الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد مندور : أيادٍ مسيحية لها فضل في بناء مسجد عمرو بن العاص .. والفن ظل في خدمة المؤسسات الدينية قرونا طويلة.. فيديو

الكاتب محمد مندور
الكاتب محمد مندور

قال الكاتب الصحفي محمد مندور، إن أيادي مسيحية كان لها الفضل في بناء مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط عقب فتح مصر، كما كان لهم الفضل أيضا في المساهمة في بناء مسجد عمر بن الخطاب في بيت المقدس، مطالباً المصريين بقراءة التاريخ الإسلامي والمسيحي بتأمل حتى يعلموا تفاصيل مناحي الحياة بشكل دقيق خلال تلك الفترات. 

وذكر «مندور» خلال لقائه ببرنامج «الصديقان» المذاع على قناة «المحور» موقفاً لسيدنا عمر بن الخطاب عندما دخل بيت المقدس ورفض الصلاة في الكنيسة، خوفًا من أن يتخذ المسلمون من فعل "عمر" ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده «ها هنا صلى عمر»، بل صلى في مكان آخر حيث بني مسجد عمر بن الخطاب بجوار الكنيسة الكبرى في بيت المقدس، مشيرا إلى أن من بنوه وقتها كانوا مسيحيين. 

وشدَّد «مندور» أن صانع الكنائس والمساجد صاحب يد واحدة، منوهًا أن من قام بترميم الكنيسة البطرسية عمّال مسلمون، وهذا يؤكد كل الحقائق التي لم يركز عليها المؤرخون بشكل دقيق. 

وقال إن التاريخ المصري لا يعرف الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، مشيرًا إلى أن تشابهًا معماريًا كبيرًا بين الكنائس والمساجد في مصر. 

وأضاف أنه لم يستطع أي كيان جر مصر إلى الفتنة بين المسلمين والأقباط، لأن "الوحدة الوطنية المصرية أقوى مما نتخيل". 

وأشار إلى أنه ألَّف كتابًا بعنوان «ديانة القاهرة» وكان الهدف منه إرسال عدة رسائل للمجتمع خاصة عقب ثورة 25 يناير، وذلك لتعزيز المواطنة وفكرة الذوبان الإنساني بين المسلمين والمسيحيين، خاصة وقوفهم مع بعض في وقت الشدائد. 

وأكد أن كتابه تناول علاقة الفن بالدين وكيف نشأت الفنون وترعرعت وازدهرت في كنف الدين، بل كانت في معظم الأحيان لخدمة الأهداف الدينية، مشيرا إلى أن الفنانين المسلمين والمسيحيين عندما تعانقت عاطفتهم الدينية مع العاطفة الفنية انتجوا لنا فنونا رائعة تشهد على عظمة وحضارة المصريين، حيث كان فن التصوير نتاج الفنانين المسيحيين، فرسموا لنا صورا رائعة للقديسين والعذراء والمسيح، بينما قدم لنا الفنانون المسلمون فن وزخارف الأرابيسك التي تعبر عن وصف الجنة، بل أبدعوا أيضا فن الخط العربي وجعلوا منه أشكالا وأنواعا كثيرة.

وقال إنه لا يوجد فرق بين المواطن المسلم والمسيحي، مؤكدًا أن التاريخ لم يتحدث عن وجود فتن طائفية في تاريخنا القديم، كما لا يوجد في التاريخ ما يثبت أن الشعب المصري وقف ضد بناء الكنائس، بل كان المواطنون المصريون يساهمون في بناء الكنائس والمساجد بشكل كبير. 

وأضاف أن فكرة قبول الآخر صفة من طبيعة المصريين منذ قديم الأزل، والمصريون بطبيعتهم يبحثون عن الفرحة، وهذا ما نراه في الأعياد الكل يُهنئ بعضه. 

وأوضح «مندور» أن عيد الغطاس عيد شعب وليس مجرد مناسبة دينية، لافتاً إلى أن من يتأمل بناء المساجد والكنائس يلاحظ تشابهاً فنيا ومعمارياً كبيراً بين فن عمارة الكنائس والمساجد في مصر، لأن مَنْ صنع الكنيسة هو نفسه الذي بنى المسجد، فالفنان والمعماري والصانع والبناء كان يبني بيوت الله دون حرج إن كانت للمصريين المسيحيين أو المصريين المسلمين.