EN 
لم يختلف الصيد عن مهن أخري، يتوارثها أجيال عن الآباء والأجداد، الصيادون أيضا يحرصون علي توريث أبنائهم الصيد كمصدر رزق إضافي.
وعلي ضفاف بحيرة التمساح ومن داخل عزبة الصيادين بأول طريق البلاجات بمدينة الإسماعيلية، يبدأ شباب الصيادين "طلعات البحر" والتي غالبا ما تبدأ مع غروب الشمس، بحثا عن الرزق، حريصون علي اصطحاب الأصدقاء وسط أجواء تبدو وكأنها احتفالية.
يقول إسلام عبد العال - صياد - : رغم حصولي علي دبلوم صنايع إلا أن والدي أصر علي نزولي البحر مع أصدقائه لمساعدته في المصاريف، وكان عندي خبرة لاني من صغري وانا أحب الخروج معهم في رحلات الصيد، مضيفا "اتعلمت من الصيد الصبر وانه مش بالبركة .. نعم الرزق بيد الله بس مع الوقت بقي عندي خبرة بالميعاد المناسب للصيد وأدوات الصيد خاصة ان كل نوع سمك محتاج شبك وصنارة، الجمبري مثلا محتاج صنارة ضيقة، وفيه أماكن في البحر رزقها واسع وأماكن تانية لا".
أحمد محمود - صياد شاب - يقول: ""طلعة البحر" تستغرق ساعات، والصياد الشاطر لازم يتعلم الصبر والدقة والامانة.
وأضاف "احنا هنا في العزبة اتربينا في البحر وعلي ريحته واتعلمنا كتير من أهالينا، أنا امي كانت بتغزل الشبك لوالدي، وهي كانت مصرة اني انزل اساعده، احنا بننزل مع أصحابنا بنطلع المركب من بعد المغرب، بيبقي احنا ورزقنا بنقضي ساعات في البحر، خاصة أننا بننزل فايد والقنطرة وسرابيوم، وعلشان كدة لازم الصحبة تبقي حلوة وممكن نقضي الليل كله في البحر بنصطاد ونغني ونشغل الراديو علشان نعدي الوقت ونقضي علي وحشه البحر".
وعن أدوات الصيد يقول بدوي العربي"بتبقي عبارة عن أنبوبة بوتاجاز وشبك ومشنات صنار وحربة لصيد السوبيا، وعادة الوقت المناسب للصيد بعد غروب الشمس وطلوع "وش القمر"، وده الوقت ال بيطلع فيه السمك يأكل، فيسهل صيده".
ويشير عربي الى ارتفاع أسعار أدوات الصيد، وهو الأمر الذي أثر بالسلب علي الصياد وادى إلى ارتفاع أسعار الاسماك بمحافظات القناة، قائلا "ان اسعار الادوات ارتفع بشكل مبالغ فيه وأثر بالطبع على ارتفاع أسعار السمك، يعني مثلا من سنة فاتت، علبة الصنار فيها 100 صنارة كانت بـ 12 جنيها، وصلت لـ 30 جنيها".
ويقول محمد عبده - صياد - إن طلعة البحر عادة تنتهي في اليوم الثاني، بعدها نتصل بالتاجر لنسلمه السمك مقابل مبلغ مالي يختلف حسب نوع السمك وحجمه، لنعود لمنزلنا نأخذ راحتنا ونعود من جديد للبحر في المساء.
