير – من كثير منهم؛ حيث فقد الوالدين معا قبل أن يدرك معنى الوالد أو الوالدة؛ فلم تكتحل عيناه برؤية والده الذي فقده قبل أن يخرج للدنيا، وفقد والدته حيةً حين نشأ بعيدًا عنها في بادية بني سعد، قبل أن تلحق بربها عز وجل ولم يكد يتذوق حنانها.

وتابع: "لعل أيتام المسلمين يتعلمون درسًا من هذه النشأة القاسية التي نشأها رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، فمع قسوة نشأته وفقده أبويه بعثه الله عز وجل رسولًا للثقلين، وهو ما لم يتحقق لبشر غيره، وذلك بتدبير من رب العباد جل وعلا، وهذا يبعث الأمل في نفوس الأيتام ويبشرهم بأن يتمهم لا يمنعهم من تبوؤ ما قدره الله لهم من مناصب عليا، وأن يكون لهم شأن ذو بال في مجتمعاتهم متى اجتهدوا في سبيل تحقيق تطلعاتهم وآمالهم ولم يفسدوا فطرة الله التي فطرهم عليها".

وقال شومان، خلال مشاركته في المؤتمر الثاني لقضايا الأيتام في العالم العربي والإسلامي، المنعقد حاليا في السودان، والذي رأس فيه الجلسة الأولى، تحت عنوان "المسائل الفقهية المستجدة المتعلقة بكفالة اليتامى"، "إن ما تتعرض له أمتنا الإسلامية والعربية اليوم من حروب ودمار لحق بكثير من دولنا وشعوبنا الإسلامية في بورما والعراق وفلسطين وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من بلاد العالم الإسلامي - يفرض على جميع الشعوب والدول العمل معًا من أجل مساعدة تلك الدول ونجدة المتضررين فيها، خاصة هؤلاء الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم بالكامل جراء هذه الحروب، فقد كنا بالأمس نتحدث عن أيتام فقدوا أحد أبويهم، أما اليوم – وفي ظل هذه الحروب الشعواء - فإننا نتحدث عن أيتام فقدوا كل عائلاتهم، فالقضية أكبر وأكثر تعقيدًا من ذي قبل".

وأشار إلى أنه، من غير الجائز شرعًا أن يحرم هؤلاء الأيتام من رحمة المجتمع ورعايته لهم، لا سيما أن المجتمعات الإسلامية مليئة بأصحاب القلوب الرحيمة الذين يسارعون في الخيرات ويرغبون في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنات من باب كفالة الأيتام ورعايتهم، لكنهم ربما يضلون الطريق أو يفتقدون الآلية التي يساعدونهم من خلالها، ومن هنا أطالب جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالتكاتف معًا لتفعيل العمل بإدارة الشئون الإنسانية التابعة للمنظمة والتي تتولى العمل على قضايا وشئون الأيتام في العالم الإسلامي وتعمل على كفالتهم ورعايتهم وتأهيلهم نفسيًّا واجتماعيًّا وعلميًّا ليصبحوا عناصر إيجابية يفيدون أنفسهم ويسهمون في تنمية مجتمعاتهم، بدلًا من تركهم هكذا لقمة سائغة للأفكار المنحرفة والجماعات والمنظمات المشبوهة التي ربما تجندهم أو تستغلهم في تحقيق مآربها الخبيثة، ومن ثم يكونون قنابل موقوتة قابلة للانفجار متى وأين شاءت هذه الجماعات.

وتابع" أرى ضرورة فتح باب المساهمات الوقفية في كافة الدول الأعضاء من أجل كفالة اليتيم، والتأكيد على جواز استثمار التبرعات الخاصة بالأيتام في البنوك ما دام الأمر سيعود عليهم بالخير والنفع ، مشيرا إلى أنه من الخطأ الشديد وقف الإنفاق على اليتامى بعد بلوغهم إذا كانوا في احتياج إلى التعليم.

وطالب الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بضرورة إعادة النظر في سن كفالة اليتيم،مع التأكيد على الفصل بين الكفالة والسن القانونية لتستمر الكفالة على الأيتام بعد زوال صفة اليتم عنهم إلى الاستغناء عنها بقدرتهم على رعاية أنفسهم.

وشدد على ضرورة أن تتوسع دائرة الكفالة لتشمل كلا من الأطفال فاقدي العائل واللقطاء والمنبوذين من قبل أسرهم لعدم القدرة على الإنفاق عليهم أو لخلل في التكوين النفسي للعائلة.

ودعا «شومان» خلال مشاركته في المؤتمر الثاني لقضايا اليتامى في العالم العربي والإسلامي،إلى ضرورة إعادة النظر فيما يقدم للمكفولين ليتناسب مع احتياجاتهم ولا يسوى بين الجميع.

وأكد أن الأزهر يقوم بكفالة أكثر من 40 ألف طالب من دول العالم الإسلامي ويقوم برعايتهم تعليميا والإنفاق عليهم فضلا عن رعايته لكافة الأطفال الأيتام الدارسين في الأزهر واعفائهم من كافة المصروفات.

وشدد وكيل الأزهر على الفقهاء بضرورة مراعاة ظروف وأماكن عمل المؤسسات التي تعمل في مجال الرعاية الإنسانية وعدم التضييق عليهم بفتاوي متضاربة.

كما طالب  بضرورة تشكيل هيئات شرعية بكل المؤسسات العاملة في مجال الرعاية الإنسانية لتوجيهها فيما يحقق المصلحة العليا للمكفولين بما لا يخالف الضوابط الشرعية، مع ضرورة استحداث أوقاف لكفالة اليتامى لاستمرار الدعم والإنفاق.