الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإخوان وقطر تاريخ أسود من التآمر على الوطن العربي.. وثائق «ويكيليكس» كشفت استخدام التنظيم للجماعة في الضغط على الحكومات العربية.. الدولة الصغيرة وجدت في التنظيم ضالتها للتدخل في شئون جيرانها

صدى البلد

  • القرضاوي عراب الاتفاق بين الجماعة والشيخ حمد والأموال كلمة السر في تحريكها بالمنطقة
  • هشام النجار: الإخوان ورقة في يد قطر وتركيا لفرض نفوذهم على الوطن العربي
مع سعي قطر الحثيث لإبراز نفسها كدولة لها أهمية سياسية، خاصة مع انقلاب حمد بن خليفة على والده وتوليه مقاليد الحكم، وجدت الدولة الصغيرة ضالتها مع جماعة الإخوان الإرهابية، والتى كانت تحظى بانتشار كبير في مصر وسوريا واليمن والعديد من البلدان العربية، بالإضافة للظهور القوي لها في قطر وسيطرة العديد من قيادات الإخوان على مناصب مهمة في الدولة.

بدأت قطر في استخدام مفتيها والقيادي الإخواني البارز يوسف القرضاوي كهمزة وصل بين الجماعة وبين الشيخ حمد واحتضانها، كما استثمرت نفوذها في عدد من الدول العربية.

بلغت ذرورة هذا التعاون والاستخدام بعد ثورات الربيع العربي، حيث اعتمدت عليها قطر في ليبيا وسوريا بشكل قوي جدًا، كما قدمت كل أنواع الدعم الممكن لتسهيل صعود وسيطرة الجماعة على لسلطة.

وتتجلى هذه الاتفاقات في الأوراق التى كشفتها وثائق "ويكليكيس"، فكان منها على سبيل المثال أن قطر تحتضن مؤتمرات ومنتديات الإخوان المسلمين وتستقبل رموزهم وتمد التيار العالمي بمختلف أنواع الدعم الإعلامي والسياسي والمادي تعلن باقي دول المنطقة عن اعتقالات دورية تطال عناصر الجماعة على خلفية تهم تصب جميعها في تهديد الأمن والاستقرار و"التآمر من أجل إسقاط أنظمة الحكم".

كما كشفت إحدى الوثائق عن دور الإخوان في إنشاء حركة حماس كفصيل سياسي وجناح عسكري للجماعة، مشيرة إلى مواقف نواب جماعة الإخوان في البرلمان المصري عام 2007 عندما جرت المواجهة بين حماس وفتح، حيث اتخذ نواب الإخوان المسلمين موقفا داعما بشدة لتصرفات حماس التي أدت إلى الفصل بينها وبين فتح بدعم قطري.

وأشارت الوثيقة التي يمكن أن تكون جزءًا من تقرير حول جماعة الإخوان في مصر إلى أن الجماعة تلقت ضوءا أخضر من واشنطن ودعما سياسيا وربما ماديا من الولايات المتحدة للوصول إلى السلطة في مصر.

من أبرز من تحدثت عنهم الوثائق هو المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، مشيرة إلى زيارة الشاطر إلى قطر قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز بها "مرسي"، والتقى خلالها بعدد كبير من المسئولين، وطمأنهم أن مصر أصبحت في يد الجماعة بعد أخذ الموافقة على دعمهم له في انتخابات الرئاسة، لافتًا إلى أن الاستثمارات القطرية ستكون في أمان بمصر.

ووعد الشاطر المسئولين القطريين بعمل قوانين الاستثمار الأجنبي يشرعها المجلس المنتخب "مجلس الشعب"، وكذلك فإن هذه الزيارة كانت تهدف إلى الحصول على دعم وتأييد المسئولين في قطر لترشح محمد مرسي إلى رئاسة الجمهورية.

كما أفادت إحدى الوثائق بأن الزيارة تضمنت طلبًا من "الشاطر" إلى المسئولين القطريين بحثهم على عدم دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في الترشح لرئاسة الجمهورية، وكشفت الوثائق أيضًا عن أن جماعة "الإخوان" كانت تعد خيرت الشاطر، الذي وصفته الوثائق بـ"رئيس حكومة الإخوان"، ليكون رئيس الحكومة المقبل في مصر.

وعلى الرغم من سقوط الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، إلا أن قطر لم تتخل عن الجماعة بل وقفت ضد الشعب المصري وإرادته وهاجمت أكثر من مرة النظام الحالي، كما قامت بطلب استرداد القروض التى قدمتها للإخوان كمحاولة لضرب الاقتصاد المصري ورغم الوساطات العربية إلا أنها لم تلتزم بوعدها، حيث قامت بطرد الإخوان بناءً على طلب مجلس التعاون الخليجي، لكنها في نفس الوقت لم توقف الدعم المادي للقيادات في قطر وبلدان أخرى.

من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان ورقة بيد قطر وتركيا لتحقيق بعض المصالح والنفوذ داخل البلاد العربية وقد ارتضوا هذا الدور لطمعهم فى السلطة.

وأضاف النجار، في تصريحات خاصة، أن مصلحة قطر وتركيا أن يكون الحكم فى مصر تابعا لهما، ومصلحة الإخوان الوصول للحكم، فهى علاقة مصالح متبادلة.

وأوضح أن الفيلم الأخير الذي صنعه الإخوان وعرضته قناة الجزيرة القطرية يكشف عن هذه الرؤية بوضوح ضرب الجيش المصري، ولم يخرج إلا مع تقدم الجيش السورى وإحرازه انتصارات، ومع ظهور دعم الدولة المصرية للجيش السورى ضد الجماعات التى تمولها قطر فى سوريا وليبيا وعلى رأسها الإخوان، وأيضا خرج متزامنا مع التوتر في العلاقة بين مصر وبعض دول الخليج، والهدف الضغط على مصر لتتخذ مواقف تابعة للمسار الخليجى فى الملفات الإقليمية.