الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روجينا رأفت شهيدة البطرسية قدمت "عروسة المولد" لجارتها المسلمة.. وذهبت للسماء تشكر «صانع الخيرات» .. صور

صدى البلد

كل سنة وانتم طيبين.. كعادتها توجهت روجينا رأفت شهيدة غدر الإرهاب، إلي جيرانها المسلمين واصطحبت معها "عروسة مولد" قامت بتصنيعها بنفسها، قبل استشهادها بساعات قليلة، ولم تكن تعلم أنها تضع امام احبائها وجيرانها بديلا لها لن ينسوه طوال العمر، فكلما نظروا إلي "العروسة" تذكروا ذكرى الشهيدة الطيبة.

وفي صباح يوم الأحد، استيقظت روجينا رأفت، وخرجت إلي الشوارع الجانبية للكنيسة الكاتدرائية مبتسمة امام جموع جيرانها، وكأنها تشعر أن السماء في انتظارها، او أن تلك الصلاة ستكون في الأعلي، حتي وصلت إلي تلك البوابة التي نقلتها من الدنيا إلي الآخرة، بوابة الكنيسة البطرسية، وقامت بإلقاء التحية علي عم نبيل خادم الكنيسة، ثم توجهت إلي قاعة الصلاة لترفع يديها إلي السماء قائلة :" فلنشكر صانع الخيرات الرحيم الله"، وماهي إلا دقائق وذهبت روحها إلي الخالق.

وقالت ريهام س. ، واحدة من جيران الشهيدة روجينا رأفت، وأقرب الناس إلي قلبها، إن الشهيدة قامت بإعداد "عروسة" صناعة يدوية، وتوجهت إليها وقدمتها لها بمناسبة المولد النبوي الشريف، كعادتها في تقديم المباركة والمشاركة في كافة اعياد جيرانها المسلمين.

وتابعت ريهام، الشهيدة روجينا قضت سنين عمرها ورفضت خلالهم الزواج، وانهمكت في الصلاة إلي الله، وفي عملها، كونها تعمل مدرسة رسم في مدرسة القديس ميخائيل، وهو ما جعلها تخرج فنونها في صناعة "عروسة المولد" التي كانت تقدمها لي.

وأضافت ريهام، لم أكن أعلم انها المرة الأخيرة التي أستمع فيها إلي صوتها أو أري عينيها البريئتين، ورددت :"يارب .. انت الوحيد اللى تعرف ايه اللى فينا، داوينا يارب وارحمها".

وفي الناحية الأخري، وفي الساعات الأولي من الصباح دق جرس مدرسة القديس ميخائيل، ولاحظ الطلاب والطالبات عدم وجود ذلك الملاك الذي كان يغني لهم ويعلمهم الفنون الرقيقة، فوقف الجميع صامتون حين بدأ الطلاب في ترديد قداس الصلاة علي روحها، رافعين لافتة تحمل صورة الشهيدة وكلمات مقدسة :"طوبي لمن اخترته وقبلته يارب ليسكن في ديارك إلي الأبد".

وعادت ريهام للحديث، قائلة:" لا أعلم كيف أستيقظ بدون أن ألقي الصباح علي رفيقتي جيجي رأفت أو والدتها طنط سهير، لم أكن أتخيل لحظة أنهم سيفارقون الحياة ولا أراهم مرة اخري"، غادرت جيجي رحمها الله الحياة وغادرت معها الأشياء الجميلة، وتركت لي "عروسة" أتذكرها بها، وتركت لي كل كلماتها ونظراتها وإبتساماتها الجميلة.

وقال م. ح. ، أحد طلاب المدرسة، إن الشهيدة كانت من أفضل المعلمين الذين قدموا فكرا وروحا لتعاليم الحياة البسيطة، وكانت دائما ما تعلمنا كيفية ربط الفن بالحياة واحترام الذات والآخرين وحب جموع المواطنين وعدم الكراهية.

واضاف ع. ح.، ان الشهيدة كانت تقدم لهم النصائح بشتي صورها لم يكن لديها مصطلح يعني شخصا مسلما أو شخصا مسيحيا، وانما كانت تقدم الدعم المعنوي للجميع دون تفريق، وكانت مصدر اساس للتشجيع علي الخير والرقي والعلو في المدرسة.