الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في أول تصريحاته.. خليفة بان كي مون يدعو الأمم المتحدة للتغيير.. ويشير لعجزها عن منع نشوب الأزمات.. ومستعد للمشاركة شخصيا في الأزمة السورية

صدى البلد

غوتيريش: الحرب في سوريا معركة خاسرة
خليفة بان كي مون يشير إلى زيادة عدم المساواة وتوسع الجريمة المنظمة والاتجار
غوتيريش على استعداد "للمشاركة شخصيا" في الأزمة السورية


أدى البرتغالي أنطونيو غوتيريش مساء أمس الاثنين اليمين لتسلم منصبه أمينا عاما جديدا للأمم المتحدة، خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون.

وبهذا أصبح غوتيريش رسميا الأمين العام التاسع للأمم المتحدة، حيث سيباشر مهامه الرسمية في الأول من يناير 2017.

وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي عقب مراسم أداء اليمين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه من الضروري تعبئة جميع الجهود من أجل حل الأزمة السورية وباقي الأزمات في العالم.

وأضاف أن الحرب في سوريا حرب خاسرة للجميع وليس للسوريين فقط، حيث لا منتصر فيها.

قال الأمين العام القادم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن النزاعات، التي أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا من أي وقت مضى وتتسبب في انتهاكات مروعة للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان.

وفي كلمته في مراسم أداء اليمين تحدث غوتيريش، عن إجبار الناس على الفرار من ديارهم على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود، وتطرق أيضا إلى التقدم التكنولوجي الهائل ونمو الاقتصاد العالمي.

وقال: "بيد أن العولمة والتقدم التكنولوجي قد ساهما أيضا في تنامي أوجه انعدام المساواة وتُرك الكثيرون يلهثون خلف الركب في أماكن منها البلدان النامية التي اختفت فيها الملايين من فرص العمل القديمة في الوقت الذي تتعذر فيه على الكثيرين الاستفادة من الفرص الجديدة.

وارتفعت معدلات البطالة في صفوف الشباب ارتفاعا هائلا. كذلك أدت العولمة إلى توسيع نطاق الجريمة المنظمة والاتجار."

وذكر غوتيريش أن كل ذلك أدى إلى ازدياد الهوة اتساعا بين الناس والمؤسسات السياسية، مشيرا إلى القلاقل والاضطرابات الاجتماعية ونشوب النزاعات والعنف في بعض البلدان.

وأشار إلى أن الناخبون يميلون الآن إلى رفض الأوضاع القائمة، ورفض أي اقتراحات تطرحها الحكومات للاقتراع، نتيجة تلاشي ثقة الكثيرين ليس فقط في حكوماتهم، وإنما في المؤسسات العالمية، ومنها الأمم المتحدة.

وشدد على أن الخوف هو القوة المحركة لقرارات الكثيرين حول العالم، موضحا إهمية تفهم مخاوف هؤلاء الأشخاص وتلبية احتياجاتهم، دون غياب القيم العالمية، وأكد أن الوقت قد حان لإعادة بناء العلاقات بين الناس والقادة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وكذلك كي يصغي القادة ويُبدوا الاهتمام بشعوبهم وباستقرار العالم الذي نعتمد عليه جميعا.

وقال الأمين العام القادم، الذي سيتولى مهام منصبه في الأول من يناير 2017، إن على الأمم المتحدة أن تعترف بنقائصها، وأن تصلح من طرق عملها.

وذكر أن المنظمة هي حجر الزاوية لنظام تعددية الأطراف، وقد ساهمت في إحلال السلام النسبي على مدى عقود من الزمان.

وقال إن "التحديات قد تجاوزت الآن قدرتنا على التصدي. ولا بد أن تكون الأمم المتحدة على استعداد للتغير. وأخطر نقائصنا، وأشير هنا إلى المجتمع الدولي برمته، هي عجزنا عن منع نشوب الأزمات. لقد ولدت الأمم المتحدة من مخاض الحرب. وعلينا الآن أن نكون جاهزين للسلام."

وأكد غوتيريش أن الوقاية تتطلب معالجة الأسباب الجذرية، بما يشمل جميع دعائم الأمم المتحدة الثلاث، وهي: السلام والأمن، والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان.

كما التزم بمواجهة نزاعات كثيرة مثل الحرب في سوريا، قائلا "نحن بحاجة إلى المزيد من الوساطة والتحكيم والدبلوماسية الوقائية".
وتابع إنه "على استعداد "للمشاركة شخصيا" إذا لزم الأمر.

ولفت إلى أن قوات حفظ السلام باتت في كثير من الأحيان مسؤولة عن "الحفاظ على سلام لا وجود له".

وقال إن حجم التحديات الراهنة يتطلب العمل المشترك على النهوض بعملية إصلاح عميق ومستمر للأمم المتحدة، الذي يتولى مهام منصبه في الأول من العام المقبل، على ثلاث أولويات استراتيجية للتغيير. وتتمثل هذه الأولويات في إرساء السلام، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة، وإصلاح عمليات الإدارة الداخلية.