الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشيرة خطاب تعرض رؤيتها حول مستقبل عمل المنظمة أمام «اليونسكو»

 مشيرة خطاب
مشيرة خطاب

استعرضت السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر لمنصب مدير عام اليونسكو اليوم الأربعاء أمام المجلس التنفيذي للمنظمة بباريس رؤيتها حول مستقبل عمل اليونسكو وكيفية مجابهة التحديات في مختلف ميادين عّملها.

وشهدت جلسة المجلس التنفيذي لليونسكو التفاعلية -التي ردّت خلالها مرشحة مصر على أسئلة الدول الأعضاء- كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو الدكتور خالد عبد الغفّار وسفير مصر لدى فرنسا ومندوبها الدائم لدى اليونسكو السفير إيهاب بدوي. 

وأكدت مرشحة مصر مشيرة خطاب -في مستهل مداخلتها- أن البشرية أيقنت منذ أكثر من سبعين عامًا إلا أن هناك ضرورة لوضع حد للحروب الضارية ومحاولة التوصل إلى سبل جديدة لتسوية النزاعات المتأصلة والمترسخة.

وأضافت أن اليونسكو تجد نفسها في هذه الساحة العالمية، وينبغي عليها أن تستثمر لتحويل هذا العالم إلى الأفضل ومحاولة فهم عالمنا بشكل أفضل والذي نعيش فيه جميعًا معًا، لافتة إلى أن اليونسكو هي وليدة إرادة جماعية لإنشائها، وشهدت تغيرًا كبيرًا من حولها وأن الأفكار التي تأسست عليها أصبحت مهمة أكثر من أي وقت مضى.

وأكدت مرشحة مصر أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية استخدام الاكتشافات العلمية، مضيفة أن رؤيتها تقوم على أن اليونسكو منظمة شفافة وفعالة ينبغي توفير الموارد اللازمة لها وتمكينها من القيام بعملها من خلال دعم الدول الأعضاء حتى تركز على الأهداف المنشودة وأن تكون أقرب إلى الناس في الميدان وأقرب إلى مهمتها.

وأضافت أن رؤيتها لليونسكو تستند إلى الأهداف المشتركة وبناء توافق الاّراء وتفادي الانحياز، فضلاً عن التركيز على زيادة الحصة التي تحظى بها اليونسكو في ميزانيات الدول الأعضاء وبحث مصادر تمويل أخرى من خلال إقامة شراكات شفافة وفعالة لا سيما مع المجتمع المدني والشركات متعددة الجنسيات، لافتة إلى تجربتها الناجحة في هذا الصدد في مصر.

واستطردت بالقول إن هذه التدابير من شأنها تحسين صحة المنظمة المالية على المدى الطويل وبالتالي ستكون المنظمة غير رهينة بالموارد التقليدية وذلك حتى يتسنى تمويل المشروعات الرائدة التجريبية لمعالجة التحديات الجديدة.

وتابعت: "ينبغي أن يكون هناك مبدأ الانضباط والمساءلة على مستوى المؤسسة من خلال متابعة الأنشطة ووضع المؤشرات المناسبة". 

وأكدت مرشحة مصر أنه يجب - أيضا - تقريب اليونسكو من الدول الأعضاء والهيئات الرئاسية، وحث الدول الأعضاء على دعم اليونسكو للتركيز بشكل أكبر على رسالتها بهدف تحقيق واقع ملموس في الميدان وتعزيز قدرات اللجان الوطنية والمكاتب الميدانية والشبكات المختلفة التي تعتبر حلقة الوصل التي لا غنى عنها لربط اليونسكو بالدول الأعضاء.

وشدّدت على ضرورة توفير هذه الآليات لاسيما في إفريقيا والدول النامية والجزرية الصغيرة والأقل نموا.

وأضافت: "أعتزم التركيز على القاعدة الشعبية انطلاقا من خبرتي الميدانية مع الفئات الأكثر تهميشا في العالم.. لقد فهمت في الميدان أن هناك أسباباً جذرية نحتاج إلى فهمها لمكافحة العديد من التهديدات التي نواجهها في العالم اليوم".

وأبرزت مرشحت مصر ضرورة مكافحة التطرف والتشدد والتعصب، لافتة إلى فشل علاج هذه الآفة التي ما زالت تغذي الإرهاب؛ ما يؤدى إلى هدر الأرواح والموارد الطبيعية.

كما أكدت أن التعليم والثقافة والعلوم هم السبيل الوحيد للتصدي للتطرف، داعيا إلى إصلاح اليونسكو حتى تقود الجهود العالمية في هذا المضمار، مشيرة الى ضرورة العمل على مكافحة هذه الأيديولوجيات السامة التي وقعت في فخها المجتمعات المختلفة.
وأضافت أن اليونسكو لها مجالات اختصاص متعددة وذات أهمية حاسمة ويتعين إيلاء الأولوية لإفريقيا والمساواة بين الجنسين والشباب. 

وأوضحت أن إفريقيا كأولوية عامة تحتاج إلى مزيد من تعزيز التنسيق والتعاون مع الاتحاد الإفريقي، وذلك في إطار جدول أعمال الاتحاد الإفريقي لعام 2063.

وأشارت السفيرة مشيرة خطاب إلى انتمائها لإفريقيا وخبرتها في التعامل مع القاعدة الشعبية عن كثب وعزمها توظيف تجربتها لمواجهة الكثير من المشكلات بشكل شامل و جامع.

وأبرزت أهمية اليونسكو في تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة على أساس احترام الحقوق، مؤكدة ضرورة وقوف اليونسكو وقفة رجل واحد و تثبت قدراتها على ان تكون الوكالة المعنية بإرساء السلام و الحفاظ عليه.

واعتبرت أن بناء حصون السلام في عقول البشر لن يتحقق إلا إذ كنّا على مقربة من هؤلاء الاشخاص الذين نهدف إلى خدمتهم .

وفي ختام كلمتها، تعهدت مرشحة مصر بمحاولة إنجاح التغيير المطلوب لرصد الجذور الاساسية للمشكلات وحشد الموارد اللازمة لدعم الجهود المبذولة في تعليم الفتيات و مكافحة العنف، مستشهدة بتجربتها في مصر لتغيير القوانين و العقول فيما يخص ختان الإناث. 

يشار إلى أن المجلس التنفيذي لليونسكو - برئاسة الألماني ميخائيل ووربس - يجري اليوم وغدا مقابلات مع المرشحين لمنصب المدير العام من مصر وأذربيجان والصين وفرنسا وجواتيمالا والعراق ولبنان وقطر وفيتنام، وذلك في مقر المنظمة بباريس.

وسيتم اختيار الشخص الذي رشحه المجلس التنفيذي بعد إجراء اقتراع سري خلال الدورة الثانية بعد المائتين للمجلس خلال أكتوبر 2017. ثم يبلغ رئيس المجلس المؤتمر العام خلال دورته التاسعة والثلاثين، في نوفمبر2017 اسم المرشح (أو المرشحة) الذي وقع الاختيار عليه.