الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«صدى البلد» يرصد رحلة الساعات الأربع لـ «فريد شوقي» من أكتوبر وحتى إلقاء جثته في القناطر.. «مخدر الشيطان» دفع ضابطين وأمين شرطة لقتل سمسار أكتوبر على يد 5 بلطجية

سمسار أكتوبر
سمسار أكتوبر

  • «مخدر الشيطان» دفع ضابطين وأمين شرطة للتخلص من سمسار أكتوبر
  • العثور على جثة السمسار بالقليوبية
  • اعترافات تفصيلية للمتهمين بعد القبض عليهم

4 ساعات رحلة "فريد شوقي"، سمسار أكتوبر، منذ اختطافه من كافيه "المحروسة" بجوار كومباوند فاميلي مول بالحي الثامن، مرورا بشارع شهاب بالمهندسين وصولا إلى مدينة القناطر الخيرية جثة هامدة، قضى "شوقي" تلك الساعات الأربع مسحولا من 5 بودي جاردات بتحريض من ضابطين بجهة سيادية وأمين شرطة تأديبا له على استيلائه على 2 مليون جنيه حصيلة بيع 5 كيلو "استروكس" المخدر أو كما يطلق عليه "مخدر الشيطان".

ففور ظهور فيديو اختطاف السمسار فريد شوقي وانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي وإلحاقه العثور على جثته في القليوبية، شكلت مصلحة الأمن العام بقيادة اللواء جمال عبد الباري، مساعد وزير الداخلية للأمن العام، فريق بحث ضخما على مستوى عال يشرف عليه اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، لكشف غموض الواقعة وكشف هوية الجناة والدافع الذي تسبب في اختطافهم القتيل وقتله.

فحص.. مناقشات.. مشاهدات واستجوابات.. إجراءات اتخذها فريق البحث الذي ترأسه اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، والتي أسفرت جميعها على مدار الثلاثة أيام في التوصل إلى هوية خاطفي السمسار، حيث تبين أن اثنين منهما ضابطين أحدهما متقاعد والآخر "كابتن طيار"، فيما توصلت إلى هوية متهم ثالث كانت أصابع الاتهام تشير إليه كمتهم رئيسي، وهو أمين شرطة بمرور أكتوبر، ومن خلال التوصل لهوية هؤلاء تم اكتشاف هوية 5 بودي جاردات تمت الاستعانة بهم من قبل المتهمين الرئيسيين لتنفيذ ما تم تخطيطه.

وكانت الخطوات التالية في خطة البحث تحديد دافع المتهمين لارتكاب الجريمة وصلتهم بالمجني عليه، وأسفرت تحريات العميد عبد الوهاب شعراوى، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، عن أن علاقة المجني عليه بدأت منذ عامين بالمتهم الرئيسي، من يطلق عليه "العقيد صباحي"، ضابط متقاعد، حيث كان يستورد المتهم المخدرات، خاصة مخدر "استروكس"، من الصين عن طريق رجل أعمال عراقي الجنسية، فاشترك معه المجني عليه "فريد شوقي" في تجارته المشبوهة، وطوال العامين توطدت علاقتهما وزادت أرباحهما، حينها بدأ "شوقي" مرافقة "العقيد" في رحلته إلى الصين للاتفاق على صفقاتهما المشبوهة، فتعرف شوقي على التجار الرئيسيين، ومع تزايد نشاطه وعلاقاته رغب "شوقي" في الاستقلال بذاته في العمل بسوق المخدرات وتزعم عمله بدلا من أن يكون ظلا أو تابعا لـ "العقيد"، وهو ما أثار غضب الأخير وبدأت مرحلة الخلافات بينهما.

وكانت الغلبة في البداية لـ "شوقي" الذي ابتز "العقيد" بفيديو جنسي صوره له مع فتاة صينية في إحدى رحلاتهما، وكانت الخلافات تتفاقم بينهما حتى أوائل الشهر الجاري عندما اختلف "شوقي" و"العقيد" و"شلبي"، أمين الشرطة الذي كان يشاركهما في تجارتهما منذ عام ونصف العام حول مليوني جنيه استولى عليها المجني عليه بعد ترويجه 5 كيلو من مخدر "استروكس" ورفض ردها، وهنا قرر زعيم العصابة الانتقام ووضع خطته المحكمة مستعينا بـ"كابتن تامر"، ضابط صديقه.

وكان الجزء الأول من الخطة بمحاولة أخيرة مع فريد شوقي لرد المبلغ، فجلسا سويا على كافيه "المحروسة" وبدأ النقاش فيما بينهما، واستمر لفترة قصيرة حتى أنهاه شوقي بإصراره على عدم الإفصاح عن مكان الأموال أو رد المخدرات، فتم تنفيذ الجزء الثاني من الخطة بإحضار 5 بودي جاردات اتفق معهم الكابتن تامر واختطفوا السمسار داخل سيارة "النترا"، وقادوا به بزعامة باقي المتهمين المحرضين، وساروا وصولا إلى شارع شهاب بالمهندسين، فاستطاع شوقي الخروج بنصف جسده من باب السيارة مستغيثا، إلا أنهم اكملوا طريقهم حتى صعدوا أعلى الطريق الدائري، وبدأت وصلة ضرب مبرح للمجني عليه في أنحاء جسده وأصابته منها عدة ضربات في الرأس أدت لإصابته بنزيف داخلي ولفظ أنفاسه الأخيرة، حينها كان المتهمون وصلوا إلى مدينة القناطر الخيرية مكان سكن اثنين منهم فألقيا الجثة بمنطقة نائية وفروا هاربين كل منهم إلى جهة مختلفة.

ومع عثور الأجهزة الأمنية على الجثة صباح اليوم التالي، كان المتهم الرئيسي "العقيد صباحي" يجهز أوراقه ويطير إلى المملكة العربية السعودية هربا من جريمته.

وتوصلت تحريات ضباط فريق البحث بقيادة العميد محمد حامد، مفتش مباحث قطاع أكتوبر، والعقيد محمود فراج، نائب مأمور قسم أول أكتوبر، إلى أماكن هروب المتهمين بعدة محافظات، فترأسوا قوات أمنية ضمت المقدم مجدي موسى، رئيس مباحث أكتوبر أول، والرواد محمود صلاح ومحمد المسلمي وأحمد السويركي، معاوني المباحث، والتي نجحت خلال 72 ساعة في إلقاء القبض على أمين الشرطة المتهم و5 بودي جاردات، حيث تم ضبط متهمين اثنين بالقاهرة ومتهمين بالقليوبية وباقي المتهمين تم ضبطهم بالجيزة وكفر الزيات والإسكندرية والمنيا، فيما سلم الضابط الطيار نفسه إلى النيابة العامة، واستعاد فرق البحث سيارة المجني عليه من الشيخ زايد بعد استيلاء المتهمين عليها والتخلي عنها بتلك المنطقة.

ناقش اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، المتهمين الذين أدلوا باعترافات تفصيلية وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.