الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البحوث الإسلامية: حديث السيسي عن «الطيب» يؤكد تقدير الرئاسة للأزهر

صدى البلد

أشاد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذكرى المولد النبوي، الذي اعترض فيه على الخطبة الموحدة التي أقرتها وزارة الأوقاف وتلزم بها جميع المساجد، ووصفها بأنها اختزال للتجديد الخطاب الديني.

وطالب «الجندي» في تصريح لـ«صدى البلد» الاستجابة للرئيس السيسي وإلغاء الخطبة الموحدة، منبها على أنها تحقق الهدف الأساسي من خُطبة الجمعة من حيث تفاعل الخطيب مع أحوال المصلين ومناقشة مشكلاتهم والقضايا العصرية التي تطرأ عليهم بمنظور ديني متجدد، مؤكدًا أن الخطاب الموجد الآن لا يعبر عن سماحة الدين الإسلامي، في مناقشته لقضايا المجتمع المختلفة.

وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الخطبة الارتجالية أفضل من الخطبة الموحدة، حتى يستطيع الخطيب مناقشة ما يحتاج الناس إليهم، مشيرًا إلى أن الموضوعات التي يحتاجها إلى المدينة تختلف عن الريف، فمثلا في موسم الحصاد يحتاج الإمام ليعظ الناس في وجوب إخراج الزكاة فكيف يخطب فيهم خطبة موحدة عن الظلم مثلًا، فهذا لا يتماشي مع فقه الواقع والناس ستنفر من ذلك.

وألمح إلى أن الخطبة الموحدة ليست تجديدًا للخطاب الديني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكنها بعيدة كل البعد عن ذلك، منوهًا بأن الهدف من تجديد الخطاب عرض القضايا الفقهية وضرروات الحياة بطريقة عصرية يفهمها الناس.

وعن تصريح الرئيس السيسي لشيخ الأزهر: «بحبك وبحترمك.. ولو فاكرين غير كده تبقى مصيبة» أوضح أن هذا تأكيد من رئاسة الجمهورية أنها تحترم الأزهر والعلماء ولا خلافات بينهما، مشيرًا إلى أن مطالبة الرئيس أكثر من بتجديد الخطاب الديني وانتقاده للقائمين عليه، جعل البعض يظن وجود مشاكل بين الرئاسة والأزهر، الأمر الذي نفاه الرئيس في خطابه اليوم.

وعن موقف المؤسسات الدينية من تجديد الخطاب الديني، وهل يحتاج إلى مدى طويل؟، رأى المفكر الإسلامي أن الأزهر قطعًا شوطًا ويحتاج إلى وقت لإزالة التراكمات والفاهيم المغلوطة التي حلت بالدين، مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يسعى لتصحيح صورة الإسلام في العالم كله وكلف بعقد لقاءات حواراية مع الشباب لإعلاء قيم الأخلاق.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد قال خلال كلمته باحتفالية الأوقاف اليوم الخميس، بالمولد النبوي الشريف: "عندما تحدثت مع وزير الأوقاف عن تجديد الخطاب الديني تسرع وكان متحمسا وأصدر قرار الخطبة الموحدة.. يا راجل الموضوع أكبر من كده.. احنا كده بنختزل الموضوع ياجماعة"، مؤكدًا نيته عقد اجتماعات موسعة مع كبار علماء الدين وعلماء النفس والاجتماع لبحث نقاط الضعف والقوة في المجتمع، ثم يتم عمل خارطة طريق لتطوير الخطاب الديني".

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، التحية إلى الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قائلا: «بحبك وبحترمك وبقدرك»، مضيفا «إياكم فاكرين غير كده تبقى مصيبة، أنا بحب الإمام، وعارف دور الأزهر ومقدره كويس في مصر والعالم كله، وهو القلعة المستنيرة اللي ممكن نعتمد عليها لأنها هتحيي صحيح الدين».

واستطرد: "نحن نجتهد لصنع السلام داخل بلادنا بالإيمان والعلم، ونشهد الله والعالم أن الإسلام خلق أمة عظيمة تستطيع تجديد ذاتها بما يليق بعظمة دينها".

وتابع: "نؤكد خوضنا المعركة الفكرية الكبرى وتجديد الخطاب الديني ونستكمل بالعزم، ونؤكد أنه لا مكان للإرهاب والجماعات التكفيرية بأفكارها داخل مصر". مضيفا: "مواجهتنا بالوسائل العسكرية والأمنية ستظل، وستظل تضحيات أبنائنا من الجيش والشرطة مصدر إلهام وإعزاز ولن تضيع هدرا بل تستثمر وطنا أبيا ننعم به جميعا".

وشدد الرئيس على أن تجديد الخطاب الديني ليس ترفا أو رفاهية، مضيفا أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قاد ثورة هائلة من التحديات.

وأضاف أن صياغة الفهم الحقيقي للدين على مستوى الدولة بالاجتهاد، أمر خطير، وتابع: "نتصور تشكيل لجنة من كبار علماء الدين والاجتماع والنفس والأخلاق، ثم وضع خريطة بواسطة كبار علماء الدين والاجتماع، لوضع خطة لصياغة فهمنا الديني".