الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ.. الثقافة والآثار تتجاهلان إنشاء متحف لأديب نوبل.. والوعود الوهمية تتصدر التصريحات في كل مناسبة

صدى البلد

105 أعوام مضت على ميلاد أديب نوبل الكاتب العالمي نجيب محفوظ، التي تظل فكرة إقامة متحفه حتى الآن محل التفكير والخلاف بين وزارتي الثقافة والآثار، اللتين يتصارعان فيما بينهما على اختيار المكان المقرر إقامته به.

وعود وهمية

ومن الواضح أن وزارة الثقافة اعتادت على الوعود الوهمية منذ عدة سنوات، وهو ما يؤكده متحف أديب نوبل الذي تم الإعلان عن إقامته منذ عدة سنوات مضت إلا أنه لا وجود له على أرض الواقع حتى يومنا هذا، وعلى الرغم من أن كل وزير يتولى حقيبة الثقافة يضع ضمن أولوياته إقامة المتحف، إلا أنه يخرج من الوزارة دون أن يرى المتحف النور حتى الآن.

البداية

"لا يزال صاحب نوبل يبحث عن متحف"، فعقب رحيل نجيب محفوظ عام 2006، أعلنت وزارة الثقافة عن إقامة متحف له، ولكن حتى الآن لم يتمّ أي شيء، فقط وعود متكررة من وزراء ليسوا دائمين، ومؤخرًا حلمي النمنم الذي وعد بالانتهاء من المتحف وافتتاحه في "ديسمبر" الحالي الذي يتزامن مع ميلاد الأديب، إلا أن الذكرى تحل لم نجد شيئًا على أرض الواقع.

حكاية المتحف
 
خصصت وزارة الثقافة "وكالة محمد بك أبو الدهب" المجاورة لجامع الأزهر كمتحف لمحفوظ، وبدأت في إعداد المكان ورسوماته الهندسية، إلا أن وزارة الآثار اعترضت على تخصيص كل المبنى كمتحف، وطلبت تخصيص الدور الأول والثاني فقط على أن يصبح الدور العلوي للمكان مخصصا لموظفي التفتيش الأثري، الأمر الذي أعاق العمل وجعل الثقافة تبحث عن بديل، فاختارت قصر "الأمير بشتاك"، وأرسلت إلى وزارة الآثار التي طلبت عرض الأمر على اللجنة الدائمة ولم ترد حتى الآن على طلب وزارة الثقافة، التي لا تعرف أيضا أن قصر "لأمير بشتاك"  "المخصص الآن كبيت للموسيقى والغناء" ـ لا يصلح متحفا لمحفوظ لأسباب هندسية.

مقتنيات محفوظ
أسرة محفوظ سعدت بالمتحف التي أعلنت عنه وزارة الثقافة، وعلى الفور توجهت إلى "صندوق التنمية الثقافية" وسلمت كلّ مقتنيات وأوسمت ومكتبة وجوائز نجيب محفوظ التي حصل عليها للصندوق، وبدأ أصدقاء الراحل بالتبرع بكل ما يملكونه من مقتنيات وهدايا قد حصلوا عليها من نجيب محفوظ، وهم لا يعلمون أن "المتحف وعد يصعب تحقيقه".

صراع الوزارتين
وقفت البيروقراطية والروتين حائطًا أمام تحقيق حلم طال انتظاره، فبعدما علمت "الثقافة" أن مبنى "الأمير بشتاك" لا يصلح لإقامة متحف نجيب محفوظ، خاصة بعدما رفضت وزارة الآثار منحه لهم، رفضت الثقافة أيضا إقامة المتحف "بوكالة أبو الدهب"، إلا بعد إخلائه من الموظفين، الأمر الذي أدى إلى دخول الوزارتين في صراع مازال مستمر حتى الآن، ولا يزال المتحف مجرد فكرة.

غضب المثقفين
تأخر إقامة متحف نجيب محفوظ، أثار غضب العديد الذين اتهموا وزارة الآثار بإعاقة إنشاء المتحف، وهو ما اعتبره الدكتور محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب سابقًا إهانة، مؤكدًا أن لن يصمت عن ذلك، وسيصعدون الأمر إلى أعلى مستوى، لأن الشعب المصري هو الذي يحتاج لمتحف نجيب ومحفوظ.

بينما ناشد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، المسئولين بالإسراع في إقامة متحف لنجيب محفوظ، مضيفا إذا لزم الأمر سيتم إقامة المتحف بتمويل شعبي ويكون أول المتبرعين جابر عصفور ومحمد سلماوي.

وكانت الدكتورة نفين الكيلانى، رئيس صندوق التنمية الثقافية، قامت بتوجيه دعوة عاجلة خلال اليومين الماضيين، لعقد اجتماع بشأن مناقشة تطوير الأعمال داخل تكية أبو الدهب، التي وقع عليها الاختيار لتكون متحفا يضم مقتنيات الروائي العالمي نجيب محفوظ، ولكنها تغيبت عن الاجتماع دون إبداء أي أعذار، مع العلم أن قيادات الآثار جاءت في الموعد المحدد حسب طلبها في تمام الساعة العاشرة صباح يوم الخميس الماضي، وهو ما يؤكد مدى الإهمال التي تمارسه وزرة الثقافة تجاه المتحف.