الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة الخليج.. تحيي "جنون العظمة" البريطانية نحو الشرق الاوسط.. "ماي" ترد على تصريحات "ترامب" ضد دول النفط.. وخبراء: الخليج بوابة المملكة للمنطقة

صدى البلد

أيمن سمير:
بريطانيا تسعى لتقمص دور أمريكا في الشرق الأوسط من بوابة الخليج
الطرشوبي:
قمة البحرين تحيي نفوذ بريطانيا بالخليج وحضور"تيريزا" رسالة لـ"ترامب"
اللاوندي:
حضور"تيريزا ماي" قمة البحرين يشكل خطرا على دول الخليج


جاءت تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لتعيد إحياء نفوذ بريطانيا بمنطقة الخليج، وذلك خلال القمة الخليجية الـ37 والتي اختمت أعمالها في البحرين.

وقالت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية خلال المؤتمر إن مخاطر الأمن تزداد في الدول العربية والغربية على السواء، مؤكدة أنه لا بد من العمل معًا من أجل تقويض المخاطر الأمنية والإرهابية، قائلة: "سنساعد الخليج على التصدي لعدوان إيران"، مشددة على أن أمن الخليج هو أمن بريطانيا أيضًا، كما اعلنت أنه سيتم استثمار 3 مليارات جنيه إسترليني في تعزيز الأمن الدفاعي الخليجي، متعهدة بأن تجعل "لندن" عاصمة للاستثمارات الإسلامية.

وتعليقا على تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا، أكد الدكتور أيمن سمير، المتخصص بالعلاقات الدولية، أن بريطانيا ودول الخليج كل منهما يبحث عن بغيته في التعاون مع الآخر، فالمملكة المتحدة تريد تعويض خروجها المفاجئ من الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج تبحث عن غطاء دفاعي تعويضا عن الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة الأمريكية بعد خروجها من منطقة الشرق الأوسط.

احتياجات أمنية

وقال "سمير" في تصريح لـ"صدى البلد": إن بريطانيا لديها تحديات كبيرة نتيجة خروجها المفاجئ من الاتحاد الأوروبي تحاول مواجهتها عن طريق تشكيل تحالفات وتكتلات خارجية وتدعيم العلاقات الخارجية مع دول العالم، كما سبق في زيارتها للهند، وهذا يتضح من وعد تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا بجعل "لندن" عاصمة للاستثمارات الإسلامية، وتقصد الاستثمارات الخليجية، كما أن الخليج لديه احتياجات أمنية في ظل انحصار الدور الأمريكي في المنطقة وتزايد النفوذ الإيراني.

وأوضح أنه من المقرر أن تقوم دول حلف الناتو بتعويض الدور الأمريكي بعد خروجها عسكريا من الشرق الأوسط، فهناك 28 ألفا و500 جندي متواجدون في القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، ومن المقرر أن تحل الدول في الحلف الأطلنطي محل أمريكا، كما أنه مع زيادة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة تحتاج دول الخليج إلى مظلة دفاعية، وهذا يقف وراء إعلان رئيسة وزراء بريطانيا أنها ستستثمر 3 مليارات جنيه إسترليني في زيادة الدفاعات الأمنية لدول الخليج بمعدل مليون جنيه سنويا، وهذا سيوفر جزئيا التواجد الأمريكي.

وتابع أن البيان الختامي لقمة الخليج الـ37 التي عقدت بالبحرين يؤكد على أن بريطانيا ستتخذ دورا محوريا في المنطقة تعويضا عن الوجود الأمريكي.

وأكد المتخصص بالعلاقات الدولية أنه من المتوقع أن المملكة المتحدة البريطانية لن تستطيع سد حاجة الخليج الأمنية وتواجد قواتها في الشرق الأوسط لن يعوض التواجد الأمريكي، وشراكتها الاقتصادية مع دول الخليج لن تعينها على مواجهة تحديات الخروج من الاتحاد الأوروبي بالصورة المطلوبة، ولكن كلاهما يحتاج إلى تكثيف علاقاته الخارجية والوصول إلى مزيج من القوة بشكل يصل إلى حد الشراكات الاقتصادية والعسكرية.

جنون العظمة

وقال محمود الطرشوبي، الباحث في الشئون الدولية، إن حديث رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بأن بريطانيا لن تتخلى عن منطقة الخليج لصالح ايران، هي بمثابة رسالة موجهة إلى "ترامب" وتصريحاته ضد الخليج، مشيرا إلى أن فوز "ترامب" عجل باتخاذ بريطانيا هذه المواقف.

وأضاف "الطرشوبي" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن بريطانيا تسعى إلى أن تعيد جنون العظمة البريطانية بعد أن فقدت الكثير من نفوذها في منطقة الخليج، كما ان الاتفاق النووي الامريكي الايراني كان بمثابة قدم لدخول امريكا للشرق الاوسط، رغم أن بيان القمة الخليجية نفسه جاء ضعيفا الا أن تصريحات "ماي" كانت محورية.

وأوضح أن وجود رئيسة وزراء بريطانيا بالقمة بمثابة عودة واحياء للنفوذ البريطاني في هذه المنطقة من العالم، خاصة وأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي كان يكبل بريطانيا داخل الاتحاد ولا تستطيع اتخاذ هذا الموقف في السابق.

خطر على الخليج

من جانبه استنكر الدكتور سعيد اللاوندي ، خبير العلاقات الدولية، حضور رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي القمة الخليجية بالبحرين، مشيرا إلى أنها من المفترض قمة متعلقة بأمن دول الخليج وهو ما يشكل خطرا على هذه الدول.

وأضاف"اللاوندي" في تصريح لـ"صدى البلد" أن حضور "ماي" للقمة متعلقة بأمن الخليج واطلاع على خطط الخليج يمثل خطرا على الدول نفسها، ويجعل بريطانيا تنظر إلى هذه الدول على أنها غنيمة لبسط نفوذها بالمنطقة من خلالها.


-