الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا انتصار للروس وهزيمة للأمريكان.. تركيا ترغب في السيطرة على الجانب الشمالي .. وبوتين استغل الأسد لاستعادة مكانة موسكو.. صور

صدى البلد

  • تليجراف:
  • الائتلاف الوطني يعرب عن دعمه للاتفاق ويحث جميع الأطراف على الالتزام بالصفقة
  • المعارضة السورية تطالب ببديل لـ«الأسد» يكون أقل استقطابا ومن طائفته العلوية 
  • وقف إطلاق النار لا ينطبق على جبهة «فتح الشام» 
  • الأكراد يسعون لنيل ضمانات تحترم أهداف حربهم وطلب الحكم الذاتي الفيدرالي داخل سوريا

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الحكومة السورية والمعارضة وافقتا على وقف إطلاق النار، من المقرر أن يبدأ في منتصف الليل، اليوم الخميس، كما أعلن أن روسيا سحب بعض قواتها من هذا البلد الذي مزقته الحرب.

وجاء اتفاق وقف إطلاق النار في أعقاب المحادثات التي أطلقتها تركيا وروسيا وإيران يحتمل أن يمهد الطريق لاتفاق سلام ينهي الحرب الأهلية التي دامت خمس سنوات في سوريا.

وقال «بوتين» قبل ساعات قليلة، إن الحدث الذي انتظرناه، لفترة طويلة، قد تحقق، فقد عملنا جاهدين لتحقيقه، وقد تم توقيع ثلاث وثائق، جاء ذلك عقب لقاء له مع وزيري الدفاع والخارجية في موسكو.

ماذا يعني وقف إطلاق النار في سوريا

واضاف أن الوثيقة الأولى، هي اتفاقية تم توقيعها، بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.

وتابع أن الوثيقة الثانية عبارة عن مجموعة من التدابير لمراقبة ترتيب وقف إطلاق النار.

أما الوثيقة الثالثة فهي بيان الاستعداد لبدء مفاوضات السلام بشأن تسوية الوضع في سوريا.

ومن جانبها، أكدت المعارضة السورية، الائتلاف الوطني، ان الاتفاق يدخل حيز التنفيذ من منتصف ليل يوم الخميس، قائلة إنها تؤيد وقف إطلاق النار في البلاد.

وقال المتحدث باسم المعارضة السورية، أحمد رمضان، وفقا لما نقلته صحيفة «تليجراف» البريطانية أن "الائتلاف الوطني يعرب عن دعمه للاتفاق ويحث جميع الأطراف على الالتزام به من الصفقة.

وفي وقت سابق، قالت وسائل الإعلام التركية، إن الاتفاق بات وشيكا.

وقال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إن الهدنة تشمل 62 ألفاً من مقاتلي المعارضة في أنحاء سوريا، ولكن يقال أن الاتفاق استبعد مقاتلي تنظيم «داعش» و«القاعدة» ومن هم على صلة بـ«جبهة فتح الشام».

و قال الرئيس الروسي: «أنا أوافق على اقتراح من وزارة الدفاع للحد من وجودنا العسكري في سوريا».

وأضاف «أن موسكو لا تزال مستمرة في دعم الرئيس السوري بشار الأسد».

لافتا إلى أن الاتفاق قابل للتفاوض بين روسيا وتركيا، التي تدعم الأطراف المتصارعة في الحرب، ولكن في النهاية سيكون رعاة الاتفاق بمثابة ضامنين.

ماذا سيحدث الآن في سوريا

تأتي التهدئة الآن بعد أسبوع من مفاوضات تنهي صراع خاضه النظام وحلفائه لمدة خمس سنوات من أجل السيطرة على حلب، ثاني المدن السورية، والتي يطلق عليها اسم الجائزة الاستراتيجية الرئيسية في الصراع.

ووفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة «تليجراف» البريطانية فإن من شأن الاتفاق وقف حالة إطلاق النار والتي ترسي المفاوضات السياسية في الأساس بين الحكومة السورية والمعارضة في آستانا عاصمة كازاخستان.

و وفقا لرأي محلل روسي له صلات وثيقة مع الكرملين، تبقى الصفقة بشار الأسد على رأس السلطة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2018.

فيما تظل المعارضة السورية وحلفائها في حالة إصرار على خلغ الرئيس السوري، و هو المطلب الذي كان في السابق شرطا للمحادثات.

ومع ذلك، يبدو أن تركيا قد أخففت في تحقيق طلبها بعد إصلاح علاقاتها مع روسيا، حليفة «الأسد» الدولية.

وقال المحلل الروسي، أندري كورتوموف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي وهو مؤسسة بحثية، إن المعارضة السورية تطالب أن يحل محل الأسد مرشح أقل استقطابا من طائفته العلوية.

هل هذه هي نهاية الحرب؟

ووفقا لتقرير صحيفة «تليجراف» البريطانية، فإن سوريا يمكن أن تصبح بفعالية، دولة اتحادية غير رسمية، بفعل ضغوط الجانبين المتصارعين.

موضحا أن تركيا والمعارضة السورية يسيطران على ما يسمى منطقة عازلة على طول شمال سوريا، فيما تسيطر الحكومة على المدن الرئيسية في البلاد بما في ذلك حلب؛ ولكي تتحقق نهاية الحرب في سوريا، فمن شأن العشرات من أصحاب المصلحة والجماعات المسلحة أن يكونوا راضين.

ومن جانبها، روسيا إن وقف إطلاق النار لا ينطبق على جبهة «فتح الشام» وهذا يعني ان الحرب ضد الجماعات المتمردة الجهادية مستمرة - ناهيك عن «داعش».

وتستطرد الصحيفة البريطانية انه ليس من الواضح إلى أي مدى يمكن لتركيا أن تؤثر الجماعات المتمردة خارج سيطرتها، وخصوصا في جنوب البلاد وحول «إدلب».

وتواصل: الجماعات الكردية تسعى أيضا إلى نيل ضمانات بأن تحترم أهداف حربهم وطلب الحكم الذاتي الفيدرالي داخل سوريا؛ وتركيا تريد السيطرة بشكل غير رسمي على مناطق شاسعة في شمال سوريا، ويعطيها منطقة آمنة لإيواء اللاجئين، وقاعدة للمعارضة المناهضة للأسد، وحصنا ضد النفوذ الكردي.

ووفقا لـ«تليجراف» فإن التعاون بين روسيا وتركيا لم يكن واردا خلال العام الماضي، بععد ان دخل الاثنان في أزمة دبلوماسية عندما تورطت القوات الجوية التركية في إسقاط مقاتلة روسية في نوفمبر 2015.

ماذا عن الأمريكيين

وتقول الصحيفة البريطانية إن الصفقة لا تشمل الولايات المتحدة، و هو ما يؤكد تقلص دور الغرب في وضع حد للحرب في سوريا.

وكانت «واشنطن» قد دعمت المتمردين بشكل رئيسي، ولكن المحادثات الأمريكية الروسية قد وصلت إلى طريق مسدود ولم تحرز أي تقدم يذكر خلال 9 أشهر من المحادثات.

وقد استخدم الرئيس بوتين سوريا لمساعدة روسيا على استعادة مكانتها كقوة عالمية ولاعب خطير في الشرق الأوسط.

وقال السفير البريطاني السابق لدى موسكو، توني برينتون، إن هناك جائزة كبيرة للغاية اظهرت أن بمقدورهم إحداث تغيرا على شكل الجبهة على مستوى العالم.

وأضاف «لقد استخدمت الولايات المتحدة كل الامكانات المتاحة وكانت قد نسيت أن روسيا تستخدم نفس الإمكانات للعب على نفس المستوى».