الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار: تعانق الأديان في مصر حقيقة تاريخية أثرية

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن تعانق الأديان على أرض مصر حقيقة تاريخية أثرية ولن تهتز أبدًا مهما حاول الإرهابيون، مشيرا للآية الكريمة الواضحة التى تدعو للحفاظ على المقدسات الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية ومجاهدة المشركين حتى لا يعتدوا على أهل الملل المختلفة فيهدموا أماكن عبادتهم.

وأوضح "ريحان" أن الآية هي 40 من سورة الحج "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا" والصوامع جمع صومعة وهى قلاّية الراهب والبيع جمع بيعة وهى الكنيسة المسيحية والصلوات جمع صلوتا وهى كنائس اليهود.

وأضاف خبير الآثار، أن عمرو بن العاص رضى الله عنه بعد فتح مصر أعطى المسيحيين أمانًا جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شئ ولا ينتقص ) وكان دائما يوصى فى خطبه المسلمين بمراعاة الأقباط والمحافظة على حسن جوارهم قائلًا لهم "استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرًا".

وأكمل "ريحان"، ساعد عمرو بن العاص المصريين فى بناء الكنائس وترميمها التى تهدمت إبان حكم البيزنطيين ولم تتدخل الحكومات الإسلامية المتتابعة فى الشعائر الدينية عند أهل الذمة وكان الأمراء والخلفاء يحضرون مواكبهم وأعيادهم وكان أبناء مصر من المسلمين يشتركوا مع الأقباط فى هذه الاحتفالات ولقد بنيت الكنائس والأديرة فى العهد الإسلامى وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت فى عهد مسلمة بن مخلد 47-68 هـ ووصل عدد الكنائس فى مصر حتى نهاية القرن الثانى عشر الميلادى إلى 2084كنيسة ، وعدد الأديرة إلى 834 دير وأن التسامح الدينى الذى قام فى العصر الإسلامى لم تكن تعرفه أوروبا فى العصور الوسطى بل أنها لم تعرفه إلاّ بعد الثورة الفرنسية

وأشار خبير الآثار إلى أن الحقائق الأثرية التى تتكتشف يومًا بعد يوم تؤكد هذه المعانى السامية وأن المقدسات المسيحية كانت آمنة فى مصر ومنها الأيقونات وهى صور دينية مسيحية لها دلالات معينة وقد حميت من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى العالم المسيحى وأوروبا فى الفترة من 726 إلى 843م وحميت أيقونات مصر لوجودها داخل العالم الإسلامى بعيدة عن سيطرة أوروبا وزيادة على ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات المسيحية من خارج مصر إلى دير سانت كاترين حيث أن عددًا كبيرًا من الأيقونات التى تعود للقرن السابع والثامن الميلادى جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامى فى ذلك الوقت.

وتابع، أن المسلمين حرصوا على إنعاش وحماية طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق وهناك كنيسة مكتشفة داخل قلعة حربية إسلامية وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وفى منطقة حمام فرعون التى تبعد عن السويس 110كم، تم كشف كهف مسيحى به رسوم لرهبان وكتابات يونانية ولقد هرب المسيحيون لهذه الكهوف بسيناء هربًا من الاضطهاد الرومانى وما زال هذا الكهف للآن برسومه الجميلة ولم يمس بسوء وتحوى مكتبة دير سانت كاترين 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين تلقى الضوء على طبيعة العلاقات بين رهبان الدير والمسلمين من قاطنى سيناء وبينهم وبين السلطات المسئولة فى مصر وتكشف هده الوثائق عن سياسة التسامح التى سارت عليها السلطات العربية الإسلامية حيال المسيحيين واليهود.